لو كنت ضربتني يا يما على اليبرا، ما كنت شي تشوف فيا هاد العبرا: أي لو كنت يا أماه ضربتني عندما سرقت الإبرة لأول مرة، لما رأيت في هذه العبرة الآن. يحكى أن ولدا سرق أولا إبرة، وأخذها لأمه، ففرحت بها، ثم صار يسرق الأشياء التافهة الصغيرة، ويأتي بها والدته، فتقبلها منه وتنشطه على عمله، وكبر الولد، وقد تعود السرقة، إلى أن افتضح أمره بسرقة الأمور الكبيرة، فقبض عليه، وعوقب بأشد ما يعاقب به اللصوص الكبار عندنا، وهو التطويف بالسارق في أيام الأسواق . وجاء يوم السوق، وخرجت العجوز تبحث عما فعل الله بابنها، فإذا بولدها يطاف به في الشوارع، وقد أركب ظهر حمار، والجلادون يضربون ظهره بالسياط، ويقولون له بأصوات مرتفعة: هذا جازي وباري د كيسرق متاع الناس، والكبار يستهزئون به ويسخرون منه، والصغار يبصقون عليه ويرمونه بالحجارة وغيرها … فصارت أمه تبكي وتنادي وتصيح: أكبدي … أ العزيز عليا … أ أ …، فالتفت إليها وقال لها هذه الحكمة الغالية: لو كنت يا يما … إلخ. يقال على سبيل الاعتبار والتنبيه على أن إهمال الأمور الصغيرة يؤدي إلى أوخم العواقب، وأن الواجب هو حسم الداء قبل أن يتفاحش ويعز الدواء، ويتعذر الشفاء.
اللوليا ف اقراب: الأولى في الجراب. يحكى عن أصله أن رجلا غريبا مر ببستان، فدخله وطلب من صاحبه أن يأذن له بأن يخرف، أي يأكل من ثمار ذلك البستان، فقال له البستاني: كل حتى تشبع، ولكن دون أن تأخذ معك شيئا من الثمار، فقال له الرجل: نعم، ثم قطف تينة كبيرة ورماها في جرابه، فقال له البستاني على سبيل الاستنكار : اللوليا ف قراب؟ … فصارت هذه الكلمة مثلا. يقال عندما يكون أول عمل يصدر من الشخص، فيه مخالفة. و (اقراب) هو وعاء يصنعه أهل القبائل الجبلية من العزف، ويحمله الواحد منهم على ظهره بعد أن يجعل فيه زاده أو غيره من خبز وتين أو بيض أو نحو ذلك من المأكولات أو المنتوجات الخفيفة التي تحمل إلى السوق لتباع به. ليالي ف ليالي، حتى للقيح الدوالي، وتقشير الفوالي: في فصل الشتاء، الذي هو أحد الفصول الأربعة في السنة الشمسية، أيام تسمى (الليالي)، وتمتاز عن غيرها بأن البرد يشتد فيها. وهذه الكلمة تقال لبيان أن أيام "الليالي" تمتد مع بردها إلى أن تبرز أوراق دوالي العنب وينضج الفول. المعلوم أن الأيام التي تسمى الليالي، عددها أربعون يوما، أولها هو اليوم الخامس والعشرون من شهر دجنبر، أي اليوم الرابع من منزلة البلدة، وآخرها هو اليوم الثاني من شهر فبراير ، أي اليوم الرابع من منزلة سعد السعود. كما أن من المعلوم أن فصل الشتاء يبتدئ في 29 نوفمبر، وينتهي في 28 فبراير من كل سنة. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...