اليوم الاول للمؤتمر انطلقت احتفالات الذكرى 50 لتأسيس هذا الاطار الوطني الذي بصم بأنشطته مسار الحركة الجمعوية بالمغرب والشهادات التي قدمها قيدومو وضيوف الجمعية في الجلسة الافتتاحية شاهدة،وتمت مناقشة التقريرين الادبي والمالي والمصادقة عليهما،إذ أبرز المكتب الانجازات التي حققها بالرغم من العديد من الاكراهات،وبسط المعطيات المتعلقة بمابين المؤتمرين.اليوم الثاني اجتمعت خلاله اللجان لتدارس متطلبات وآفاق عمل جمعية الاوراش.وقدمت التوصيات للجلسة العامة للمصادقة عليها. تحتفي جمعية الأوراش المغربية للشباب بالذكرى الخمسين لتأسيسها ،إذ اجتمع رأي زمرة من الشباب على تأسيس هذا الإطار الجمعوي خلال شهر نونبر من سنة 1961. و كان المغاربة، حينها، يستلهمون من تجربة طريق الوحدة الزاد و المعين من أجل تأطير الشباب، و المساهمة في مسلسل بناء و تحديث المغرب المستقل منذ عهد قريب. و بالطبع فجيل التأسيس، الذي تشكل من بعض ممن شاركوا في تجربة طريق الوحدة سنة 1957، و كذا من الشباب المتطوع الذي خاض تجارب سابقة في العمل التطوعي الورشي عبر العالم، من خلال التسجيل عن طريق منظمات العمل التطوعي بفرنسا على وجه الخصوص، استلهم من هذا المزيج الثقافي محددات هوية جمعية الأوراش المغربية للشباب، و طبع محددات مسارها على مدى خمسة عقود. لقد تفاعلت جمعية الأوراش المغربية للشباب مع المتغيرات السوسيوثقافية و السياسية التي شهدها المغرب خصوصا، و العالم على وجه العموم، وذلك من خلال التعاطي بنوع من الحكمة و التجرد مع كافة المعطيات التي كانت تتداخل مع العمل الجمعوي ، و تؤثر ، من قريب أو بعيد ، على الممارسة الهادفة لضمان حق الشباب في المبادرة و المشاركة الواعية في بناء مجتمع المؤسسات. و على هذا الأساس نظمت الجمعية العديد من أوراش الشباب المتطوع من أجل بناء المطاعم المدرسية متم ستينيات القرن الماضي، ومطلع السبعينيات ، بهدف تشجيع التمدرس بمحيط المدن و بالعالم القروي. كما أن الجمعية أسهمت من خلال مختلف مكوناتها و برامجها في تنزيل مشروعي الحوز و الديرو في نفس هذه الفترة ، بحيث أن العام القروي كان يعيش على العزلة بكل تجلياتها ، من انغلاق على الذات، و تفشي الأمية و الجهل ، و كذا عدم مواكبة متطلبات العصر من إدخال المكننة، و إتباع قواعد الوقاية الصحية في المعيش اليومي، و في مختلف مرافق الحياة الجماعية. و بالتالي، فإن الجمعية عبر تنظيمها لعدد غير يسير من الأوراش الكبرى أسهمت ومنذ خمسين سنة خلت في خلخلة المجتمع المغربي، و مؤسساته، عبر مشاريع عمل ميدانية همت محو الأمية الوظيفية بتشجيع الفلاحين بالحوز كما بالريف على امتلاك المعارف الأولية من أجل إدخال الوسائل الميكانيكية في عمليتي الزراعة و تربية المواشي. و بعد الانحصار الذي عانت منه مختلف تنظيمات العمل الجمعوي بالمغرب أواسط السبعينيات، كانت جمعية الأوراش المغربية للشباب سباقة إلى التقاط و توظيف اختصاصات المجالس المنتخبة على إثر صدور الظهير المنظم لهذه المجالس. و من تم اعتبرت الهيئات المنتخبة، بالمدن كما بالقرى، شريكا أساسيا للجمعية، بحيث أن عدد الأوراش الدولية المنظمة بتعاون و شراكة مع ممثلي الساكنة المحلية جاوز في أغلب