حين آعتقل المغرب حفنة من الإنفصاليين المتهمين بالتخابر مع جهات أجنبية معادبة للوحدة الترابية تناسى الناس خبرا أخر ،لم يكن بطبيعة الحال قادما من صحراء تندوف ولا من الجزائر نفسها بل قادما من مبنى الأممالمتحدة. الخبر يتعلق بما جد وآستجد حول التنمية البشرية في عدد من الدول العربية من بينها المغرب لكن بطبيعة الحال ليست التنمية البشرية ذات النسخة المغربية الباهتة لأن هذه الأخيرة دخلت طي النسيان وأضحت مجرد مخطط فاشل آنتهت صلاحيته بآنتهاء الحبر الذي كتبت به ، التنمية البشرية في احدث تصنيف وضعته الأممالمتحدة هذه السنة وضع المغرب في مرتبة مخزية وهي المرتبة 130 هكذا جاء المغرب بعد دولة ناميبيا وبوتسوانا لكم ان تتخيلوا بلدا كالمغرب ينافس دولا إفريقية فقيرة كنا كثيرا ما نسخر منها على آحتلال قائمة الذيل ولا عجب لو جاء اليوم الذي يغير فيه المغاربة البؤساء الوجهة ونسمع عن مغربي مثلا حرك إلى دولة ناميبيا لأن المعيشة هناك أفضل !!! إنك في المغرب فلا تستغرب . وزير التخطيط المغربي كما يحلو للمشارقة تسميته أو المندوب السامي للتخطيط المغربي السيد الحليمي آعتبر التصنيف تحاملا على المغرب وإجحاف في حقه نحن نتساءل ماذا تستفيد الأممالمتحدة من وضع المغرب في المرتبة 130 على صعيد التنمية البشرية ؟ هل كان عليهم أن يضعوا المغرب في المرتبة 1 حتى يقول المسؤولون عندنا إن التصنيف نزيه ويعكس الواقع المريح لأغلبية المغاربة ؟ هكذا يبدوا لي أن بعض المسؤولين الحكومين عندنا يتقنون فن النفي وخلق الذرائع أكثر من أي شيء اخر بدل الإعتراف بأننا أكبر أمة متخلفة على وجه البسيطة نعم هذه سمة العربي إنه دائما بارع في إلباس الحقيقة قفطان الباطل ، لا عجب أيضا انه مثلا حين كانت آسرائيل تصنع بأجساد الفلسطنيين المساكين ما فعل هتلر النازي بمعارضيه في افرانه الغازية وأكثر جاء تقرير غولدستون الشهير لإدانة إسرائيل لفظيا على الأقل لأننا نعلم ان إسرائيل فوق كل حساب لكن تم تأجيله فجأة من طرف بنو الجلدة الواحدة تارة بدعوى أن الوقت غير ملائم وتارة اخرى بالقول إنه خطأ لا اقل ولا اكثر وبطبيعة الحال تعرفون تلك القولة الشائعة وقد فتح تحقيق لكشف الجناة ؟ألم يقل وليام شكسبير يوما تلك القولة الرائعة " ماذا تعرف القوانين عن لصوص يحكمون على اللصوص " إنها مسرحية . إذن لندع السيد غولدستون وشأنه ولنعد لقضية اخرى وهي آستمرار لمسلسل الإنحطاط المغربي وتحتاج هي الأخرى لغولدستون جديد يحقق فيها وفي إنجازاتها المذلة إنها إخفاقات كرة القدم المغربية هكذا عاد دجاج الأطلس فارغي الوفاض من جولة الشوهة مع انه كان يلزم أن يقذف هؤلاء بالبيض الفاسد والطماطم عقابا لهم على هذا المستوى الرديئ جدا الذي لا يشرف المغاربة في شيء ، فالذي يشاهد مباريات كرة القدم المغربية أكيد انه لن يجني من ذلك سوى الفقصة والغدايد ولهذا علينا التفكير من الأن في تبني فريق جديد عوض فريق دجاج الأطلس بدل الإقتصار على تحويل الكرة إلى مجرد بقرة سمينة تضخ الحليب الدسم بغزارة على حساب جيوب ملايين المغاربة الفقراء . إننا حقا إنحطاطيون لأبعد حدّ!!! الحقيقة أنه لكثرة الإخفاقات بدأنا نشعر أن هناك شيئا يغرق وبأن كل شيء يغرق وأنه لا امل في علاج أو إصلاح لقد أضحى الأمل مجرد ترف لا أقل ولا أكثر ،يحكي الكاتب أنيس منصور أن احد الطلبة الألمان زار صديقه من كلية الهندسة فرأى هذا الأخير بالوعة مسدودة تحبس المياه وتسبب الضرر للكثير من الناس وأدهشه أكثر هو ان يظل هو وصديقه يتحدث عن آنسداد البالوعة دون ان يفكر هذا الطالب في إصلاح ما يمكن إصلاحه . هذا المثال رغم بساطته الشديدة فإنه يُحيل على الواقع المغربي ،ففي عهد الملك الحسن الثاني رحمه الله أيام كان الكلام محرما مجرد الكلام قد يؤدي بك إلى المتاهة وغياهب السجون،لكن اليوم الكلام مباح والكل يثرثر بلا آنقطاع أصبحت لدينا الكثير من الأبواق الشريفة والمأجورة الكاذبة والصادقة أو إن صح التعبير كلام الليل يمحوه كلام النهار لقد آنطلقت الألسنة تلوك الحديث بلا إشارة للوقوف حتى غدت أطول من سكة القطار ، نتكلم عن الإصلاح الذي لا ينتهي لكن دون أن نصلح شيئا في الواقع، حقا إننا آنحطاطيون لأبعد حد. [email protected]