كان وقع الأحداث الأليمة الواقعة بغزة حاضرا في احتفالات السنة الامازيغية لهذا العام بمدينة اكادير بكل أبعادها الإنسانية التضامنية ، وقال محمد حنداين في بداية افتتاح الحفل الذي نظمته كونفدرالية الجمعيات الامازيغية بالجنوب في كلمة مقتضبة ان امازغن بالجنوب يعلنون تضامنهم مع الفلسطينيين ويستنكرون عمليات التقتيل الواقعة في غزة ،وكان الاحتفال المذكور الذي نظم ليلة السبت 17 يناير الجاري خفيفا في فقراته الفنية رغم الحضور الكبير للجمهور، لم يتضمن مثل السنوات الماضية الكثير من الموسيقى الراقصة حيث قدمت المجموعات المشاركة اغاني ملتزمة بقضايا الانسان ، كما غادر العديد من الحاضرين قاعة الاحتفال مباشرة بعد تناول وجبة العشاء دون تتمة برنامج الحفل. ومن المعلوم أن كونفدرالية الجمعية الأمازيغية بالجنوب " تمونت إيفوس" كعادتها احتفلت بالسنة الأمازيغية 2959 السبت الماضي بقاعة الفنطزية على الطريق بين أيت ملول و انزكان ،وقد شارك في هذا الاحتفال مجموعة من الفنانين الأمازيغ مع جمهور يقدر عدده ب 1000 متفرج يتكون من العائلات وممثلي المجتمع المدني. نذكر ان الاحتفال بليلة يناير أو ايض ناير او حكوزة او السنة الفلاحية بحسب التقاليد المغربية والأمازيغية والمغاربية في شمال أفريقيا هي عادة أمازيغية قديمة يتم الاحتفال بها في بداية شهر يناير من السنة الأمازيغية, ويتزامن حلوله مع اليوم الثاني عشر من بداية السنة الميلادية.وقد أرخت هذه السنة لحدث تاريخي وقع سنة تسعمائة وخمسين قبل الميلاد, وبالتالي فان التقويم الأمازيغي يزيد تسعمائة وخمسين سنة عن التاريخ الميلادي, فمثلا توازي السنة الأمازيغية 2959 السنة 2009 الميلادية، كما ارتبط يناير بمعتقدات ضاربة في القدم، فمثلا يعتقد الأمازيغ أن من يحتفل بيناير سيحظى بسنة سعيدة وناجحة، ويختلف شكل الاحتفال من قببلة إلى أخرى, ويبدوا انه حتى بعض القبائل العربية تحتفل بهذه السنة. وتعتبر " تكلا " العصيدة إحدى الوجبات الهامة في ذلك الاحتفال، وتجدر الإشارة إلى أن تكلا وجبه امازيغية الأصل، ذات اعتبار متميز لدى المغاربة والمغاربيين ، وهي وجبة تقدم في العشاء في سوس مند القديم تحضر من الشعير او الذرة. والتقويم الأمازيغي هو التقويم الذي اعتمده الأمازيغ منذ أقدم العصور وهو مبني على النظام الشمسي، ويعتبر رأس السنة الفلاحية هو رأس السنة الأمازيغية، كما يعتبر يناير أو ينير " تعني الشهر الأول في اللغة الأمازيغية " أول الشهور في التقويم الأمازيغي. ولايزال الأمازيغ يحتفلون برأس السنة الأمازيغية، ويعتقد الأمازيغ أن السنة الأمازيغية مبنية على واقعة هزم الأمازيغ للمصريين القدامى واعتلاء زعيمهم شيشنق للعرش الفرعوني وحسب الأسطورة فأن تلك المعركة وجدت مكانها في تلمسانالمدينة الجزائرية الحالية، غير أن معظم الباحثين يرجح أن شيشنق تمكن من الوصول إلى الكرسي الفرعوني بشكل سلمي في ظروف مضطربة في مصر القديمة، وكيفما كانت الطريقة التي تمكن بها شيشنق من الحكم على مصر فإن التقويم الأمازيغي قديم .