حذر الأستاذ الجامعي عبد الواحد بوبرية٬ من تفاقم مشكل الاكتظاظ بالكلية متعددة التخصصات بتازة خلال الموسم الجامعي الحالي وما يترتب عن ذلك من نتائج سلبية على مستوى ضعف التحصيل العلمي والمعرفي والبيداغوجي والتأثير على الطاقة الاستيعابية للكلية (3400 مقعد) ٬ خاصة بالنظر الى ارتفاع عدد الطلبة والطالبات الجدد المسجلين بها (2614 طالب وطالبة) هذا الموسم٬ والذي سينضاف إلى 9350 طالب وطالبة يتابعون دراستهم بها برسم الموسم الجامعي 2011 / 2012 مما ينذر بارتفاع العجز في عدد المقاعد ليصل إلى 300 في المائة٬ في انتظار انتهاء الأشغال من المدرجات المحدثة والتي توقفت الأشغال بها منذ السنة الماضية.
وسجل الاستاذ بوبرية٬ في هذا السياق٬ النقص الواضح في الموارد البشرية واللوجستيكية ( 98 أستاذا وأقل من 45 إداريا لأزيد من 11 ألف طالب وطالبة) وضعف التدبير الإداري وغياب البحث العلمي الحقيقي٬ خاصة وأن المرسوم المحدث للكلية لا ينص على تدريس سلك الماستر والدكتوراه٬ وكذا غياب حي جامعي ومطعم تابع للكلية٬ وهو ما يشكل تحديا حقيقيا بالنسبة للطلبة والطالبات المنحدرين من المناطق النائية بالإقليم.
من جانبه٬ سجل الكاتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بتازة الأستاذ عبد الرحيم القرفة٬ أن الكلية متعددة التخصصات بتازة تعاني من الاكتظاظ وضعف بنية الاستقبال وقلة الموارد البشرية٬ وهو ما يؤثر بشكل كبير على التحصيل العلمي والمعرفي للطلبة والطالبات٬ داعيا إلى إيجاد حلول موضوعية لمشكل الاكتظاظ بعيدا عن التصرف في الغلاف الزمني لكل حصة (ساعة ونصف)٬ والذي يشكل خرقا للدفتر الوطني للضوابط البيداغوجية والملفات الوصفية٬ ولا يمكن أن يكون حلا ناجعا لمشكل الاكتظاظ بالكلية.
وجدد السيد القرفة التأكيد على ضرورة إيجاد حل عاجل للمشاكل التي تتخبط فيها الكلية٬ وعلى رأسها تغيير القانون المنظم لها وإعادة هيكلتها واتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لذلك على مستوى البنية التحتية والموارد البشرية والاعتمادات المالية.
الى ذلك٬ أكد عميد الكلية بالنيابة السيد حسن بوكى٬ في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن الكلية متعددة التخصصات بتازة استطاعت أن تستقطب 2614 من الطلبة والطالبات الجدد برسم السنة الجامعية 2012 / 2013 موزعين على مختلف الشعب والمسالك.
وأوضح السيد بوكي أن المؤهلات العلمية والأنظمة البيداغوجية للكلية والقدرات المعرفية التي تميز أطرها وأساتذتها كانت من بين الروافد الأساسية في عملية استقطاب هذا العدد من الطلبة الجدد القاطنين بمدينة تازة أو المنحدرين من المناطق المحيطة بها٬ مسجلا في هذا السياق ضرورة توفير الشروط اللازمة للطلبة من أجل متابعة دراستهم الجامعية وتحسين تحصيلهم العلمي بكل أريحية وطمأنينة.
ومن جهة أخرى أشار إلى أن الوزارة الوصية وبتنسيق مع كافة المتدخلين بصدد حل مختلف المشاكل المتعلقة بإيواء الطلبة٬ وتوسيع شبكة النقل العمومي لتشمل المناطق النائية بالإقليم، ولتجاوز مشكل الاكتظاظ بالكلية٬ كشف عميد الكلية بالنيابة أن مسؤولي الكلية والمتدخلين في القطاع واعون كل الوعي بهذا المشكل٬ مشيرا إلى أن الكلية٬ وبتنسيق مع الوزارة الوصية٬ أطلقت العديد من أوراش بناء المدرجات والزيادة في عدد القاعات من أجل توسيع طاقتها الاستيعابية وجعلها فضاء معرفيا جذابا لكافة الطلبة والطالبات الذين تحذوهم الرغبة في متابعة دراستهم العليا بها.