في رواية " مالك الحزين" لإبراهيم أصلان، والتي حولها داود عبد السيد إلى فيلم سينمائي بعنوان" الكيت كات" من بطولة الممثل المقتدر محمود عبد العزيز، ثمة مقاطع ومشاهد دالة على بعض القوم اليوم في هذا الزمن المقيت، زمن الحروب، حيث نجد البطل الأكمه يستدرج وراءه شيخا أكمه هوالآخر ليقطع به الطريق، ويقوده إلى أن يجد المتفرج أن البطل والشيخ يتفرجان على فيلم في قاعة سينمائية تعرض فيلم حركة مفعم بالسلخ والضرب، إلا أن البطل يحكي للشيخ عن مشهد يحوي علاقة غرامية بين رجل وامرأة، غير أن الشيخ يصدق ما يحكى له انطلاقا من متخيل البطل ( من أجمل أدوار محمود عبد العزيز)، وهو غير مدرك تماما أن البطل هو أيضا أكمه. وفي مجتمعنا الصعب والقبيح، والذي لاتوجد فيه ذرة جمال، حيث ينعكس القبح على نفوس بعض القوم، الذين يشبهون بطل فيلم " الكيت كات"، يبصرون مايمليه عليهم دماغهم، ولايبصرون الحقائق الماثلة في الواقع. وهكذا يتهمون الجميع بالفساد، وهم في الواقع إذا تحملوا المسؤولية يأكلون أموال…كملوا من عندكم… والمستغرب أن بطل الفيلم أكمه، أما بعض القوم الذين نتحدث عنهم، فإنهم يبصرون، لكن قلوبهم لاتبصر.