السنوات نصف الملتقيات الدولية المبرمجة من لدن الجمعية. و هذا النوع من التعاون المشترك مكن الجمعية من أن تجد الأرضية لإسقاط فلسفة العمل التطوعي الورشي القائمة على العمل مع و لفائدة الفئات المعوزة من جهة ، و كذلك الاعتماد على معالجة الحاجيات ذات الأولوية بالنسبة للساكنة المحلية من جهة ثانية عبر إشراكها في التشخيص و التنفيذ. وطبعا ،لا يسع المجال لجرد مختلف المجالات التي غطتها الخدمات التطوعية المجانية، و نذكرعلى سبيل المثال فقط : ترميم المآثر العمرانية، ربط مداشر و دواوير بشبكة الماء الشروب و بقنوات صرف المياه المستعملة، خلق و تهيئة مناطق خضراء، زرع الملايين من مختلف الأشجار، إحداث و ترميم مسالك جبلية، بناء مراحيض من أجل تشجيع تمدرس الفتيات بالعالم القروي، صباغة وصيانة المئات من المؤسسات التعليمية و فضاءات الطفولة و الشباب، إحداث ملاعب رياضية و فضاءات للترفيه ، التنشيط السوسيوثقافي لفائدة الأطفال في وضعية صعبة....... و طبعا فإن هذا العمل التطوعي رأسماله الأول و الأساسي هو العنصر البشري المنخرط في الجمعية امتثالا لشعارها التاريخي «التزام واع ، من أجل تطوع هادف». ذلك أنه على مدى الخمسين سنة التي انقضت اشتغلنا على الذات عبر تأهيل الشباب، إناثا و ذكورا، من أجل أن يتملك وعيا تطوعيا، و أيضا من خلال تزويده بالمعارف و الآليات الكفيلة بأن تجعل منه عنصرا يمتلك وعيا نقديا فيما يعتمل من حوله، و يملك القدرة على المبادرة و العطاء. ومن هنا اضطلع الشباب المتطوع بالجمعية بلعب دور متميز في الدبلوماسية الموازية، ذلك أن جمعية الأوراش المغربية للشباب كمنظمة للعمل التطوعي تستقبل بأوراشها الدولية متطوعين و متطوعات من مختلف بقاع العالم، من ثقافات و أديان مختلفة و متباينة، و من مختلف المستويات الاجتماعية و المعرفية. كما أنها ترسل متطوعين و متطوعات مغاربة للمشاركة في أوراش و ملتقايات دولية بالخارج. وهذا التبادل في الاتجاهين يذكي فرص الانفتاح على مختلف الثقافات، كما يكون المعبر لتمرير خطاب التسامح الذي يتشبع به الشعب المغربي، و يدافع عن القيم و الثوابت الوطنية للمغرب بشكل مرن، بعيد عن الخطابات الخشبية، و خارج دائرة الصراع الذي يعترض عادة طريق الديبلوماسية الرسمية. و جمعية الأوراش المغربية للشباب حضرت و شاركت في مختلف الأوراش المجتمعية التي شهدها المغرب الحديث إلى جانب بقية مكونات المجتمع المدني، سواء كمسؤولين و مسؤولات ضمن لجان قيادة الأنسجة و المبادرات، أو كأعضاء بالمجالس الإدارية لهاته الهيئات. و من جملة الإطارات الجمعوية التي أسهمت فيها الجمعية بفعالية: النسيج الجمعوي من أجل محاربة الرشوة، النسيج الجمعوي من أجل مكافحة التمييز و الإقصاء، النسيج المغربي من أجل رصد العملية الانتخابية ، اللجنة الوطنية من أجل دعم ترشيح المرأة، دعم خطة إدماج المرأة في التنمية، شبكة الجمعيات المغربية الأورومتوسطية....