قال منصف بلخياط وزير الشباب والرياضة المغربي في معرض رده على سؤال للنائب البرلماني عبد الجبار القسطلاني عن حزب العدالة والتنمية، حول الراتب الشهري المبالغ فيه للناخب الوطني الجديد " إن راتب غيريتس أقل من المتداول"، وأضاف"ليس من حق الجامعة أن تكشف عن الرقم ، وان غيريتس إذا أراد أن يعلن عنه فمن حقه "مبرزا " أن قوانين الفيفا والمقتضيات الوطنية تمنع على الحكومات التدخل في عمل الاتحادات الكروية". كلام معالي الوزير يحتاج الى توضيحات نجملها في ما يلي: أولا : الرقم المتداول يا معالي الوزير لم تتكهن به الصحافة الوطنية بل إن غيريتس هو من كشف عنه للصحافة البلجيكية، وأضاف أن جامعتنا المحترمة هي التي ستتولى دفع الشرط الجزائي لفريق الهلال السعودي المقدر في مليار ونصف. ثانيا : إذا كان السيد الوزير أصر في تدخله أمام البرلمان يوم الأربعاء 7 يوليوز على أن راتب غيريتس هو أقل بكثير من هذا الرقم -250مليون سنتيم- فليقل لنا معالي الوزير الراتب الحقيقي للمدرب الوطني كباقي الدول التي تتخد من الشفافية منهجا، ومن المعلوم أن تصريحات غيريتس تتحدث عن جوائز ومنح أخرى وفي مقدمتها منحة التأهل لكأس افريقيا وأخرى لكأس العالم، وهي المستحقات الخيالية التي جعلت من الربان الجديد للمنتخب الوطني ثاني أعلى راتب في العالم على مستوى المنتخبات بعد الايطالي كابيلو مدرب المنتخب الانجليزي. ثالثا : إن قول الوزير أن العقد شريعة المتعاقدين وأنه لا يمكن للجامعة أن تعلن عن قيمة الراتب كلام مردود وفيه نظر، وذالك من وجهين : الأول من حق أي حكومة أن تحدد سقفا معينا لما سيتقضاه المدرب، الثاني، فقد أعلنت جميع المنتخبات المشاركة في المونديال الأخير عن رواتب مدربيها . إن ماقاله التجمعي بالبرلمان كلام غير مقنع ويبتغي من ورائه الهروب نحو الأمام ليس الا، أما علي الفاسي الفهري رئيس المكتب الوطني للماء والكهرباء والكرة، فكان عليه ليس فقط الكشف عن الراتب الشهري بل عن جميع بنود العقد ، لأن الأمر يتعلق بالمال العام، ومن حق الرأي العام أن يعرف قنوات صرفه.الا اذا كان لعلي رأي آخر. وعلى ما يبدوا أن هناك من يتصرف في أموال دافعي الضرائب وكأنه في ضيعته، فمدرب المنتخب الأولمبي سيتقاضى حوالي 100 مليون سنتيم شهريا، وغيريتس250 مليون سنتيم شهريا، اضافة الى امتيازات أخرى متعددة إنه الجنون بعينه. وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه من علي الفاسي الفهري أن يخرج عن صمته ويكسر جبل الجليد، فضل ولحد الساعة سياسة الصمت التي تكون مفيدة في بعض الأحيان " ولمعجبوا الحال يشرب البحر". أما معالي الوزير الذي صبغ بلون الحمامة ، والذي أكثر من خرجاته الاعلامية منذ توليه المنصب الوزاري ،ولم يعلن لحد الآن عن برنامج واضح ومناسب للمرحلة التي تمر منها الرياضة الوطنية، فقد آثر القفز على الحواجز عوض الوضوح مع الرأي العام. بقي فقط أن أذكر أن راتب هذا القادم من وراء البحار يعتبر الأعلى في تاريخ المنتخب المغربي ،فأعلى راتب تقضاه مدرب مغربي هو 15 مليون سنتيم قبل أن يتضعاف بعد وصول أشبال الزاكي لنهائي افريقيا بتونس، أما أعلى راتب تقضاه مدرب أجنبي فقد كان في حدود 50 مليون سنتيم لصاحبه روجي لومير. [email protected]