غادر مجموعة من المهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج ميناء طنجة المتوسط للركاب، على وقع الاحتجاجات، بعدما عبروا عن استيائهم من تأخر مواعيد إبحارهم، ومؤاخذتهم الجهات المسؤولة عن تنظيم عملية العبور على عدم اعتمادها إجراءات تنظيمية من شأنها تسهيل عودتهم إلى دول إقامتهم في ظروف مناسبة تعفيهم من أي احتجاج، حسب ما أفادته يومية الأحداث المغربية في عددها الصادر الاثنين. وظلت حوالي 200 سيارة لأفراد الجالية المغربية بالخارج عالقة، صباح أول أمس السبت، بميناء طنجة المتوسط للمسافرين، بعدما لم يتمكن أصحابها من الإبحار في الموعد المحدد لهم، حين اكتشفوا بأن الباخرة التي كانت ستنقلهم قد غادرت الميناء، حيث تخلت عنهم الشركة البحرية الجديدة التي حصلت مؤخرا على رخصة استغلال الخط البحري الرابط بين مينائي طنجة المتوسط والجزيرة الخضراء، نتيجة ترويجها لأعداد كبيرة من تذاكر السفر تفوق الطاقة الاستيعابية لباخرتيها وفق مواعيد برنامج الرحلات المحدد على هذا الخط البحري، الذي تؤمنه 12 باخرة من الصنفين الكبيرة والسريعة.
احتجاجات المهاجرين ضد الشركة المذكورة، تكررت طيلة أيام الأسبوع المنصرم، واشتدت حدتها نهاية الأسبوع الفارط، الأمر الذي استدعى قيام عامل إقليم الفحص أنجرة، صبيحة أول أمس، بزيارة إلى عين المكان، رفقة مجموعة من المسؤولين بوكالة طنجة المتوسط، في محاولة لتهدئة المحتجين الذين طالبوا بتطبيق القانون وحماية حقوقهم لوضع حد لمثل هذه المعاملات التي تقوم بها بعض الشركات، والتي تسيء إلى عملية "مرحبا 2012"، كما يحمل مجموعة من المهنيين بالميناء المتوسطي المسؤولية لإدارة الوكالة الخاصة طنجة المتوسط المشرفة على تدبير شؤون الميناء، لعدم اعتمادها كافة الشروط المطلوبة في توفير أجواء جيدة لتنقل المهاجرين، ذهابا وإيابا.
وبلغ عدد المهاجرين الذين عبروا ميناء طنجة المتوسط في اتجاه ميناء الجزيرة الخضراء منذ انطلاق موسم العبور إلى غاية نهاية الأسبوع الأخير، 127 ألفا و978 مسافرا و 46 ألفا و401 سيارة، حسب إحصائيات مديرية الهجرة الإسبانية، التي سجلت انخفاضا في أعداد العابرين بنسبة 14 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، وتتوقع أن تعرف حركة العبور بعض الارتفاع مع نهاية الشهر الجاري.