يكتسي مشروع بناء مركب الفنون والثقافة ، الذي أعطى الملك محمد السادس، انطلاقة أشغال إنجازه يوم الأربعاء بطنجة، أهمية بالغة في دعم الموروث الفني المحلي وإثراء الغنى الثقافي الذي تزخر به عاصمة البوغاز وحمايته وبالتالي الإسهام في تعزيز التنمية المحلية. كما يعكس هذا المشروع النموذجي العناية الموصولة التي ما فتئ الملك محمد السادس يوليها للحفاظ على التراث الفني والثقافي المغربي وتثمينه، وكذا الدعم الملكي المتواصل للإبداع الفني بمختلف أشكال وأنواعه والذي تزخر بها مختلف جهات المملكة. والواقع أن مشروعا بهذا الحجم سيعزز ، لا محالة ، البنيات الثقافية والفنية بمدينة طنجة والتي تعد رافدا أساسيا لا محيد عنه لحماية الموروث الثقافي والفني بشتى أصنافه اعتبارا للدور الأساسي الذي يضطلع به في الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية وتحقيق التنمية المستدامة. كما يجسد هذا المشروع الجديد، الذي سيعطي قيمة مضافة لشتى التعبيرات الثقافية والفنية والمسرحية بالمنطقة، الحرص الملكي الدائم على صيانة الموروث الثقافي المتنوع للمملكة والحفاظ عليه من كافة مخاطر التغيير والتدهور التي قد تهدد وجوده. ومن شأن مركب الفنون والثقافة الجديد ، الذي سيشيد بمحج محمد السادس في ظرف 30 شهرا وبكلفة اجمالية تصل إلى 100 مليون درهم، أن يسهم في توفير فضاءات مناسبة لاحتضان مختلف التعبيرات الفنية والثقافية ، وأنشطة الفرق المسرحية والموسيقية بالمنطقة التي كانت في أمس الحاجة إلى مشروع من هذا الحجم، وهو ما سيساعد على إعطاء دفعة قوية للحركية الفنية والمسرحية والثقافية بعاصمة البوغاز النابضة بموروث فني وموسيقي عريق شاهد على أصالة المنطقة وغناها الثقافي الضارب في أعماق التاريخ. وتسعى هذه المنشآة الثقافية الجديدة ، التي يندرج إنجازها في إطار مشروع "طنجة الكبرى" 2013-2017 ، إلى تسليط الضوء على مختلف جوانب التراث الفني المغربي الأصيل والتعريف به وبجذوره ومختلف أنماطه وروافده وتنوعاته وما تركه هذا التراث من بصمات على مختلف مناحي حياة المجتمع المغربي . ويروم هذا المركب الثقافي ،أيضا، الرفع من مستوى الاهتمام والإطلاع والوعي لدى شرائح مجتمعية واسعة بمكانة الفن والموسيقي والمسرح في تثمين الذوق الفني وتعزيز الابداع الذاتي وصقل المواهب المحلية وتطوير قدرات الشباب في شتى أصناف الفنون. وسيمكن هذا المشروع الواعد ، كذلك ، ساكنة عاصمة البوغاز من التوفر على فضاء مسرحي كبير بجودة عالية وفق المعايير الدولية ، مما يتيح لها متابعة عروض موسيقية ومسرحية من مستوى رفيع، على توفير الظروف الملائمة لمبدعي الفن التشكيلي والفرق المسرحية بالمدينة والمهتمين بالتراث الموسيقي الأندلسي والغرناطي وفنون الرقص العصري لإبراز وصقل وتطوير قدراتها الابداعية، من خلال مدارس للتكوين والتدريب الفني بوسائل ووسائط عصرية تعتمد طرقا جديدة في التلقين والاستيعاب والتكوين. وبالإضافة إلى الاعتناء بالتراث الموسيقي الاندلسي كفن أصيل ، فإن المركب يأتي لتعزيز منظومة التدريب والتكوين في المجال المسرحي والفني بهدف إبراز المواهب ذات الصلة ومواكبتها والاشراف عليها واحتضانها حتى تحقق طموحاتها. وتضم هذه المنشأة الثقافية الجديدة، التي تعد ثمرة شراكة بين وزارتي الثقافة والسياحة وعمالة طنجةأصيلة والجماعة الحضرية لطنجة، قاعة للعرض تتسع لحوالي 1500 مقعد، وقاعتين للتدريب تتسعان ل400 مقعد ، ومدرسة للمسرح واندية للموسيقى الاندلسية والفنون التشكيلية والرقص العصري ، واستوديو للتسجيل ومرافق أخرى متنوعة.