هذا الكتاب الغريب، ربما كان فيه من الطرافة أكثر مما فيه من الدقة العلمية.. ولكنه مع ذلك محاولة فذة جريئة، تثير التفكير وتبعث على النشاط العقلي، وهي في رأيي صفات كافية أحيانا لأن تجعل كتابا ما يستحق القراءة... الكتاب الذي كان قد ظهر في الولاياتالمتحدة اسمه"المائة!" ويقع في 572 صفحة من الحجم الكبير... وموضوعه : أهم مائة رجل في التاريخ الإنساني كله ! والكتب التي تتحدث بطريقة موسوعية عن مائة أو أكثر أو أقل من الرجال المهمين كثيرة. ولكن مؤلف هذا الكتاب أخذ على عاتقه مهمة مستحيلة لسببين: الأول: أنه يحدد من يعتقد أنهم أهم "مائة" في التاريخ الإنساني كله، شاملا كل المجالات.. من سياسة وحرب وعلم وأدب وفن وفكر ! والثاني: أنه أخذ على عاتقه أيضا أن يرتب "المائة بترتيب أهميتهم :الأول فلان والثاني فلان والثالث فلان... وهكذا... من يجرؤ على عمل هذا الترتيب في كل المجالات ؟ من يزعم أنه تعمق في كل التاريخ الإنساني والعلوم الإنسانية من دين إلى فكر إلى علم إلى سياسة حتى يقدم على هذه المحاولة ؟... إنها محاولة لا يقدم عليها إلا أحد "الهواة". ففي تقديري أن أي مفكر دارس محترف، كلما تعمق في الدراسة فزع من المحاولة ! لأنها في الواقع مستحيلة! ولعل هذه هي طرافة الكتاب. فالمؤلف أمريكي الجنسية، يهودي الديانة، المولود (28 أبريل 1932) فعلا من الهواة بهذا المعنى. ولكنه هاو من نوع خاص. ذلك أنه رجل علم من المتخصصين في علوم الفضاء ومن العاملين البارزين في علوم الأقمار الاصطناعية والصواريخ في أمريكا. ولكننا نلاحظ من دراسته أنه من ذوي الاهتمامات المتعددة. فلديه شهادة في الرياضيات من جامعة كورنيل (1952) وشهادة في القانون من جامعة نيويورك (1958) وشهادة ماجستير في علوم الفيزياء من جامعة أديلفي (1969) ودكتوراه في الفلك من جامعة برنستون (1972). أما حياته العملية فقد عمل في مركز أبحاث الفضاء العسكرية في ميريلاند، والمركز القومي لدراسات طبقات الجو في كولورادو. وفي أكبر مرصد للأفلاك في كاليفورنيا. وكان مسؤولا علميا عن التطبيقات العلمية لعلوم الفضاء في ميريلاند. ويقول المؤلف – دكتور مايكل هارت – إنه تأثر بكلمة شهيرة للفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون التي يقول فيها : "القراءة تصنع الإنسان الكامل" فانطلق يقرأ في كل مجال أتيح له. ونعرف من بعض ما نشر عنه وعن الكتاب في الصحف الأمريكية أنه أقدم على إعطاء عصارة حياته لهذا الكتاب عقب مناقشة حول عشاء، تحدى فيها آخرين أنه يمكن عمل مثل هذه المحاولة : اختيار أهم مائة في التاريخ كله، وترتيبهم بدرجة الأهمية ! ونعرف بعد ذلك من قراءة الكتاب أمرين لاشك فيهما مهما كان في الكتاب – بالطبيعة – من نواقص: الأمر الأول – إن المؤلف قد بذل جهدا جبارا خارقا في قراءة تاريخ العالم وحضارته بكل وجوهها. لأن من أصعب الأمور على أي كاتب أو فرد أن يتجاوز طغيان التاريخ الحديث عليه لكي يكتشف أهمية شخص مات من ألوف السنين مثلا. وأن يتجاوز انتماءه إلى حضارة الغرب مثلا ليكتشف أهمية رجال في حضارات أخرى بعيدة غريبة عنه، كحضارة الصين، أو مصر القديمة، أو الحضارة العربية. والأمر الثاني – أن – المؤلف مهما كانت النتيجة التي وصل إليها فقد كان على درجة عالية من التجرد وعدم التحيز. أو أنه حاول أقصى ما يمكن أن يحاوله إنسان... والدليل على ذلك أنه اختار "الأول" في الأهمية في التاريخ الإنساني كله: نبي الإسلام محمد، عليه الصلاة والسلام. وأنه وضع نبي المسيحية عيسى عليه السلام في الرقم الثالث، واضعا قبله العالم إسحق نيوتن. وأنه وضع نبي اليهودية موسى في الرقم السادس عشر، بعد بوذا واينشتين وماركس ولينين وأرسطو وباستور وجاليليو وغيرهم! ومن الملفت للنظر أن المؤلف اختار من أبطال الحضارة الإسلامية رجلا وضعه بين المائة الأوائل، وأعطاه رقم الحادي والخمسين هو: عمر بن الخطاب. ولا ننتظر طبعا أن