أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس اليوم صلاة الجمعة - 28 مارس 2008 - بالمسجد الأعظم بطنجة. واستهل الخطيب خطبة الجمعة بالتأكيد على أن الله سبحانه وتعالى أراد بالأمة الإسلامية خيرا وشاء لها أن تكون أكرم أمة أوجدها في هذه الحياة الدنيا، فشرح صدرها لدين الإسلام وأنار قلوبها وعقولها بنور الإيمان ووفقها بذلك لصالح الأعمال. وأضاف أنه ، انطلاقا من ذلك ، فإن الواجب يحتم على كل مسلم ومسلمة أن يكون قلبه عامرا بمحبة الله ومحبة رسوله ، وأن تمتلئ بتلك المحبة القلبية نفسه ومشاعره وأن يجعلها من وسائل الحمد والشكر لله على آلائه الوفيرة ونعمه المتزايدة ،موضحا أن على المسلم إذا أراد أن يتذوق حلاوة الإيمان ويستشعر لذته أن تتوفر له ثلاثة شروط ،أولها أن تكون محبته لله ولرسوله أعمق وأكثر من محبته لنفسه ووالده وولده ومسكنه وماله وتجارته ومكتسبه . أما الشرط الثاني، يضيف الخطيب ، فهو أن تكون محبة المسلم لأخيه المسلم محبة خالصة لله تعالى قوية وصافية يظهر أثرها معه في الكلام الطيب والمعاملة الحسنة والنصيحة الصادقة والتعاون على الخير ،في حين يتمثل الشرط الثالث في حفاظ المرء على سلوك الطاعة لله ورسوله ،حيث يؤدي ما أمر به من فرائض العبادات ويجتهد فيما رغب فيه من نوافل الطاعات والقربات ويتحلى بما شرع له من مكارم الأخلاق وحسن المعاملات ويقف عند حدوده في ما نهي عنه من الآثام والذنوب والمحرمات . وذكر بأن السلف الصالح من الأمة الإسلامية تذوق حلاوة الإيمان بعد ما تمسك بدين الإسلام وحرص على القيام بصالح الأعمال ، مشيرا إلى أن التاريخ شهد على أن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ملك على المغاربة أفئدتهم وملأ كل ذرة في قلوبهم، وأنه يكفيهم اليوم فخرا في محبة الرسول (ص ) أن تربع على عرش ملكهم منذ إثني عشر قرنا ملوك أماجد من آل بيته وعترته (ص) . وأكد أن هذا التاريخ انبنى أيضا على التحام المغاربة بذرية الرسول من الملوك الذين قادوا سفينتهم في سبل الهدى والرشاد من حراسة الأرض وإصلاح أحوال العيش واستنهاض الهمم للتمسك بكريم الأخلاق . وخلص الخطيب إلى القول إن من جملة المقاصد الحميدة لذكرى مولد سيد الوجود النبي الكريم ، التي نعيشها في هذا الشهر المبارك ، أن يزداد كل مسلم ومسلمة تثبيتا لمحبة النبي في قلبه وإحساسه وترسيخا لها في نفسه وشعوره ، وأن يقوي بها كل مؤمن ومؤمنة إيمانه ويقينه ويحسن بها سلوكه وأن ينشط بها للطاعة وصالح الأعمال جوارحه وأعضاءه . وابتهل في الختام إلى الله تعالى بأن ينصر أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصرا عزيزا يعز به الدين ويجمع به كلمة المسلمين وأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ويحفظه في سائر الأسرة الملكية الشريفة . كما تضرع إلى الله العلي القدير بأن يمطر شآبيب رحمته على جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويسكنهما فسيح جناته . وكان قد تقدم للسلام على جلالة الملك لدى وصوله وزير الداخلية السيد شكيب بنموسى ووالي جهة طنجة تطوان ورئيس مجلس الجهة ورئيس الجماعة الحضرية ورئيس المجلس العلمي المحلي . وبمدخل المسجد تقدم للسلام على جلالة الملك وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق.