تصر وكالة الأنباء الفرنسية على مناوشة المغرب في الجد والهزل، وحتى في الموت تلعب على حبال الابتزاز والارتزاق، وأوردت في قصاصات متفرقة نبأ وفاة 87 حاج مغربي، كانت تضيف أرقاما إلى المتوفين من البلدان الأخرى بينما الرقم المغربي تابت طوال اليوم، مما يدل على كذبها البواح وفي واضحة النهار وضد كل أشكال الاستقصاء. والمضحك أن الوكالة تظن أن المغرب سيخفي الرقم الحقيقي، إذ لا فائدة من وراء ذلك، وموضوع الحج خارج عن نطاق التحكم المغربي، فالحرس المدني السعودي هو المكلف بإحصاء عدد القتلى في تدافع الحجاج بمشعر منى، وبالتالي المغرب في حكم المتلقي مثله مثل غيره، ولو كان العدد أكثر لقيل ذلك.
لكن الرقم المنتفخ جدا، الذي سيقابله رقم منتفخ آخر من خزائن الجزائر، التي تموت جوعا، الغرض منه التشويش على العائلات المغربية التي لها أقارب في مكةالمكرمة لأداء فريضة الحج وخصوصا من انقطع الاتصال حتى لو تعلق الأمر بغياب شبكة التغطية.
وتريد الوكالة أن تقول إن الدولة المغربية غير مهتمة بحجاجها وبالتالي فإنهم يموتون بشكل غريب، وواقع الحال يكذب المقال، فالاهتمام المغربي بالحجاج وخصوصا الضحايا فاق المتصور، ولم يكلف جلالة الملك محمد السادس راعي الحج باعتباره أميرا للمؤمنين، (لم يكلف) وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية للقيام بمهمة الاطلاع وتتبع القضية ولكن تكلف بنفسه بهذا الأمر. فلتمت الوكالة بغيضها.
ورسميا تأكد وفاة حاج وحاجة مقيمين بالمغرب، وحاج ثالث مقيم في السعودية، فيما تم التأكد من أن ستة جرحى يوجدون في عدد من المستشفيات حيث يتلقون العلاجات الضرورية.
وأفاد بلاغ للديوان الملكي بأنه "تنفيذا للتعليمات السامية التي أصدرها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، لرئيس الوفد الرسمي للحج، ولسفير جلالته لدى المملكة العربية السعودية، على إثر الحادث المفجع، لتدافع عدد من حجاج بيت الله الحرام، بمشعر منى، للاطمئنان على سلامة الحجاج المغاربة، واتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة وجود ضحايا أو إصابات بينهم، واصلت البعثة المغربية عملية البحث عن المفقودين المغاربة، حيث تأكدت لها لحد الساعة وفاة حاج وحاجة مقيمين بالمغرب، وحاج ثالث مقيم في السعودية. وقد تم إخبار عائلاتهم فور التأكد من هوياتهم".
وأشار البلاغ إلى أنه تم التأكد أيضا من أن ستة جرحى يوجدون في عدد من المستشفيات حيث يتلقون العلاجات الضرورية.
وأكد أن عملية البحث عن مفقودين آخرين من بين الحجاج المغاربة لا تزال متواصلة، بتعاون مع السلطات السعودية المختصة، علما بأن هذه العملية جد معقدة بالنظر لهول الفاجعة وللظروف المحيطة بعملية البحث عن الضحايا والتأكد من هوياتهم مبرزا أن صاحب الجلالة، حفظه الله، يتابع عن كثب كل الإجراءات المتعلقة بهذه العملية.
وأضاف البلاغ أنه وبهذه المناسبة المحزنة، يعرب جلالة الملك، حفظه الله، لأهل وذوي الضحايا المغاربة الثلاث عن أحر تعازي جلالته وأصدق مواساته لهم في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، سائلا العلي القدير أن يعوضهم عنهم جميل الصبر وحسن العزاء، وأن يشمل الضحايا الأبرياء بعفوه وإحسانه، ويتقبلهم في عداد الشهداء والصالحين من عباده، المنعم عليهم بالجنة والرضوان، ويمن على المصابين بالشفاء العاجل.