احدث فوز الجبهة الوطنية في فرنسا بالانتخابات الاوروبية زلزالا سياسيا فعليا اكده التقدم الكبير لليمين المتطرف والأحزاب المشككة بأوروبا في الانتخابات الاوروبية، رغم ان اليمين المحافظ استمر في شغل اكبر عدد من النواب في البرلمان. وفي بريطانيا تصدر حزب يوكيب المناهض لاوروبا نتائج الانتخابات الاوروبية التي جرت في المملكة المتحدة الاحد، ونال نسبة تاريخية بلغت 29% من الاصوات في ثلثي مناطق البلاد ال12.
واستفاد حزب الجبهة الوطنية من التراجع القياسي لشعبية الحزب الاشتراكي الحاكم، وحل في الطليعة بفارق كبير مع نسبة تاريخية بلغت 25,4 بالمائة من الاصوات. وسيحصل بذلك على 23 إلى 25 مقعدا في البرلمان الاوروبي حيث تملك فرنس، احدى الدول المؤسسة للبناء الاوروبي، 74 مقعدا.
وتتقدم الجبهة الشعبية بفارق كبير على حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية (معارضة يمينية) في حين مني الحزب الاشتراكي بهزيمة جديدة حيث نال اقل من 15 بالمائة من الاصوات.
وعبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عن "قلقه" ازاء فوز الجبهة الوطنية في فرنسا. وردا على سؤال حول ما اذا كان يعتبر الجبهة "حزبا عنصريا" قال "نعم واعتقد انه علينا القلق في مواجهة مثل هذه التطورات في بقية انحاء اوروبا".
وبحسب تقديرات جديدة اعلنها البرلمان الاوروبي ليل الاحد الاثنين فان محافظي الحزب الشعبي الاوروبي لا يزالون يتقدمون بحصولهم على 212 مقعدا من اصل 751 مقابل 186 للاشتراكيين. ونال الليبراليون 70 مقعدا في البرلمان الاوروبي وخلفهم حزب الخضر (55). والاحزاب الاربعة المؤيدة لاوروبا اصبحت تشغل 523 مقعدا مقابل 612 سابقا.
اما بالنسبة لمختلف الاحزاب المشككة باوروبا فأنها لا تشكل كتلة متجانسة ولن تمثل اكثر من 140 نائبا.
وفي المانيا التي لها الحصة الاكبر من النواب في البرلمان الاوروبي (96 نائبا) حل محافظو المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في الطليعة بحسب استطلاعات خروج الناخبين من مكاتب الاقتراع.
وفي النمسا يحقق حزب اليمين المتطرف "اف بي او" الذي يأمل في تشكيل كتلة مع الجبهة الوطنية في فرنسا، تقدما كبيرا وحل في المرتبة الثالثة بحصوله على 20% من الاصوات، وزادت نسبة التأييد له بأكثر من خمس نقاط مقارنة مع العام 2009.
وفي الدنمارك حل الحزب الشعبي، التنظيم المناهض للهجرة، في الطليعة بحصوله على 27% من الاصوات.
وفي البرتغال، مني ائتلاف يمين الوسط الحاكم في البرتغال بهزيمة نكراء في الانتخابات الاوروبية التي جرت الاحد وفازت بها المعارضة الاشتراكية، بحسب ما اظهرت النتائج الرسمية شبه النهائية والتي بدت كأنها تعبر عن الرفض الشعبي الشديد لسياسة الحكومة التقشفية.
وتصدر نتائج الانتخابات الحزب الاشتراكي الذي حصل على 31,45% من الاصوات، في تقدم بمقدار 4,8 نقاط مئوية عن نتيجته في الانتخابات الاوروبية السابقة التي جرت في 2009، في حين حل ثانيا الائتلاف الحاكم بحصوله على 27,7% من الاصوات، متراجعا بمقدار 12,38 نقطة مئوية عن نتيجته في 2009.
واثر هذه النتائج، دعا رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الاثنين القوى السياسية المؤيدة للاتحاد الاوروبي الى "التجمع" بعد تقدم مناهضي الاتحاد في الانتخابات الاوروبية.
واعتبر باروزو في بيان انه "من المهم للغاية" ان القوى السياسية "الممثلة داخل المفوضية"، اي المحافظون والاشتراكيون والليبراليون، "قد انتصرت سويا مجددا".
وقال إن هذه القوى "هي في الواقع التي لديها اكبر تمثيل في البرلمان الاوروبي الجديد"، مضيفا ان "النتائج تظهر ان تشكيل اكثرية صلبة جدا وتعمل هو امر ممكن".
وبالنظر الى نتائج الانتخابات الاوروبية والتي اظهرت تنامي قوة المناهضين للبناء الاوروبي وكذلك قوى اليمين المتطرف واليسار الراديكالي، فان الاكثرية الوحيدة التي يمكن ان تتمخض عن هذه الانتخابات تتجلى بقيام ائتلاف كبير يضم المحافظين والاشتراكيين وربما ايضا الليبراليين.
واعتبر باروزو ان هذه القوى الثلاث "ليست متفقة على كل التفاصيل، ولكنها تشترك في إجماع اساسي حول اوروبا، وهو ما يجب تعزيزه الان".