إلخ . و هو ما مكن الجمعية من أن تشكل مع باقي التنظيمات المدنية، بالمغرب و بالمنطقة الأورومتوسطية ، قوة اقتراحية مساهمة في تغيير السياسات العمومية، و في إذكاء روح التضامن من أجل الدفاع عن الحق في المرافق و الخدمات العمومية. و على هذا الأساس يتضح أن جمعية الأوراش المغربية للشباب و هي تحتفي بالذكرى الخمسين لتأسيسها ،لا بد و أن تفخر بحصيلة ما أنجزته على مستوى الواقع، و بما هيئت له من ظروف، من خلال المرافعة و التعبئة، إلى جانب مختلف مكونات المجتمع المدني بالمغرب و عبر العالم. كما يحق للجمعية أن تفخر و تنوه بأعضائها، نساء و رجالا، ممن خدموا الجمعية في مختلف المحافل الوطنية والدولية، و كانوا حيثما اشتغلوا نعم المواطنين و المواطنات، فلهم ولهن جميعا تحية عرفان، و لمن انتقلوا و انتقلن لدار البقاء أطيب الدعوات بالمغفرة و السلوان. واحتضن مركز التكوينات والملتقيات الوطنية بمدينة الرباط يوم 3 فبراير 2012 المؤتمر الوطني 35 لجمعية الأوراش المغربة للشباب وهو مؤتمر امتد على ثلاثة أيام تحت شعار ” النهوض بالعمل التطوعي رهين بسياسة شبابية مندمجة “. انطلقت أشغال المؤتمر بعرض التقريرين الأدبي والمالي للجمعية وطنيا لمدة ثلاثة سنوات الماضية وهي المدة التي فصلت بين المؤتمر الوطني الحالي والمؤتمر الوطني 34 تحت شعار ” عمل جمعوي ملتزم دعامة أساسية لكل سياسة اجتماعية هادفة “،بحضور منتدبين عن 36 فرعا. وفي كلمة لرئيس الجمعية السيد ‘عز الوطن اكديرة' قال : أولى الأوراش التي نظمتها الجمعية كانت سنة 1963 والجمعية كانت تنظم أوراش كثيرة وفي البداية دخلت الجمعية في مشاريع كثيرة مثل مشروع “الديرو”/تنمية أقاليم الريف سنة 1968 و مشروع المطاعم المدرسية …وعموما هناك تطور وتراجع ومحطة المؤتمر هذه تجسد عمل الجمعية لفترة 50 سنة من العمل التطوعي وهي محطة للوقوف عل نقط الضعف التي يمكن أن تحسن وتقديم اقتراحات لتقييم الذات ورصد المستقبل. ومن أهم ما جاء في التقرير الأدبي للجمعية حيث أنها دائمة التأكيد والإلحاح على أن العمل الجمعوي عامة وسياسة الدولة الموجهة للشاب على وجه الخصوص لا بد وأن تكون محط توافق ما بين كل المتدخلين من قطاعات حكومية والجمعيات والمنظمات من خلال استراتيجية مندمجة تحدد مجالات تدخل كل طرف على حدة وتيسر للفاعلين السبل والوسائل الكفيلة بخلق الإقلاع المنشود في مجال الشباب. ومؤتمر الجمعية هذا يوازيه احتفال الجمعية على الصعيد الوطن بالذكرى الذهبية لتأسيسها وهي ذكرى 50 سنة من العمل التطوعي ،والتقرير الأدبي كان مناسبة سانحة لسرد مجموعة من الأنشطة والشراكات الموقعة على الصعيدين الوطني والدولي ،وهذه الشراكات مكنت الجمعية من الوفاء بإلتزاماتها عبر تنظيم مجموعة من الأوراش الصيفية،كما عملت الجمعية على تقوية تدخلها جهويا عبر مجموعة من الأنشطة قامت بها فروع الجمعية وكذلك الأمر على المستوى الوطني وحسب التقرير الأدبي يتضح من حصيلة الدورات التكوينية الجهوية والوطنية أن الجمعية استطاعت أن تجند الخلف للإضطلاع بمهام تسيير الأوراش الدولية الصيفية، كما قدمت حصيلة التبادل الدولي للمتطوعين …أما المرحلة الثانية عرض فيها التقرير المالي للجمعية ،ورغم أن الجمعية حاليا توصلت بمجموعة من الإمدادات المالية نتيجة لتعاقدات سابقة إلا أن هناك شد وأخذ مع بعض الشركاء بخصوص بعض الإمدادات المتبقية . وشهدت أمسية المؤتمر احتفالية خاصة بذكرى 50 سنة لتأسيس الجمعية حضرها مجموعة من الفاعلين ،وفي كلمة للسيد ‘عبد