مرت سنتان بالتمام والكمال على إنجاز هذه الأشغال المتعثرة من طرف إحدى المقاولات المكلفة بتجديد الشبكة الكهربائية بطنجة ، وقد تم ذلك مع مجيئ الوالي محمد اليعقوبي وبأمره كخلف لمحمد حصاد في ماي 2012. ومنذ ذلك التاريخ وهذه القنابل المثبتة فوق الأرصفة تتحدى الجميع عند نقط محورية داخل مركز المدينة، فانطلاقا من ساحة فرنسا مرورا بشارع بلجيكا إلى ساحة الكويت .. ولقد ظلت هذه المهزلة مستمرة رغم الكتابات المتعددة المرفوعة إلى الولاية في هذا الشأن من طرف رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين، ومنابر إعلامية متعددة ، فهذه الجهة لم تحرك ساكنا ، ولم تعبأ بما يتعرض له المواطنون يوميا عند هذه النقط السوداء من تعثر وسقوط ، وانكسار ، وتمزق للأحذية وهلم جرا ، وكأن ما يقع يتم في كوكب آخر أو في أرض مهجورة، وليس في طريق عمومي يعج بالحركة ويحتاج إلى توفير شروط السلامة من الأخطار وحماية أمن المواطنين ....وقد سبق أن أثار موقع طنجة 24 بتاريخ 20 يوليوز 2014 جانبا آخر يتعلق بالموضوع، ويهم الفوضى التي تعم عملية توزيع اللوحات الإشهارية وسط المدينة، وتحويل مواقعها بكيفية عشوائية تترك مثبتتات حادة وخطيرة تلحق الضرر بالمواطنين ، وقد أشارت إلى تزايد عدد الحوادث الناتجة عن ذلك . كما تم تناول هذا الموضوع بالصور الثابتة من طرف جريدة لاكرونيك في عددها الصادر بتاريخ 26 يوليوز 2014 ، تحت عنوان عريض : "ألغام أرضية" تهدد سلامة المارة ، والمواطن ينوب عن الجماعة الحضرية في درء المخاطر المحدقة به" وبالوقوف على مختلف الإنجازات المتعلقة بالتأهيل الحضري بطنجة ، ينكشف من أول نظرة وجود شيئ لا يستقيم من حيث كيفية القيام بالعمل وتنفيذ المشاريع بمختلف أشكالها بسبب عدم توفر اليد العاملة المؤهلة والمقاولات المهنية ، وهذا ما سبق أن اعترف به الوالي محمد حصاد في عهد ولايته لما كان يسأل عن مهزلة أداء الشركات والمقاولات التي وقع عليها الاختيار، والتي ليس بينها وبين التأهيل الحضري إلا البر والإحسان. والمؤسف أن التجربة ستعيد نفسها عبر كل البرامج المدرجة في إطار مخطط التأهيل الحضري بطنجة ، إذ تظل العيوب ثابتة ، والاختلالات مستمرة بسبب العوامل المتعددة ومنها ارتجالية الأشغال، وعدم وجود خطة واضحة ، وغياب الكفاءة المهنية ، وانعدام المراقبة، والاستفراد في اتخاذ القرار ، حيث لا يتم الإعلان بشكل واضح وشفاف عن طبيعة المشاريع ومكوناتها والجهة المسؤولة عنها ، والسقف الزمني المخصص للإنجاز .. ولذلك تظل معظم المشاريع المتحركة تسير نحو وجهة غير معلومة .. ومما يميز أغلب المشاريع المنجزة هو الجمع بين الشيء ونقيضه، القبح والجمال، والعبثية والتنظيم ، والبداوة والتحضر، والسلم والحرب، والجد والهزل، والجودة في مقابل المهزلة ، التبذير والترشيد ..وهو ما يعكس الإصابة بعدوى انفصام الشخصية لدى الجهات المسؤولة التي لا تقدر مسوليتها من جهة، ولا تفرق بين الخيط الأبيض والأسود، ولا تقدر الأولويات وأوجب الواجبات .. وتلك هي المأساة الكبرى . فإلى متى ستستمر المهزلة؟، وأين هو عمدة طنجة الملزم بقوة القانون بحماية المواطنين من الخطر، وإبعاد كل مظاهر التشوه التي تخل بالأخلاق العامة وتسيئ إلى سمعة الوطن والمواطنين .. إن وجود هذه الأفخاخ وسط الشارع العمومي، وبجوار مقر هيئة ديبلوملسية ، ومراكز ثقافية أجنبية ، وفي شارع رئيسي دائم الحركة والازدحام ليعد قمة الاستهتار بالمسؤولية وإهانة لساكنة طنجة بكل المقاييس . وستكون لنا عودة للموضوع إلى أن يتم رفع الضرر والرضوخ للحق من قبل المسؤولين.. المكتب المركزي لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين