– السعيد قدري: في الوقت الذي كان فيه مقهى الحافة بمدينة البوغاز طنجة ، أحد المعالم التي يقصدها الكتاب والشعراء والفنانون من شتى أنحاء العالم، كان شبان آخرون من المدينة وخارجها، وعلى امتداد الأسبوع، يرسمون جدادة عملهم وهواياتهم، بنفس المقهى التي تشعرك وكأنك في فصل دراسي تتلقى فيه أولى أبجديات التعليم، وتسمو بك نحو اكتشاف وسبر أغوار أفق جديد . الحسن الكرفطي، كان واحدا من هؤلاء الشبان الذين اختارهم مقهى الحافة لتنثر بدواخله مصل الصورة الحقيقية عبر بوابة التكنولوجيا الحديثة، غادر ذات صباح منزله في اتجاه المقهى ، لم يجد بدا من التقاط أولى صوره من هناك ، كان سلاحه آلة تصوير صغيرة، كبرت هي الأخرى حتى أضحت من بين الوسائل التي يواصل بها التألق وطنيا وعربيا ودوليا . انه الفنان والمصور المحترف "الكرفطي" الشاب المزداد نهاية شهر مارس من سنة 1990 بمدينة طنجة، والذي استلهم طموحاته من مقهى الحافة التي يقول عنها أنها "ملهمته الحقيقية في الإبداع الفوتوغرافي " قبل أن يضيف :كثيرا ما ابحث عن نسق فني انسج من خلاله أولى صور الفيديوكليبات التي أقوم بإخراجها ، من الطبيعي أن لا تغيب عني معالم طنجة واللمسة الشمالية، لا أتردد في اقتراح أماكن عديدة بالمدينة على فنانين كثر، قدموا إلى المدينة قصد التصوير ، أحيانا استطلع الأمر برزانة قبل بدء عملية التصوير والتي تنتهي في اقل من يومين ، وذلك بفضل المنتوج والهوية الشمالية التي اعتز كثيرا بحفظها عن ظهر قلب ، إنها مدينتي، إنها ملهمتي". الحسن الكرفطي يواصل مشوار الإبداع ، ولم يكن الأخير هو "ضاحك" للفنان مسلم ، بل استطاع أن يتألق في صمت بطريقته الخاصة ، فكانت أغاني وفيديوكليبات لفنانين كبار، أخرهم الفنان عبد الرحيم الصويري باكورة انتاجاته الفنية بمدينة طنجة ، وقبلها مراكشالبيضاء قبل الانتقال إلى الدوحة بقطر . المبدع الشاب كما يصفه زملاءه أبلى البلاء الحسن مع الفنان الطنجاوي مسلم وقدم فيديو كليب رائع استطاع من خلاله تجاوز عتبة 5 مليون متابع عبر موقع اليوتوب . الدقة في الإخراج ، الصورة المحترفة، واللقطة الفريدة، تلك أسرار الفنان حسن الكرفطي الذي يختار بدقة محيطك التصوير ويتلمس الزوايا المظلمة والواضحة في كل ركن من أركان طنجة ، المدينة التي أحبها واكتفى بنقل صورة عنها بطريقته الخاصة إلى العالم ، يقول مقربون من هذا الشاب ، انه ساير إيقاعات العمل المهني باحترافية عالية وتمكن في ظرف وجيز من ملامسة ابرز مخرجي الفيديو كليبات في العالم ، ثار ضد نفسه وتحدى كل النمطية من خلال مواكبة التكنولوجيا الحديثة والعمل بجد وباستمرار لكسب المزيد من التألق . فنان ومبدع طنجاوي يحب العمل الجماعي يترقب بصمت وسكون كل ثانية واحدة أثناء التصوير ، يوزع المهام على باقي زملاءه في العمل ، يحب الاستمرار في وضع بصمة يكون لها اثر في نفسية المتلقي والجمهور . كثيرا ما قام الحسن الكرفطي بتصوير لقطات أماطت اللثام عن واقع يحكي ألما ، في فيديوهات الفنان مسلم ، كما أزال حواجز الحزن والغم في لقطات أخرى من فيديوهات دينية واجتماعية لفنانين أمثال دنيا باطما والصويري وغيره من الفنانين داخل المغرب وبالخليج العربي . عن مساره الدراسي قال الكرفطي : بعد انتهاء دراستي الثانوية بمدينة طنجة اخترت أن أتوجه لمدينة مدريد الإسبانية لأن توجهي الذي كان عن الدراسات الفوتوغرافية و الإخراج حتما علي مغادرة ارض الوطن ، تحصلت من هناك على شهادة الماستر بميزة جيدة ، بعدها عدت، وفي عودتي وفرت لنفسي كل الظروف لبدء أولى خطوات العمل المهني وباحترافية عالية، وعن علاقتي بالإخراج- يضيف الكرفطي- بعد نيلي شهدت الباكالوريا، كان حلم الإخراج يراودني دوما ، ومن هناك بدأت العلاقة تتطور ، ليتم مواصلة المشوار بعدد من المعاهد العليا، والتي بسطت لي الطريق نحو العالمية ، وكان بوسعي العمل ، فكانت البدايات متميزة مع فنانين أكن ولا زلت كل التقدير والاحترام . اشتغلت مع الرابور " مسلم" أغنية تحت عنوان "الرسالة" التي شهدت إقبال كبير حيت حصلت على أكثر من سبعة ملايين مشاهدة ، كما اشتغل الآن على عمل فني جديد أيضا ، مع فنانين مغاربة ، واشتغلت أيضا في الآونة الأخيرة مديرا للتصوير مع دنيا باطما في أغنية "مزيان واعر " و " المغرب مغربنا ". وبخصوص بعض التحديات التي يراها الفنان والمبدع الشاب الكرفطي أشار إلى أنها تحديات مرتبطة بإيجاد الأشخاص و الأماكن التي غالبا ما يرتاح بها المخرج للتصوير ، بالنسبة للأشخاص فمن الصعب أن تجد أشخاص قد يمكنهم تقبل فكرة التصوير لشخصية معينة، فيما الأماكن يصعب أحيانا إيجادها ، نظرا لعدم وجود أماكن خاصة للتصوير كل الأماكن تبقى عمومية وهذا يتوجب علينا الحصول على موافقة وعلى رخصة التصوير، ويختم الكرفطي، بالتأكيد على أن كل المجهودات التي يقوم بها وراءها مبدعون شباب ، وعنهم أكد الكرفطي،أنها مجموعة متكونة من شبان من داخل طنجة ، طاقم نشيط يحب العمل بإتقان ، يحاول دوما تقديم منتوج يرقى للمستوى العالمي ، أوجه لهم كل التقدير والاحترام بالمناسبة .