لقاء الأربعاء 16 غشت 2017 تقديم عرض الأستاذ الوزير السيد محمد بنعبد القادر الجهوية واللاتمركز الإداري
سلام الله عليكم مرحبا بكم على شاطئ اللواء الأزرق، وادي لو التي في خاطر أهل المتوسط وضيوف الداخل والخارج أهلا بكن وسهلا بكم، في هذا اللقاء من فعاليات اللمة 14 اغفروا لي إن نغصتْ بعضٌ من فواعل العمر ومثيرات السهو خيوط تسيير هذه الجلسة. أعتذر منكن وأستسمحكم في إشفاء وخز ألمّ بي مذ كلفت بهذه المهمة. لما أعلمني مدير المهرجان، الصديق محمد العربي السعدي، باقتراحي من طرف رئيس بلدية وادي لو، السيد محمد الملاحي، تقديم هذا اللقاء مع الأستاذ والباحث الخبير السيد الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بإصلاح الإدارة والوظيفة العمومية. بعد أن تفرقت بيننا المدن واختلفت السبل والمواقف، ما كنت لأمانع في تقديم رجل يتجدد شبابه، وقد شكل في بداية عهدي بالسياسة نموذج المناضل المثقف، أول من تعرفت من خلاله على ميشيل فوكو. وكان حينها فاعلا سياسيا ومسؤولا في الشبيبة الاتحادية، وفاعلا ثقافيا وحقوقيا، مؤسسا لجمعيات جادة بتطوان كالإحياء الثقافي ونادي الشاشة والمشروع ثم المنظمة المغربية لحقوق الإنسان. حركي مميز، وصحفي محلِّل، حياته جدل الفكر والممارسة. سليل مدرسة النضال الديمقراطي، متابع لتجارب الانتقال إلى الديمقراطية، مراقب فاحص لتجربة الإسبان، ومثابر في سبيل مجتمع مغربي حديث. الأستاذ محمد بنعبد القادر، تعددت مجالات اهتمامه وتنوعت كتاباته بين التربية والثقافة والسياسة والعلاقات الدولية والتواصل والإعلام... نستضيفه اليوم، في موضوع صار مركز اهتمامه وباعث كده وبرامجه، وأولوية عناوينه في رزمة متطلبات الانتقال إلى دولة عصرية وحديثة، موضوع "الجهوية واللاتمركز الإداري". بين مكوني العنوان واو؛ أهي واو عطف، تجمع مجالين: الجهوية من جهة، واللاتمركز الإداري من جهة ثانية للبحث عن روابط بينها؟ أم هي واو معية تجعل العلاقة جدلية ليكون اللاتمركز لصيقا بأي منظور جهوي ورديفا لأي تطبيق أو تسيير محلي أو جهوي؟ تتداول الجهوية مقابل المركزية، وتستدعي الإحالة على مفاهيم ونظم منها: اللامركزية- الفدرالية- الحكم الذاتي... وتتحد مختلف الدلالات- باعتبار السياقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والإدارية- في معنى أن تتمتع مناطق ترابية بصلاحيات في تدبير شؤونها، وأن تتنازل أو تفوض الدولة أو الحكومة اختصاصات إدارات مركزية إلى سلطات أو إدارات محلية/ جهوية. وقد شهد المغرب نقاشا - أغلبه سياسي- حول هذا الموضوع، موازاة مع مشروع سمي "جهوية موسعة"، أفضى إلى التقسيم الجهوي لسنة 2015. هل يستجيب هذا التقسيم الإداري لمتطلبات تنمية فاعلة وتشاركية ومستدامة؟ هل يوفر إمكانات للتفاعل مع محيط المغرب الجهوي والدولي؟ أم للجهوية المغربية خصوصيتها؟ وهل انتقل المغرب إلى نظام لامركزي؟ لن أحدد مسار مداخلة السيد الوزير، لكننا - في أجواء هذه اللمة- نفتح المشاريع على مقاربات مختلفة، أي نربط الممارسة بالفكر، وهذا أحد دوافع اختيار شعار "التنمية والتعدد الثقافي"، كما ورد في التقديم المؤطر لبرنامج هذه اللمة. أيها الحضور المميز، كثير من تحمل مسؤولية وزارية، وقليل من قدم مشروعا محددا في مراحل إنجازه، واضحا في أهدافه، مكشوفا في استراتيجيته. ونادر من يسند مشروعه بفكر مؤطر وبوعي منفتح على التجارب وبرؤية للمستقبل. مذ عرفته، تأثرت بإسناد سلوكاته إلى فكره، وعي شقي وحركة تنضح بالاختلاف وبالتنوع وبالانفتاح. تثير آراؤه وتحاليله الجدل والنقاش. واضح حتى الاستفزاز لمن يترقب المألوف، مختلف لا يبغي التطابق، بارع في تشخيص مواطن الهشاشة، ومبدع في قراءة القطائع والتحولات. هو محمد - كما عرفته- أستاذ في الفلسفة وفي الثقافة وفي السياسة... زاد خبرة على فكر، وعزيمة على عمل. عالميّ المعرفة، متمرس في التفارض، شغوف بزواج الفكر والواقع، قارئ مستمر وباحث فاحص مقارن لتجارب الديمقراطية والتقدم. وزير برؤية، وبمشروع قد نختلف معه، لكنه من أهل الحوار ومن أهل الحجاج، وممن يغشى الجدال، ويغري النقاش. أقدم لكن الأستاذ الخبير، أقدم لكم المثابر الوزير، أقدم صديقي وأستاذي محمد بنعبد القادر. .......................................................... محمد البالي المنسق الثقافي لمهرجان اللمة 14 وادي لو في 16 غشت 2017