أصدرت الغرفة الجنائية لدى محكمة الاستئناف بطنجة، الخميس 30 أكتوبر 2008، حكما بالمؤبد في حق المتهمين الرئسيين الاثنين المتورطين في مقتل رجل أعمال إيرلاندي. وقد أدين الظنينين (عصام. ب) ومهنته وسيط و(ياسين. ه) و يعمل حارسا بمعمل، بتورطهما المباشر في مقتل الضحية وبالتهم الموجهة إليهما والمتمثلة في "تكوين عصابة إجرامية والخطف والقتل مع سبق الإصرار والترصد والنصب والتزوير". وبعد الاستماع إلى مرافعات الدفاع الطويلة و المداولات التي تواصلت الى وقت متأخر من ليلة الاربعاء الخميس تم النطق بالحكم في حق خمسة أشخاص آخرين متابعين في نفس القضية، من بينهم عنصران من الشرطة. وهكذا، أدين (عادل. ب) المتابع من أجل حيازة مسروقات محصل عليها من جريمة قتل وإيواء أشخاص متورطين في الجريمة وعدم التبليغ والتزوير، بالحبس لمدة سنة نافدة وأداء غرامة قدرها1500 درهم . وأصدرت المحكمة أيضا ،في حق عنصرين من شرطة الحدود بكل من مطار وميناء طنجة وهما (محمد.ت) و(دريس.م) حكما بالحبس سنة نافدة وغرامة قدرها1000 درهم بعد متابعتمها بتهم تزييف وثائق رسمية، وكان الظنينان متابعين بتهمة تسجيل اسم الضحية في سجلات المغادرة كما لو أنه غادر التراب الوطني. كما قضت المحكمة على ثلاثة أشخاص آخرين (إبرهيم.أ وكريم. ش وبوشعيب.ل) توبعوا من أجل الفساد والمشاركة في تزوير وثائق،سمية واستعمال التزوير، بالسجن بسنة نافدة وأداء غرامة مالية قدرها1000 درهم لكل واحد. وتعود وقائع هذه القضية إلى شهر ماي2007 حين اختفى فجأة المسمى قيد حياته شيهان أندرو كريم، صاحب وحدتين لصناعة الملابس الجاهزة في المنطقة الصناعية بطنجة. وبلغت زوجة الضحية عن الاختفاء المريب لزوجها. وتكلفت مجموعة تابعة للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمتابعة القضية، حيث انتهت إلى توجيه أصابع الاتهمام نحو الوسيط (عصام ب.) الذي اقترح على الضحية القيام بوساطة مع مواطن مغربي مقيم بكندا قصد شراء معمل في ملكية الضحية يعاني من صعوبات مالية. وقد كشف الوسيط بعد استنطاقه،عن محاولة نصب للاستيلاء على معمل الضحية تطورت إلى جريمة قتل بعد أن اكتشف القتيل الخدعة. وأفادت عناصر التحقيق بأن الضحية قد تمت تصفيته بالسلاح الأبيض ليلا في معمل يقع في المنطقة الصناعية على طريق تطوان، خلال لقاء مع الوسيط والمشتري المفترض لتوقيع عقد بيع المعمل. وقام القتلة بعد ذلك بنقل جثة القتيل إلى مقلع مهجور في نواحي طنجة حيث طمر في خرسانة بقعر حوض. وقد تم انتشال الجثة بعد اعترافات النقال وانطلق البحث بهدف اعتقال جميع الأشخاص المتورطين في هذه القضية بتهم النصب والتزييف واستعمال التزوير. وفي محاولة لتحويل مسار التحقيق وتفادي الشبهات طلب المتهمون الرئيسيون من شرطيين بالحدود تسجيل الضحية في محطة المركز الحدودي كما لو أنه غادر التراب الوطني. وقد حضر هذه المحاكمة عائلة القتيل التي قدمت من إيرلاندا وأستراليا مرفوقة بمترجم، حيث استمعت إلى شهادات قدمت أمام المحكمة حول الضحية، معربة عن أملها في أن تصدر في حق المتورطين أحكاما توازي فظاعة جريمة القتل هاته. و.م.ع. في الصورة: المواطن الأيرلندي شيهان أندرو كريم