خلال المباراة التي جمعت فريقي الرجاء البيضاوي والوداد، برسم إقصائيات كأس محمد السادس للبطولة العربية، رفع "الكرين بويز"، أنصار الرجاء، تيفو غامض أطلقوا عليه "الغرفة 101"، الذي وجد صدى له لدى المتابعين، الذين عبروا عن فهم سطحي لهذا الشعار، الذي يحيل على رواية الكاتب البريطاني جورج أورويل التي تحمل عنوان "1984"، وفي هذه الغرفة بوزارة الحب يتم استجواب وينستون وتعذيبه حتى يفقد كل ما يحبه. عندما رفع "الكرين بويز" هذا التيفو كانوا يودون القول بأنهم يعذبون الوداد البيضاوي، خصوصا وأنهم رافقوا التيفو بشاشة كبيرة ظهر فيها بصير وهو يسجل ثلاثة أهداف في مباراة جمعت الفريقين وفاز فيها الرجاء بخمسة أهداف لواحد. التسطيحيون من المحللين والسياسيين كلهم عبروا عن ارتياحهم لهذا التيفو مشيرين إلى أنه جزء من الوعي السياسي لدى جمهور كرة القدم، وهو عنصر خطأ لأن من رفعه لا يفهم معناه، ومن يفهم المعنى هو من يدير لعبة الشعارات، حيث تحكمت الدكتاتورية في سلوك هؤلاء الأشخاص. فالذين هنؤوا الكرين بوزير بهذا التيفو لا يستوعبون أنهم يساندون فصيلا من المشجعين، يمارسون السادية والاستبداد والدكتاتورية والتعذيب في حق غيرهم، وتضاف هذه التفاهة إلى باقي التفاهات التي ظهرت هذه الأيام مثل أغنية الراب "عاش الشعب" المليئة بالإساءة للرموز الدينية والوطنية والمتضمنة لكثير من المصطلحات البذيئة والمبتدلة، والتي لقيت بدورها تشجيعا من بعض السياسيين ذوي الرؤية السطحية والنية السيئة، الذين اعتبروا كلمات الأغنية العنصرية تعبيرا عن مطالب الشعب. وهكذا تحول التيفو المعبر عن الدكتاتورية إلى تعبير عن وعي سياسي لدى جمهور الكرة، ناسين أن مثل هاته الشعارات قد تؤدي إلى كوارث اجتماعية وصراعات قاتلة بين فصائل المشجعين.