ينظر المؤلف اليهودي الأمريكي مهما بذل من جهد إلى التاريخ نظرتنا إليه. ولكن اختياره عمر بن الخطاب بالذات من التاريخ الإسلامي، يدل على جهد عظيم... فلا أظن أن مؤرخا إسلاميا يمكن أن يختار في العظمة وعمق التأثير – بعد محمد عليه السلام – إلا عمر بن الخطاب.. وقد حدد المؤلف معيارا يختار على أساسه المائة الأوائل:... فهو لم يرشح: الأعظم" ولكن "الأهم"... ووضع "للأهمية"، خيرا أو شرا، معيارا هو: درجة تأثير الفرد المرشح على حياة البشرية، كما وكيفا، وطولا وعرضا وعمقا، بصرف النظر عن "نوع" التأثير... فهو يضع "هتلر" مثلا، كما يضع "جنكيز خان" و "ستالين" بين هؤلاء المائة... رغم أنه يرى أن تأثيرهم كان سلبيا، ولكن المعيار الذي رشحهم هو معيار "مدى تأثيرهم" في حياة الإنسانية، أو في حياة قطاع كبير من الإنسانية... سلبا أو إيجابا. والكتاب بكل أوصافه السابقة، يستعصي على التلخيص، ولكنه رياضة ذهنية بديعة، خصوصا في سرده لأسباب وحيثيات الاختيار، وكل الممكن هنا، في هذه الصفحات هو القيام بجولة سريعة بين أحراشه... ذلك أن مناقشة كل "حكم" تحتاج إلى كتاب كامل، فضلا عن أنها تحتاج إلى خبير متخصص في كل موضوع! والفصل الأول، عن الرجل الأول في التاريخ كله كما ذكرت، عن محمد (570-632 م). وقد سرد قصة حياته في إيجاز، لا أظن أن القارئ العربي في حاجة إلى معرفته. ولكنه برر اختيار "الأول" بقوله: "إن اختياري محمدا، ليكون الأول في قائمة أهم رجال التاريخ قد يدهش القراء. ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي. فهناك رسل وأنبياء وحكماء بدأوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية.. أو شاركهم فيها غيرهم أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى في اليهودية، ولكن محمدا هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية كاملة وتحددت كل أحكامها وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته. ولأنه أقام إلى جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضا وحد القبائل في شعب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها ورسم أمور دنياها ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم.. أيضا في حياته.. فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية.. وأتمها.
والله الموفق 27/06/2012 بقلم : المرحوم محمد الشودري
المائة بالترتيب 1- محمد صلى الله عليه وسلم. 2- اسحق نيوتن (مخترع). 3- المسيح (مؤسس المسيحية). 4- بوذا (مؤسس البوذية في الهند). 5- كونفوشيوس (مؤسس الديانة الكونفوشية في الصين). 6- بولس الرسول (ناشر المسيحية الأول). 7- تساوى – لون (مخترع الورق). 8- جوتنبرج (مخترع المطبعة). 9- كولومبوس (مكتشف أمريكيا). 10- اينشتين (نظرية النسبية). 11-كارل ماركس (اقتصادي ومفكر سياسي). 12- لويس باستور (أهم اسم في الطب ومكتشف الميكروبات ووسائل مقاومتها). 13- جاليليو (مخترع في العلوم والرياضيات ومخترع التلسكوب وعالم فلك أحرقه رجال الكنيسة لتجاربه العلمية). 14- أرسطو (فيلسوف إغريقي). 15- لينين (قائد الثورة الشيوعية). 16- موسى (نبي اليهودية). 17- داروين (مخترع وصاحب نظرية النشوء والارتقاء). 18- شي هوانج تي (أول من وحد الصين). 19- أوغسطس قيصر (إمبراطور روما). 20- ماوتسي تونج (زعيم الثورة الصينية). 21- جنكيز خان (الفاتح المغولي الذي وصل إلى قلب أوربا). 22- اقليدس (فيلسوف وعالم عاش في مصر والإسكندرية 300 ق.م). 23- مارتن لوتر (مصلح ديني وثائر). 24- كوبر تيكوس (مخترع وعالم فلك). 25- جيمس وات (مخترع آلة البخار). 26- قسطنطين الأكبر (أول حاكم لإمبراطورية بيزنطية). 27- جورج واشنطون (قائد ثورة استقلال الولاياتالمتحدة). 28- ميشيل فارادي (مخترع الكهرباء). 29- جيمس ماكسويل (مخترع الكهرباء). 30- الإخوان رايت (مخترعا الطائرة). 31- لافوازييه (أهم اسم في علم الكيمياء). 