أصدرت الجامعة الملكية لكرة القدم ،قرار يقضي بحل المجموعة الوطنية للهواة وتعويضها بلجنة خماسية لتدبير و تسيير شؤونها مؤقتا . كما أمرت بإلغاء الجمع العام العادي الذي كانت المجموعة الوطنية تهيء وتحضر لعقده من أجل تجديد هياكلها. فكان على المجموعة الوطنية أن تتحدى هذا القرار المجحف و الجائر في حقها و أن تتمسك و تتشبث بانعقاد الجمع في تاريخه المحدد مع تغيير المكان ،بعد إغلاق قاعة – سمية- بالرباط و منع الحضور من دخولها من طرف الأمن الخاص الذي أصبح ظاهرة متفشية في الجسم الرياضي ببلادنا. فتم تغيير المكان و حدث الجمع العام و تم انتخاب السيد –بنعويس- رئيسا لها و خولت له صلاحية تكوين المكتب. فهذا القرار الذي اتخذته الجامعة لا يستند إلى شرعية قانونية ، فلا يحق لجهاز منتخب أن يصدر أمرا بالحل ضد جهاز آخر منتخب أيضا مثله،و يتمتع باستقلالية في التدبير المالي و الأدبي مما يتنافى مع القرارات و القوانين الجاري بها العمل في تدبير الكرة في بلادنا التي تحتاج في الوقت الراهن إلى كل مكوناتها الأساسية لإخراجها من الورطة التي تعيش فيها ،و خصوصا و أننا نتكلم و نتبجح بدخول عالم الاحتراف. فقرار مثل هذا يتطلب التريث و التأني، وفتح نقاش واسع و عميق مع كل من له صلة بكرة القدم من أجل كسب الدعم و التأييد، و بالتالي إضفاء عليه طابع الشرعية القانونية و اكتساب المصداقية السبيل الوحيد للاشتغال في ظروف عادية و تحقيق الأهداف المرجوة. فالإجهاز على المجموعة الوطنية بعد سنوات من الاشتغال و العمل الجاد،راكمت خلالها تجربة مهمة و كبيرة على مستوى تدبير و تسيير قسم الهواة ،باعتباره النواة الأولى لتطوير لعبة كرة القدم ببلادنا و المزود الأساسي و الرئيسي لأندية الصفوة بلاعبين ممتازين تركوا بصماتهم داخل البطولة الوطنية . فلا يعقل أن ندمر و نهدم ما بني خلال سنوات بجرة قلم،فكان أولى على الجامعة أن تفتح قنوات الحوار مع هذا الجهاز ففيه إيجاد الحلول الناجعة للمشاكل العويصة التي تتخبط فيها أندية قسم الهواة كالنقص الحاد في التجهيزات و البنيات التحتية الرياضية و الخصاص المالي الذي يدفع جل الأندية إلى أسلوب التسول لإنقاذ فرقها و تجنب عواقب الإعتدار العام. فلعل المتتبع للشأن الكروي ببلادنا يستنتج من خلال هذا القرار المجحف لجامعتنا في حق المجموعة ،مجموعة من الخلاصات ، فلابد أن نقف على بعضها: 1- الفشل الواضح و الكبير في تدبير و تسيير شؤون كرة القدم المغربية منذ اعتلاء علي الفاسي الفهري عرش الجامعة، غياب برنامج مدروس ،و خطة إستراتيجية و واضحة المعالم كفيلة بإخراج الكرة المغربية من المأزق الضيق التي تتخبط فيه. 2- محاولة إخماد نار الجمهور المغربي الغاضب و المستاء على الصيغة و الطريقة التي تم بموجبها التعاقد مع المدرب البلجيكي "غريتس" براتب شهري خيالي قد يفوق الرواتب الشهرية لوزراء حكومتنا برمتها –بعباسها – و توفيقها –و مزوارها- و غلابها و منصفها-… فمن غير المعقول ان تتعاقد جامعتنا مع مدرب بهذا المبلغ الخيالي في بلاد لازال السميك يكاد لا يتجاوز فيه 2000 درهم ،في الشهر. 3- النتائج المخيبة للآمال التي دشنت بها النخبة الوطنية الموسم الرياضي الجديد ، في اول خرجة رسمية لها و أمام منتخب ضعيف و مغمور لم يسبق له ان شارك في أي تظاهرة رياضية رسمية سواء كانت قارية أو دولية ،ولعل تصنيفها العالمي الذي يفوق المأتين خير دليل على ذلك ، و بالتالي استطاع هذا الأخير إنتزاع نقطة ثمينة من قلب العاصمة الرباط و أمام أعين –سي علي مول الكرة-و في غياب المدرب الجديد الذي فضل حضور زفاف إبنة أخته بدل متابعة هذه المباراة لأنه لا يهمه أمرها بقدر ما يهمه الراتب المنفوخ الذي يتقاضاه. 4- فهي رسالة واضحة أيضا للرئيس السابق للجامعة،أرادت من خلالها الجامعة تمرير خطاب مشفر إلى الجنرال حسني بن سليمان لكون في عهده تم إنشاء هذه المجموعة و إخراجها للوجود و اعتبارها أحد المكونات الأساسية و الرئيسية لتطوير كرة القدم ببلادنا ،نظرا للدور الكبير التي تبدله من أجل تحقيق برامجها و أحد المكونات البالغة الأهمية داخل المنظومة الرياضية في بلادنا .فهذه العوامل و غيرها كانت السبب الرئيسي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في إصدار قرارها بحل المجموعة الوطنية للهواة ، من أجل إيجاد مشجب لتعليق معطفها الملئ بالأخطاء الفادحة التي ستؤثر لا محال على تطوير و ازدهار الكرة المغربية في بلادنا .فكان حري بجامعتنا أن تنكب و تغوص في همومها و مشاكلها عوض الإجهاز على منظومة تركت بصمات جيدة وواضحة في مجال تسيير كرة القدم...