كشفت معطيات بشأن حادث الاقتتال بالسيوف، الذي عاشته منطقة بني مكادة، مساء أمس الجمعة، ناتج عن صراع بين عصابتين ينتمي أفرادهما إلى كل من حيي "أرض الدولة" و "مبروكة"، فيما تم نقل أحد ضحايا هذه المواجهات إلى مصحة خاصة، واثنين آخرين إلى العاصمة الرباط، بسبب حالتهما الحرجة. وتفيد المعلومات المتوفرة، أن من ضمن الضحايا، يوجد أحد نشطاء ما يسمى بتيار "السلفية الجهادية"، وهو معتقل سابق في قضية ذات ارتباط بالإرهاب، ويوجد حاليا بمصحة "السلام" الخاصة لتلقي العلاجات الضرورية جراء إصابته بجروح خطيرة على مستوى شرايين ذراعه. كما تم نقل شخصين آخرين، إلى مستشفى "ابن سينا" بالعاصمة الرباط، لحاجتهما إلى عناية طبية خاصة خاصة، التي تعذر تقديمها بمستشفى "محمد الخامس" بطنجة، بينما تم الاحتفاظ بالمصاب الرابع بمدينة طنجة. وكان العنصر الرئيسي في هذه المواجهات، المسمى "رضوان.ث"، من مواليد 1985، يعمل كبائع متجول بساحة "تافيلالت"، قبل دخوله إلى السجن، على خلفية انخراطه في أنشطة ذات صلة بالإرهاب، إلى جانب مشاركته في أعمال شغب بحي "أرض الدولة" في أكتوبر 2012. المعني بالأمر، الذي سبق له قام بمحاولة انتحار عن طريق إحراق ذاته في ماي 2011، قضى مدة سجنية بعد ثبوت التهم الموجهة إليه من طرف السلطات القضائية، استفاد من عملية توزيع المحلات التجارية بسوق القرب "بني مكادة"، رغم أن انطلاق العملية تزامنت مع فترة مكوثه في السجن. وكانت مواجهات عنيفة اندلعت بشكل مفاجئ، مساء أمس الجمعة، بين أشخاص قدموا إلى أحد أحياء المنطقة، بهدف تصفية حسابات معينة مع خصوم لهم هناك، غير أن الأمر سرعان ما تطور إلى فوضى عارمة أصاب السكان وأصحاب المحلات التجارية بحالة من القلق والخوف من تداعيات الاقتتال. وما تزال أحياء بني مكادة، تعتبر في نظر سكان طنجة، منطقة عصية على الأجهزة الأمنية، حيث تعد مسرحا لمختلف الاختلالات الأمنية في طنجة، نتيجة كونهما مرتعا لتجار المخدرات، بالرغم من التدخلات التي تقوم بها أجهزة الأمن بطنجة، بين الفينة والأخرى. وتتحدث السلطات الأمنية في طنجة بشكل دوري، عن توقيف العديد من المشتبه فيهم، في عدة جنايات وجنح، من بينها السرقة باستعمال التهديد بالسلاح الأبيض، وحيازة وترويج المخدرات، ضمنهم عدد كبير من المبحوث عنهم بموجب مذكرات محلية ووطنية.