شرعت الشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق، بإجراء الاختبارات التقنية والجيولوجية على مسار النفق البحري المقترح الذي سيربط المغرب وإسبانيا وحسب معطيات صادرة عن الشركة، فإن القرار النهائي بشأن تنفيذ المشروع سيعتمد على نتائج الاستطلاعات والاستكشافات الجيولوجية المحددة مسبقًا، حيث سيتم اختيار التكنولوجيا الملائمة لبناء النفق استنادًا إلى الدراسات الشاملة التي تجريها الشركة المغربية بالتعاون مع نظيرتها الإسبانية وأظهرت النتائج الأولية أن المسافة بين القارتين تبلغ حوالي 14 كيلومترًا، ولكنها تتضمن مناطق ذات عمق يصل إلى 900 متر، مما يجعل هذا المشروع تحديًا هندسيًا هائلًا. ويتوقع أن يمتد النفق المقترح بين منطقة "كاب مالاباطا" على ساحل مدينة طنجة و"بونتا بالوما" بمدينة طريفة جنوباسبانيا، وسيمتد على مسافة 28 كيلومترًا بعمق يصل إلى 300 متر تحت سطح البحر. تم تحفيز هذا المشروع الطموح بفضل التقارب السياسي والدبلوماسي بين المغرب وإسبانيا، إضافة إلى فوز البلدين، إلى جانب البرتغال، بشرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم. يهدف المشروع إلى ربط إفريقيا وأوروبا بوسائل نقل حديثة تحت البحر من خلال مضيق جبل طارق. تم إنشاء شركتين خاصتين بالمشروع: الشركة الوطنية لدراسات مضيق جبل طارق في المغرب وشركة SECEGSA الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر مضيق جبل طارق في إسبانيا. خلال السنوات الأربعين الماضية، تم إجراء العديد من الحفر والدراسات والاختبارات لاختيار البنية الجيولوجية الأنسب لبناء النفق البحري، والذي سيكون مشابهًا لنفق المانش الذي يربط بين فرنسا وبريطانيا. من المتوقع أن ينقل المشروع أكثر من 13 مليون طن من البضائع و 12.8 مليون مسافر سنويًا على المدى المتوسط، مما سيساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية لمنطقة غرب البحر الأبيض المتوسط. وبهذا يبرز مشروع النفق البحري على الساحة الدولية كمشروع استراتيجي ذو أهمية كبيرة لربط بين القارتين وتعزيز التعاون