تعيش منظمة الشبيبة الاستقلالية على صفيح ساخن مع اقتراب الحسم في اللائحة الوطنية للشباب حيث برزت وجوه جديدة لم يكن عبد القادر الكيحل يضعها في الحسبان بل منها من كان يعتقد انه أنهى مع تاريخها في الحزب ولم يعد لها تأثير. مصادر قالت أن اللجنة التنفيذية للحزب خرجت بقرار لم يكن ينتظره الجميع خصوصا وان شباب المنظمة كانوا يعتقدون أنهم سيسلكون نفس طرق زعيمهم الكيحل الملتوية و المليئة بالمكر و الخداع و “تكوليس” للوصول إلى قبة البرلمان. إلا أن ظهور لوبي مؤثر داخل اللجنة التنفيذية يقوده “حمدي ولد الرشيد” و “عبد الصمد قيوح” قرر هذه المرة إرجاع أمر ترتيب اللائحة الوطنية للشباب إلى داخل مطبخ اللجنة التنفيذية فبعدما رشح الكيحل كل من رشدي رمزي الكاتب العام لجمعية البناة عن جهة الرباطالقنيطرة و بوشتى قنديلة ظهر منافس جديد وهو عبد المجيد الفاسي نجل الوزير الأول السابق عباس الفاسي حيث وبعملية حسابية هو الفائز الأوحد وبلا منازع في الجهة خصوصا وان عدد أعضاء المجلس الوطني بجهة الرباطالقنيطرة هو275 عضو، أكثر من نصف الأعضاء ينتمون إلى تيار بلا هوادة يعني أن عبد المجيد الفاسي سيفوز على منافسه بالجهة رشدي رمزي رئيس جمعية البناة خصوصا وان عائلة الفاسي لوحدها تشكل أكثر من ربع عدد أعضاء المجلس الوطني بالجهة. واضافت مصادر انه و فيما بوشتى قنديلة الذي كان مرشحا عن مدينة سلا سحب ترشيحه أمام الشروط الجديدة التي فرضها أعضاء اللجنة التنفيذية مخافة من هزيمة نكراء تزيد من تلطيخ صورة الكيحل في الوحل، وانسحب في إطار صفقة بينه وبين عبد المجيد الفاسي رتبها القيادي عن مدينة سلا عبد القادر الكيحل. من اجل إرضاء آل الفاسي الذي يتزعم تيار بلا هوادة تقول مصادر أن اللجنة التنفيذية اختارت مسألة ترتيب المرشحين من اجل إعطاء وكيل اللائحة لعبد المجيد الفاسي، في الوقت الذي كان ينتظر الجميع أن اللجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية هي التي تعمل على ترتيب المرشحين للائحة الوطنية، اليوم قرار اللجنة التنفيذية هو أن المرشحين عليهم النزول للترشح على مستوى الجهات وبعده يبدأ ترتيب المرشحين الفائزين في جهاتهم كما يحلوا لها. سيناريو الترتيب داخل اللجنة التنفيذية قوبل برفض قوي من طرف الشبيبة الاستقلالية و التي دعت إلى عقد اجتماع طارئ أول أمس الثلاثاء بالمقر المركزي لحزب الاستقلال وخرجت بمذكرة موجهة إلى الأمين العام للحزب حميد شباط، تطالبه بضرورة رفع يد اللجنة التنفيذية للحزب عن مسالة ترتيب اللائحة الوطنية، كما جاء في مضمون المذكرة أن الشبيبة الاستقلالية هي التي يجب أن تحسم في اللائحة الوطنية مهددين بمقاطعة الانتخابات التشريعية ل 07 من أكتوبر المقبل ومقاطعة اللائحة الوطنية في حالة عدم الامتثال لمطلبهم الذي يرونه مشروعا. قرار الشبيبة الاستقلالية تقول مصادر غير بريء لأنه مخطط له من طرف القيادي البارز في حزب الاستقلال المتحكم في