أكد نائب وزير الشؤون الخارجية الشيلي إدغاردو ريفيروس، اليوم الاثنين بالدارالبيضاء، أن المغرب يعد شريكا اقتصاديا استراتيجيا لبلاده. وقال السيد ريفيروس، في كلمة له خلال افتتاح أشغال المنتدى الاقتصادي حول "السياسة التجارية وفرص الاستثمار بالشيلي" الذي تنظمه الوكالة الشيلية للنهوض بالصادرات بتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الدارالبيضاءسطات، إن بلاده تحدوها رغبة كبيرة في تعزيز علاقاتها مع المغرب، خاصة في المجالين التجاري والاقتصادي.
وأضاف المسؤول الشيلي أن المشاركة في أشغال هذا المنتدى الاقتصادي تعبر عن إرادة سياسية أكيدة بتحقيق مزيد من التقارب مع البلدان الإفريقية، وفي مقدمتها المغرب الذي تربطه بالشيلي علاقات تاريخية قوية، مشددا في المقابل على ضرورة توحيد الجهود ومضاعفتها للنهوض بمستوى المبادلات التجارية بين الطرفين، والتي تبقى دون المستوى المنشود.
واعتبر أن تشابه الرؤى الاستراتيجية للمغرب والشيلي يفترض أن يدفع البلدين إلى تنمية أواصر الشراكة بينهما، والبحث عن السبل الكفيلة بجعل الشيلي والمغرب يحظيان بمكانة مهمة بالأسواق الدولية.
وتابع بهذا الخصوص، أن الشيلي يمكنها أن تستثمر الفرص المتاحة ليس بالمغرب فقط، ولكن بمقدورها أن تستفيد من موقع المملكة كنافذة على الأسواق الإفريقية والإقليمية، والأمر ذاته بالنسبة للشركاء المغاربة، حيث يمكنهم تسخير الإمكانيات التي تتيحها بلاده للانفتاح على أسواق جديدة بالشيلي وباقي بلدان أمريكا اللاتينية.
وشدد، بالمناسبة، على أهمية أن يقوم الفاعلون الاقتصاديون بالبلدين بتوحيد جهودهما والتفكير المشترك من أجل توسيع وتنويع مجالات التعاون الاقتصادي، اعتمادا على القواسم المشتركة، وعوامل القوة التي تميز الاقتصادين المغربي والشيلي.
ومن جانبه، اعتبر مدير العلاقات الاقتصادية الثنائية السيد بابلو أوريا أن إحداث مكتب تجاري بالدارالبيضاء من طرف الشيلي يعكس الإرادة القوية لبلاده من أجل مزيد من الانفتاح السياسي والاقتصادي على المملكة، مشيرا إلى أن المغرب يشكل، بفضل موقعه الجغرافي ودينامية علاقاته، منطلقا نحو القارة الإفريقية والعالم العربي، مما سيسهم بشكل كبير في تنشيط العلاقات التجارية البينية، لا سيما أن بلاده تتوفر على مؤهلات اقتصادية مهمة، وتربطها شراكات جيدة بدول من جميع أنحاء العالم، ويمكن للمغرب استثمارها من أجل توسيع شراكاته الخارجية.
وبعد أن استعرض الإمكانات التي يتميز بها الاقتصاد الشيلي، أبرز أن تنمية العلاقات التجارية الثنائية ترتبط بالعمل على الاستفادة المتبادلة من الامتيازات المتاحة بالبلدين، والقيام بدراسات مشتركة لتحديد آفاق الشراكة الثنائية، والمجالات الواعدة لهذه الشراكة، وتطوير آليات التعاون اللوجيستي بين الجانبين، إلى جانب إيجاد أرضية قوية للنهوض بالاستثمارات الخارجية، وتقديم تحفيزات جمركية وضريبية للمستثمرين من الجهتين.
فيما اعتبر رئيس الغرفة السيد مصطفى أمهال أن تنظيم هذا المنتدى يشكل لبنة جديدة في مسار بناء علاقات تعاون متينة بين البلدين، مؤكدا أن الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لدولة الشيلي في 2004، والتي كانت أول زيارة يقوم بها مسؤول عربي لهذا البلد، أسهمت بشكل كبير في الرفع من مستوى هذه العلاقات.
وأعرب السيد أمهال عن أسفه لكون المبادلات التجارية بين الطرفين "ما تزال متواضعة"، مما يجعل من الضروري الانكباب على التفكير الجدي في سبل تنشيطها، وجعلها أكثر دينامية وحيوية، وتوفير قاعدة معطيات للمستثمرين بخصوص فرص الاستثمار بالبلدين، والامتيازات التي يقدمها كل بلد للمستثمرين الأجانب.
ومن جهته، أبرز السيد زهير التريكي، الكاتب العام للمركز المغربي لإنعاش الصادرات (المغرب تصدير)، أهمية هذه التظاهرة الاقتصادية في الوصول إلى عقد شراكات عمل مربحة للطرفين، مشيرا إلى أن الفاعلين الاقتصاديين مطالبون بشكل خاص بالاضطلاع بدورهم كاملا في الرفع من مستوى العلاقات التجارية، من خلال تنظيم تظاهرات مشتركة (معارض، بعثات اقتصادية)، والبحث عن أسواق جديدة في إطار اتفاقيات شراكة ثلاثية.
وتضمن برنامج المنتدى، الذي عرف مشاركة وفد اقتصادي مهم من الشيلي يمثل قطاعات اقتصادية مختلفة منها على الخصوص الصناعات الغذائية، والمنتجات البحرية، والفلاحة، والصناعات الكيماوية، والصناعات الخشبية، تنظيم لقاءات عمل ثنائية وورشات وندوات متخصصة.
وتجدر الإشارة إلى أن نائب وزير الشؤون الخارجية الشيلي يوجد حاليا في زيارة رسمية للمملكة، ستختتم يوم غد الثلاثاء، على رأس وفد تجاري شيلي مهم، حيث من المنتظر أن يجري مباحثات مع العديد من المسؤولين المغاربة.