تولة المصطفى .. من لاعب بالروش نوار إلى فريق اليوساس إعداد : سعيد الجدياني منذ الوهلة الأولى أغرم هذا اللاعب بمدينة أسفي حاضرة المحيط ، جاء إليها مع فريقه الروش نوار البيضاوي والذي كان يضم في صفوفه لاعبين فرنسيين بإستثناء مغربيين اثنين فقط من ضمنهما مصطفى تولة ، حيث كانت المقابلة التي جمعت فريق الاتحاد الرياضي لأسفي وفريق الروش نوار والتي انتهت بانتصار فريق اليوساس بحصة ثلاثة أهداف لواحد ، هي الطلاق البين بين تولة وفريق الروش نوار ذو الروح الفرنسية الاستعمارية وقد عرف عن تولة أنه كان يتضايق من عنصرية المستعمرين ، واختار الإقامة الرسمية بمدينة أسفي بعد إن أعجب بها وبكرم أهلها فقرر الاستقرار بالمدينة والإنضمام إلى فريق اليوساس . هو من مواليد سنة 13/12/1926 بالدار البيضاء ، يقول ابنه احمد تولة أن الأب محمد بلحسن جيكو وهو من أطلق لقب ّ تولة ّ على والده في حين أن كنيته الأولى كانت هي الحمرى . وقد انضم رسميا إلى فريق اليوساس سنة 1946 و اظهر منذ البداية مواهبه وتقنياته في التفوق بلعبه الأنيق ومهاراته العالية وأدائه السهل الممتع وكان يلعب في جناحا أيسرا ، بل لقد تميز بقذف الكرة برجليه اليمنى واليسرى معا لكونه كان أفرقا ( افرق الرجلين - متباعد الرجلين )كل هذه المواصفات التي كان يتميز بها تولة جعلت الأنظار ترصد عطاءه . وقد سافر مع فريق اليوساس إلى الجزائر للمشاركة في اقصائيات شمال إفريقيا والى وهران وتونس خلال مواسمي 1948/1949.- 1950/1951 .بعد نفى السلطان محمد الخامس تدهورت حالة الرياضة المغربية فسافر إلى فرنسا قصد الاحتراف وكان على وشك الالتحاق بإحدى الفرق هناك حيث خضع للتجريب واثبت قدرته في اللعب وفي المراوغة ونال إعجاب الفريق الفرنسي به ، إلا أن الحظ عاكس طموحه وعاد إلى ارض الوطن إلى أسفي وإلى حضن أبنائه التسعة أربعة ذكور وخمس بنات والى عمله بإحدى الشركات بميناء أسفي ثم بعد ذلك التحق بمصلحة الضرائب بأسفي . اجمع كل من عرف المصطفى تولة على انه كان رجلا محبوبا من طرف زملائه ومن طرف جمهور أسفي يحترم أصدقاءه ويسعى إلى إسعادهم وحل مشاكلهم لم تكن الابتسامة تفارق ثغره اشتهر وسط زملائه بالروح المرحة والنكتة والعزف على الناي الذي لم يكن يفارقه وبذلك كان يدخل البهجة والسرور إلى أفئدتهم . . في مطلع السبعينيات اعتزل اللعب وظل يمارس لعبة كرة القدم بملعب رجال المطافئ بشارع الحسن الثاني المعروف بملعب ّ البانبيا ّ والذي تحولت اليوم مساحته إلى وكالة لبيع السيارات ثم بملعب الجريفات ملعب عبد الرحمان الشقوري الذي تم تفويت جزء من مساحته إلى سوق اسميا . وظل يمارس هوايته الكروية إلى أن لبى نداء ربه يوم 4/ 12/ 1986 بأسفي .
