يَوْم صَيَامُكُم يَوْم نْحَرْكُم: يوم صومكم هو يوم نحركم هذا من كلام العوام، ولا أصل له في الحديث كما قال الإمام أحمد، إلا أنه يحتوي على قاعدة قلما تختلف، أن يوم الصوم، أي أول يوم من رمضان، يكون هو نفسه يوم النحر، أي اليوم الأول من عيد الأضحى، الذي يقع فيه النحر، فإذا كان أول يوم من رمضان هو يوم الأحد، كان أول يوم من عيد الأضحى هو يوم الأحد أيضا. يقال عندما يكون الناس يستعدون لعيد الأضحى، ويشكون في أي يوم يبتدئ. ومعروف أن عيد الأضحى يسمى عندنا العيد الكبير، وعيد الفطر يسمى العيد الصغير والعيد الثالث هو عيد المولد أي المولد النبوي الشريف، فالأعياد الكبرى عندنا كانت هي الأعياد الثلاثة المذكورة، وكان كل واحد منها يشتمل على ثمانية أيام كاملة تتعطل فيها الدراسة، ويستريح فيها جل أصحاب الحرف والصنائع ويلبسون فيها أفخر الثياب ويأكلون فيها أحسن المأكولات وألذ الحلاوي. هكذا كان الحال عندما كان ولاتنا من الذين يعتزون بالأعياد الإسلامية، ويعرفون قدر الكرامة الوطنية، فلما صار الأمر بيد أفرنج ومتفريحين، ضعف الاحتفال بتلك الأعياد الإسلامية التي كانت رمز الكرامة القومية، وخصوصا عيد منقذ الإنسانية عيد المولد النبوي الشريف، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ومن الغريب أن بعض قومنا هداهم الله – صاروا يحتفلون بأعياد لا علاقة لها بالإسلام ولا بالعروبة ولا بالقومية، وإنما ذلك منهم تقليد غبي بليد. اليومُ عَلِيًّا وغَدًا عليك: يقوله الشخص لمن يهزأ به ويسخر منه على سبيل التشفي والنكاية أي إذا كنت قد انتصرت وتغلبت علي، أو كان الحظ قد خانني اليوم، أو كانت المصائب والنكبات قد أحاطت بي الآن، فلا تفرح كثيرا ولا تسخر مني، لأنك معرض لمثل ذلك غدا، وإن غدا لناظره قريب. وقد يقوله الشخص لآخر على سبيل التنبيه، والتذكير أي ها أنا اليوم قد تساهلت معك أو ساعدتك، فلتكن عند حسن الظن بك عندما أتوقف عليك غدا. اليوم عليك وغَدًا عَلِيًّا: يقوله الشخص لمن له به صلة، وعلاقة أو لمن له معه ،معاملة يدعوه للتحمل والتساهل وعدم المحاسبة والتشاح، لأن من يتساهل مع الناس ويتحمل منهم يتساهل معه الناس ويتحملون عنه، والعكس بالعكس. وقديما قيل: فيوم علينا ويوم لنا *** ويوما نُسَاءُ ويوما نُسَر و قيل: يوم لك ويوم عليك. اليوم شتا والريح، وغَدًا مَعَ المليح: اليوم مطر وريح وغدا مع المليح. يقال عندما يكون الشخص غارقا في بحر المشاق والأتعاب، ولكنه ينتظر أن يصل بذلك إلى ما يحبه ويرضاه ويعمل من أجله من زواج سعيد، أو اجتماع بحبيب، أو انتصار يعقبه التمتع بأطيب الثمار، أو جمع ثروة يعيش بها هادئ البال مطمئن الضمير. العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية (الجزء الرابع) للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...