32- فرويد (مؤسس علم النفس). 33- الاسكندر الأكبر (الفاتح الإغريقي). 34- نابليون بونابرت. 35- هتلر. 36- وليم شكسبير. 37- آدم سميث (مؤسس علم الاقتصاد). 38- أديسون (مخترع الكهرباء). 39- أنطوني فان ليونهوك (هولندي، مكتشف الميكروبات). 40- أفلاطون (فيلسوف إغريقي). 41- ماركوني (مخترع اللاسلكي). 42- بيتهوفن (موسيقار). 43- ورنر هايسنبرج (عالم فيزياء). 44- جراهام بل (مخترع التليفون). 45- الكسندر فلمنج (مكتشف البنسلين). 46- سيمون بوليفار (محرر أمريكا الجنوبية). 47- كرومويل (قائد الثورة الدستورية في إنجلترا). 48- جون لوك (فيلسوف انجليزي). 49- مايكل انجلو (رسام ومثال). 50- البابا يوربان الثاني (الذي بدأ الحروب الصليبية). 51- عمر بن الخطاب (الخليفة الثاني للرسول). 52- آشوكا (أول امبراطور وحد الهند). 53- سان أوجستين (مفكر ديني مسيحي). 54- ماكس بلانك (عالم فيزيائي ألماني). 55- كالفن (مصلح ديني). 56- وليم مورتون (ادخل التخدير في الطب). 57- وليم هارفي (مكتشف الدورة الدموية). 58- هنري بيكريل (عالم طبيعة ومكتشف ال Radioactivity)). 59- جريجور مندل (أهم مكتشف في علوم الوراثة). 60- جوزيف ليستر (أول جراح استخدم ال Anticeptic في الجراحة). 61- نيكولاوس أوجست أوتو (مخترع محرك السيارات وغيرها). 62- لويس داجير (مخترع آلة التصوير). 63- ستالين (حاكم روسيا بعد لينين). 64- ديكارت (فيلسوف فرنسي). 65- يوليوس قيصر (قيصر روما وأعظم فاتحيها). 66- بيسارو (إسباني من فاتحي أمركيا الجنوبية وبيرو بالذات). 67- هيرناندو كورتيز (فاتح المكسيك). 68- الملكة إيزابيلا الأولى (ملكة إسبانيا التي مولت رحلة كولومبس). 69- محمد الفاتح (الإمبراطور العثماني فاتح القسطنطينية). 70- توماس جفرسون (كاتب إعلان حقوق الإنسان الأول في الثورة الأمريكية). 71-جان جاك روسو ( أحد فلاسفة الثورة الفرنسية). 72- ادوارد جينر (أهم من طور عملية التطعيم ضد الأمراض والأوبئة). 73-ولهلم رونتجن (مكتشف أشعة إكس). 74- جوهان سباستيان باخ (مؤلف موسيقي). 75-لاو – تسو (مفكر عسكري). 76- انريكو فيرمي (صانع أول مفاعل ذري). 77-مالتوس (مفكر اقتصادي). 78-فرانسيس بيكون (فيلسوف). 79- فولتير (كاتب ومفكر). 80- جون كنيدي (بوصفه صاحب مشروع وضع أول إنسان على القمر). 81- جريجوري بينكس (أهم اسم في اختراع حبوب منع الحمل. 82- سوى – وينارتي (أعاد توحيد الصين في القرن الخامس). 83- ماني (مؤسس الديانة المانوية). 84- فاسكو داجاما (مكتشف طريق رأس الرجاء الصالح). 85-شارلمان (ملك فرنسا وموحد أوربا). 86- قورش (إمبراطور فارس). 87-ليونارد يولر (سويسري من أهم علماء الفيزياء والهندسة. 88-مكيافيلي (المفكر ومؤلف كتاب الأمير). 89-زرادشت (مؤسس الديانة الزرادشية في فارس). 90-مينا (موحد شمال مصر وجنوبها). 91- بطرس الأكبر (أهم قيصر روسي). 92-مينسيوس (أهم فيلسوف صيني من مدرسة كونفوشيوس). 93- جون والتون (مكتشف وجود الذرة). 94-هوميروس (شاعر إغريقي ومؤلف الإلياذة). 95- الملكة إليزابيث (ملكة إنجلترا التي هزمت الارمادا). 96- جوستنيان الأول (أبو القانون الروماني). 97- جوهان كبلر (عالم فلك ومكتشف قوانين حركة الأجرام السماوية). 98- بيكاسو (رسام). 99- ماهافير تياجي (مؤسس أحد أهم الديانات الهندية بعد بوذا). 100- نيلز بوهلر (عالم ذري دنمركي).
مرشحون لم يدخلوا في المائة الأوائل
1- توماس الاكويني (مفكر ديني). 2- أرشميدس (مكتشف قانون الجاذبية). 3- شارلز باباج (أول من فكر في الكومبيوتر ووضع مبادئه قبل قرن من إنتاجه). 4- خوفو (باني الهرم الأكبر). 5- ماري كوري (ساهمت في اكتشاف الراديوم). 6- بنيامين فرانكلين (مفكر وكاتب ومخترع). 7- غاندي (الزعيم الهندي المعروف). 8- أبراهام لنكولن (محرر العبيد في أمريكا). 9- ماجلان (مكتشف مضيق ماجلان). 10- ليوناردو دافنشي (رسام ومخترع إيطالي في عصر النهضة).