التنظيم الشبابي لحزب الميزان عبد القادر الكيحل خصوصا أن أتباعه لن يستطيعوا حصد أي مقعد برلماني عن طريق اللائحة الوطنية بنظام الانتخابات الجهوية الداخلية لأن اغلب هذه الجهات متحكم فيها من طرف شخصيات نافذة داخل اللجنة التنفيذية ولها وزن انتخابي كبير على عكس أنصاره الذين لا يمتلكون امتدادا على مستوى دوائرهم الانتخابية بعدما اختاروا النضال داخل المركز العام للحزب لاهثين من وراء الدواوين الوزارية و السفريات و الليالي الملاح حتى أصبحوا يلقبون “بمناضلي المركز العام”. “محمد البوكيلي” صهر عبد القادر الكيحل المرشح بجهة مكناسفاس سينهزم لا محالة أمام “نضال شباط” نجل حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، حيث تقول مصادرنا أن “فاطمة طارق” زوجة شباط و آم نضال البرلمانية عن حزب الاستقلال تجري اتصالات مع أعضاء المجلس الوطني بالجهة من اجل ضمان مقعد برلماني لابنها المرشح ضد صهر عبد القادر الكيحل. الشاب الطموح “منير البكاري” و الذي عقدت عليه آمال مجموعة من الشباب المثقف داخل هياكل الحزب هو الآخر يواجه شقيق الملياردير ابرون “اشرف ابرون” واحد مرشحي “محمد سعود” الذي يدفع بأحد الأسماء المشبوهة بجهة طنجةتطوانالحسيمة، مصادر تقول ان ابرون يعمل على “إغراء” أعضاء المجلس الوطني لضمان مقعد له أمام منير البكاري المسنود بقوة من طرف الاتحاد العام لطلبة المغرب، فيما محمد سعود المطرود مؤخرا من اللجنة التنفيذية عبر ما مرة من ان مرشحه هو الذي سيفوز بثقة أعضاء المجلس الوطني بالجهة مهما كلفه الأمر ذلك، لتبقى حظوظ البكاري ضعيفة أمام قوة أصحاب الشكارة النافذين. فيما طرد عمر العباسي الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاستقلالية الذي رفض ترشيحه عن جهة الصحراء الكبرى لان “حمدي ولد الرشيد” رفض ذلك بدعوى أن عمر العباسي لا ينتمي إلى مناطق الصحراء كما انه ليس بصحراوي الأصول، فيما عبر حمدي ولد الرشيد أن لديه مرشح عن الأقاليم الجنوبية. وبنفس الرفض قوبل الكاتب الوطني للشبيبة المدرسية “مصطفى التاج” المرشح عن جهة سوس ماسة درعة الذي تلقى اتصال هاتفيا من القيادي عبد الصمد قيوح اخبره من خلاله أن اسمه غير مطروح للترشح باسم الجهة و أن مرشح الحزب بالجهة هو المفتش الإقليمي لمدينة اكادير “خالد الكلوش” اليد اليمنى لعبد الصمد قيوح ورجل ثقته و الذي يلازمه أينما حل و ارتحل وقد سبق ان كان معه في ديوانه بوزارة الصناعة التقليدية ورفض اسم مصطفى التاج لأنه محسوب على جناح عبد القادر الكيحل. و لان مصطفى التاج لم يعد مرشح من اكادير بعد رفضه من طرف قيوح الذي يساند الكلوش٫ التاج وحسب مصادرنا سيدهب للترشح بجهة تادلة ازيلال حيث مزداد بسوق السبت التابع لاقليم تادلة، وهو نفس السيناريو الذي سيعمل به عمر عباسي مخافة عدم الضفر بمقعد برلماني حيث سيختار الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاستقلالية الترشح بجهة