تتطلع إدارة فندق "المنزه" بمدينة طنجة، إلى استعادة مكانته التاريخية في مجال السياحة على المستوى الوطني والعالمي، بعد مسلسل من الكبوات التي تعرض إليها، خلال فترة اتسمت بسوء التدبير في عهد الإدارة السابقة، وأجمعت مداخلات مسيري الفندق، الذين التأموا خلال ندوة صحفية، لتقديم الخطوط العريضة لمخطط إعادة الاعتبار لهذه المنشأة السياحية العريقة ذات الإشعاع العالمي، حيث أعلنوا عن اعتماد تدابير صارمة لتأهيلها حتى يستعيد مكانته التي راكمها طوال عقود من التاريخ الناصع الذي يشهد له بالأصالة والجودة والريادة محليا وجهويا. ومن جملة هذه التدابير التي أعلن عنها مسؤولو الفندق، هو إعادة الأطر التي سبق أن اشتغلت ضمن طاقم المؤسسة، قبل أن يتم استبعادها من طرف الإدارة السابقة التي كان يشرف عليها رجل أعمال بريطاني من أصل عراقي، ضمن سلسلة تدابير وصفت بأنها "تعسفية"، ساهمت في تقهقر مكانة الفندق، ما أدى إلى تقليص عدد نجومه من خمس نجوم إلى ثلاثة. وانطلقت بوادر المرحلة الجديدة التي يتطلع إليها مالكو الفندق، منذ دجنبر الماضي، عندما تم الإعلان عن عزل لؤي الطريحي، من مهامه في إدارة المؤسسة السياحية، وذلك على خلفية الاختلالات التي دفعت بتراجع المكانة التي ظل الفندق يحتلها على مدى عقود من الزمن. وكانت وزارة السياحة، قبل شهور قد جردت فندق "المنزه" من تصنيفه في خانة خمس نجوم، حيث أصبح ضمن الفنادق الحاملة لثلاث نجوم فقط، بناء على تقرير لجنة مراقبة تابعة لها، ووقفت على اختلالات وصفتها بالخطيرة على مستوى المطابخ والنظافة والسلامة الغذائية وخدمات الايواء. ويعتبر فندق "المنزه" من أشهر الفنادق بطنجة على المستوى العالمي، وقد انطلقت شهرته منذ تأسيسه وافتتاحه سنة 1930 من طرف رجل الاعمال الانجليزي "لورد بوت"، وهو منذ تلك السنة إلى اليوم يعتبر أحد أوجه السياحة لمدينة طنجة. ومن الأمور التي زادت من شهرة هذا الفندق، هو الشخصيات العالمية التي نزلت به، مثل وينستون تشرشيل، وريتا هايورث، ومايك جاغر، وكتاب عالميون من مثل جماعة "الجيل المنهزم" الامريكية، وشخصيات أخرى لا حصر لها. ويحضر هذا الفندق كمكان مهم في العديد من الكتب التاريخية والروايات العالمية، كما أن العديد من الصحف العالمية نشرت تقارير عديدة تمدح هذا الفندق، بالاضافة إلى كونه أحد الاماكن التي صورت به أفلام عالمية عديدة.