الرزاق الحنوشي' وهو من قدماء الجمعية والذي ذكر في كلمته ثلاثة خصائص تميز العمل التطوعي في الأوراش فالعمل في هذا المجال يعلم أي شخص مبتدأ أشياء لم يكن أن تتاح له في أي مجال آخر وهو مجال يوسم بعلاقات إنسانية قوية تنسج فيه وهو يمنحك تلك المراجعة للأحكام المسبقة عن الآخر … وفي كلمة للسيد ‘عبد الرحيم المادوشي' عن اتحاد المغربي لجمعيات الأوراش،والذي تساءل عن الإمكانية التي يمكن بها تطوير العمل التطوع من خلال جمعيات الأوراش وأضاف بأنه لا تغيير بدون شباب ولا شباب بدون تأطير الحركة التطوعية وحسب كلمته فالعمل التطوعي رأسماله الحقيقي هو العنصر البشري. أما كلمة الجمعية والتي تلاها السيد ‘بوشعيب مكسي' وهو كاتب الجمعية على الصعيد الوطني ،فتزامن هذا المؤتمر مع احتفالية الجمعية بذكراها الخمسون لتأسيسها حيث اجتمع زمرة من الشباب على تأسيس هذا الإطار الجمعوي خلال شهر نونبر سنة 1961 وكان المغاربة حينها يستلهمون من تجربة طريق الوحدة الزاد والمعين من أجل تأطير الشباب، وجيل التأسيس تشكل من بعض ممن شاركوا في تجربة طريق الوحدة سنة 1957 وكذا من الشباب المتطوع الذي خاض تجارب سابقة في العمل التطوعي في الأوراش عبر العالم ، وحسب كلمة كاتب الجمعية والتي تفاعلت مع المتغرات السوسيوثقافية والسياسية التي شهدها المغرب خصوصا والعالم على وجه الخصوص وعلى هذا الأساس نظمت الجمعية العديد من أوراش الشباب المتطوع ،والشباب المتطوع بالجمعية يلعب دور متميز في الدبلوماسية الموازية ذلك أن الجمعية كمنظمة للعمل التطوعي تستقبل بأوراشها الدولية متطوعين ومتطوعات من مختلف بقاع العالم من ثقافات وأديان مختلفة ومتباينة وهي ترسل متطوعين ومتطوعات مغاربة للمشاركة في أوراش وملتقيات دولية بالخارج وعلى المستوى الإقليمي الجمعية عضو مؤسس للإتحاد المغاربي لجمعيات الأوراش ،ويظل شعار الجمعية التاريخي “إلتزام واع من أجل تطوع هادف”. وعموما تميزت أعمال المؤتمر بثلاثة أشغال لجن وهي لجنة الأوراش الدولية ولجنة استراتيجية الجمعية ولجنة تكييف القانون الأساسي للجمعية وفي ختام اليوم الثاني من المؤتمر انتخب المجلس الوطني للجمعية والذي انبثق عنه المكتب المركزي ، كما تمت تلاوة البيان الختامي للجمعية ومن أبز ما جاء فيه التأكيد على أهمية توفير الوسائل المادية والمعنوية لترسيخ الفعل التطوعي المسؤول ويسجل المؤتمر بارتياح إقرار الدستور الجديد لمجلس الشباب والعمل الجمعوي ويطالب بإقرار مبدأ الديمقراطية في اختيار أعضائه ثم لا سياسة ناجحة بدون إشراك وتدبير الشباب فيها وأعلن المؤتمر عن مساندته التامة والدائمة للشعب الفلسطيني. وتمة عملية انتخاب المجلس الوطني الذي انبثق عنه مكتب تنفيذي لفترة الانتداب 2012 / 2016 توزعت مهام أعضائه كما يلي: الرئيس : عز الوطن اكديرة - النائبة الأولى للرئيس: نزهة حافيظي النائب الثاني للرئيس : عبد الرحيم خليل - الكاتب العام : بوشعيب مكسي - نائب الكاتب العام : محماد أوعندة - الأمين المركزي : نجيب بنعبد الله نائب الأمين المركزي : محمد حمداش - المحافظ : عبد اللطيف أحمد لعزيز المستشارون : فاطمة الزهراء لباردي - سعيد الشريفي، عزالدين الوزاني، ياسين أورحو، وإسماعيل جودار.