يدين الحُرَا فُ الطعام يدَام، ويدين الخادِم جذَامِ: يدا الحرة في الطعام إدام، ويدا الخادم جذام. يكنى بذلك عن أن المرأة الحرة العارفة، إذا طبخت الطعام بيدها، أو أشرفت على طبخه بنفسها، فإنها تتقنه إتقانا فيؤكل ذلك الطعام بشهية ولا يفسد منه شيء. أما الخادمة الجاهلة المستقذرة، فقلما يخلو عملها من خسارة أو فساد. يقال لحض ربة البيت على أن تباشر الأشياء المهمة بنفسها ولا تتكل على الجاهلات من خدمها. كما يقال على سبيل الاستحسان والابتهاج عندما تقدم ربة البيت من المأكولات ما يتناول بشهية ولذة. يرْتُحَم حَجَّاجِ قُدَّامَ ابْنُو: يرحم الحجاج إزاء ولده الحجاج بن يوسف الثقفي، هو أحد ولاة العراق في عهد الخليفة عبد بن مروان، وقد توفي سنة 95ه وكان مشهورا بالقسوة والشدة وسفك الدماء. ويحكون أنه لما توفي جمع ابنه الناس وسألهم عن سيرة أبيه، فأجابوه بأنها كانت سيرة حسنة مستقيمة، فقال لهم: إذن يجب أن يسار به إلى قبره في خط مستقيم. وأمر بأن يهدم جميع ما بين داره وقبره من دور وغيرها، لتسير جنازة والده في خط مستقيم فقال الناس إذ ذاك يرتحم حجاج قدام ابنو أي لأن مظالم أبيه صارت بالنسبة لعمله كلا شيء. يقال عندما يكون الناس يشتكون من ظلم ظالم أو قسوته، فيذهب ذلك الشخص – من حاكم أو غيره – ويخلفه من هو أقبح منه بكثير. يَرْعَى فيها الذيب معَ الغُنَم: يقال عندما تكون السلطة القاهرة يدها هي العليا، فيكون الأمن عاما والاطمنان شاملا، ولا ما يشوش البال بأي وجه من الوجوه، حتى إن الذئب الذي طبعه الاعتداء والافتراس، يرعى مع الغنم الوديعة دون أن يعتدي عليها خوفا على نفسه من بطش السلطة الحازمة، فضلا عن الأشخاص العاديين الذين لا يعتدون إلا عند ضعف السلطة وانعدام الوازع المادي والروحي. يطيح فيها الفار، ويُعَيِّطُ آغُرْبَةً راسي: أي هي دار إذا دخلها الفأر يصيح واغربتاه يكنى بذلك عن أن الدار خالية مما يؤكل، لدرجة أن الفار الصغير لا يجد فيها ما يأكله يقال ذلك في وصف دور الخلاء. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية (الجزء الرابع) للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...