تراجعت الولاياتالمتحدةالأمريكية عن مشروعها الذي كانت تنوي تقديمه لمجلس الأمن من اجل توسيع مهمة المينورسو في الصحراء،وهو ما يشكل انتصارا للمغرب وضربة موجعة للبوليساريو ومن خلالها الجزائر .التي دفعت في كل الاتجاهات من اجل تبني القرار فيما أبدت فرنسا والصين وروسيا واسبانيا تحفظاتها من القرار الأمريكي. المغرب يوجه صفعة قوية للبوليساريو بوشعيب النعامي "شوف ميديا" حقق المغرب نصرا سياسيا كبيرا بعدما نجح في إحباط مسودة مشروع القرار الأمريكي الذي كان يسعى إلى توسيع مهمة المينورسو لتشمل حقوق الإنسان في الصحراء، وهو ما يشكل صدمة كهربائية قوية للبوليساريو ومن خلالها الجزائر التي دفعت بكل قوة من اجل زرع شوكة في حلق المغرب. التراجع الأمريكي لم يكن عفويا خاصة وان من ورطت البيت الأبيض، في تبنيه هي ممثلة الولاياتالمتحدةالأمريكية بمجلس الأمن، "سوزان رايس" بمباركة وزير الخارجية جون كيري ، ضاربين بذلك عرض الحائط بالعلاقات التاريخية التي جمعت بين البلدين منذ عدة عقود ، حيث انساق الطرفان معا وراء أطروحة مؤسسة جون كينيدي الموالية للبوليساريو، والتي تعيش على فتات موائد الجزائر ، بدليل المعطيات التي اكدت انها تستفيد من أموال هامة تساعدها على تحركاتها ضد الوحدة الترابية للمغرب. وفعلا قدمت السفيرة الأمريكية سوزان رايس الأسبوع الماضي الى أعضاء مجلس الأمن مسودة القرار الذي ينص على ضرورة قيام قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء المغربية وكذلك مخيمات تندوف، وسط استغراب العديد من المراقبين المحايدين الذين تفاجؤوا بالتحرك الأمريكي لدرجة أنهم نسوا أن النص لازال قيد النقاش بين مجموعة أصدقاء ما يسمى بالصحراء المغربية التي تتشكل بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة، من فرنسا وروسيا وبريطانيا وإسبانيا. لم يكن المشروع الأمريكي بالون اختبار ، ولا جس نبض بل كان محاولة لصب الزيت على النار حيث صفق أعداء المغرب طويلا لمسودة المشروع وباعوا جلد الدب قبل قتله ، واعتبروا انهم في الاتجاه الصحيح وان اطروحة الانفصال قادمة لا محالة ، من خلال التلويح بورقة حقوق الإنسان، معتبرين أن حشر المينورسو في الملف من شانه أن يزعزع ثقة المغاربة ، بل أن الانفصالية أميناتو حيدر كانت أول من سرب خبر تقديم مشروع مسودة القرار الأمريكي إلى مجلس الأمن، إلى العديد من الأطراف التي تغرد خارج السرب. بغض النظر عن التلاحم الرسمي والشعبي والإجماع الوطني الذي سنعود له لاحقا فإن عوامل أخرى لعبت لصالح المغرب في هذه القضية . فعلى الرغم من أن الولاياتالمتحدة اعتمدت هذا الموقف الغير مسبوق تجاه المغرب فإنه لا ينبغي أن نغفل حقيقة أن المغرب لا يزال حليفا مهما للولايات المتحدة خارج منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو). كما ان الأمريكيين لا يزالون ينظرون إلى المغرب باعتباره شريكا استراتيجيا لا محيد عنه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و منطقة الساحل، خاصة في ظل ما يحدث في مالي. و قد تم تعزيز هذه المكانة في سبتمبر الماضي عندما أطلق البلدان الحوار الاستراتيجي الجديد الذي ارتقى بدينامكية التعاون الوثيق بين الحليفين. لم تكن الانتقادات التي وجهها وزير الدفاع الأمريكي لزميلته سوزان رايس ووزير الخارجية جون كيري من باب الصدفة حين قام بتنبيه الرئيس أوباما بان البيت الأبيض في طريقه إلى ارتكاب خطيئة في حق حليف استراتيجي ، لأنه كان يدرك بأن المغرب يشكل ضلعا أساسيا في المعادلة السلمية في المنطقة ، ولا يمكن باي حال من الأحوال التفريط فيه، مستحضرا التدريبات العسكرية المشتركة مع المغرب في السنوات الماضية وهذا إن دل هذا على شيء فإنما يدل على الثقة التي يتمتع بها المغرب، والتي لن تتأثر مستقبلا، لدى صناع القرار السياسي بأمريكا بغض النظر عن أي اعتبار حزبي. وعلى الرغم من هذه المعطيات فإن المغرب لم يعول عليها كثيرا بل تحرك بكل مكوناته افقيا وعموديا ، من اجل الوقوف في وجه المقترح الأمريكي واعترض على القرار بشكل كبير، وأكد أنه لا يشجع على الاستقرار السياسي، وشنّ حملة دبلوماسية بإرسال الملك محمد السادس مبعوثين الى عواصم دولية مثل لندن وموسكو وبكين لشرح عملية الرفض، ناهيك عن الدعم الفرنسي والاسباني . وهنا يبرز الدور الكبير الذي لعبه الملك محمد السادس الذي نزل بكل ثقله الديبلوماسي وكان وراء سحب أمريكا لمشروع توسيع مهمة المينورسو ووراء توقيف هاته المناورة . واكدت مصادر شوف ميديا أن الإدارة الأمريكية لها رغبة كبيرة في استمرار علاقتها مع المغرب ، مؤكدة أن الملك محمد السادس يحظى باحترام كبير لدى مسؤولي البيت الأبيض في واشنطن، منوهين في نفس الآن بذكائه حيث يعتبر الزعيم العربي الوحيد الذي عرف كيف يتعامل مع الربيع العربي، مشيرة إلى أن الملك منذ اعتلائه العرش وهو يعمل من اجل تنمية ودمقرطة بلاده يذكر أن المغرب هدد باسم الحكومة بالانسحاب من المفاوضات المباشرة في حال استمرار التمسك بمشروع القرار الأمريكي المجحف واعتبر المغاربة أن توسيع مهمة المينورسو في الاتجاه الذي ذهبت إليه مسودة روس مساسا بالسيادة الوطنية ، كما يضع على قدم المساواة منظمة إرهابية، ودولة ذات سيادة. عموما فإن سحب مسودة القرار الأمريكي يشكل عنوانا بارزا لانتصار مغربي كبير وصفعة قوية للبوليساريو ومن يسير في ركبها ، خاصة وأن المغرب حقق إنجازات هامة فى درب حقوق الإنسان.