درعة تافيلالت لأنه مزداد بمدينة ورزازات كمسقط راسه و التي لا تجمعه بهذه المدينة صلة سوى شهادة الميلاد. في الاجتماع الأخير للجنة التنفيذية تقول مصادر ان عبد القادر الكيحل دافع بشدة على الرغبة القوية لمنظمة الشبيبة الاستقلالية إرجاع أمر ترتيب المرشحين الفائزين في الانتخابات التنظيمية الداخلية المتعلقة باللائحة الوطنية على مستوى الجهات إلى مؤسسة اللجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية كما كان معمول به في الانتخابات التشريعية السابقة لسنة 2011 و التي بوأت عبد القادر الكيحل الذي كان كاتبا عاما مقعدا برلمانيا بدون تصويت رفقة عادل بنحمزة الناطق الرسمي للحزب. دفاع عبد القادر الكيحل عن هذا الطرح هو ليس بمنطق الدفاع عن حق مؤسسة كان يقودها وما يزال يتحكم فيها بقوة بل لانه يرى ان اتباعه داخل هذا التنظيم لن يستطيعو حصد اي مرتبة متقدمة باللائحة الوطنية خصوصا وان هناك اسماء وازنة ولها امتداد انتخابي مهم ستعمل على الضغط من اجل نصرة اتباعها كما هو الحال بالنسبة لشباط و قيوح وولد الرشيد، وهو الامر نفسه داخل اللجنة التنفيدية التي تعرف تحالفات لقياديين بارزين يريدون انهاء اسطورة عبد القادر الكيحل خصوصا بعدما تؤكدو انه السبب الرئيسي في اخراج الحزب من الحكومة و التي تضرر منه امثال عبد الصمد قيوح الذي خسر الكثير جراء خروجه من وزارة الصناعة التقديرية حيث فقد هبته بمدينة اكادير وفر من حوله مجموعة من الاسماء التي كانت تربطه بهم مصالح سياسية. وردا على تدخل عبد القادر الكيحل في اجتماع اللجنة التنفيدية بخصوص اعطاء مسالة ترتيب المرشحين الى اللجنة المركزية صرخ حمدي ولد الرشيد في وجه صديقه بالامس الكيحل حيث قال ” ميمكنش نعطيو لشبيبة تقاد اللائحة، حنا عندنا 2 جهات فالجنوب وحنا الولين فالاصوات، ميمكنش نجيبوا الاصوات أنعطيوك انت ادوز دياولك لان ديك الشبيبة ألي كتهضر عليها أنت محكم فيها” وهاجم ولد الرشيد عبد القادر الكيحل قائلا “انت معندكش وزن انتخابي باش تعاون هاد اللائحة، لو كان عندك وزن انتخابي اهبط ترشح في مدينة سلا أعاون هاد اللائحة، أنت ممرشحش وحنى نجيبو اصوات وانت ادوز دياولك”. يبدو ان شباط انقلب على ذراعه اليمنى عبد القادر الكيحل و ارتكن الى لوبي الضغط الذي يتزعمه كل من حمدي ولد الرشيد و عبد الصمد قيوح وذلك من اجل ضمان موقع مهم لنجله نضال شباط المرشح ضد صهر عبد القادر الكيحل محمد البوكيلي بجهة فاسمكناس. سيناريو آخر يقول أن عبد القادر الكيحل يتماها خفية مع قرار اللجنة التنفيذية الداعي إلى إرجاع ترتيب اللائحة الوطنية للشبيبة الاستقلالية إلى داخل مطبخ اللجنة التنفيذية، لان الكيحل يعلم أن آل الفاسي يؤثرون بشكل قوي في لائحة الاستوزار وانه تم رفض اسمه الذي كان مقترحا في التحالف الحكومي مع العدالة أيام قبل صعود شباط، كما تم رفض اسمه في مقترح التعديل الحكومي الذي قدمه الحزب بعد صعود حميد شباط أمينا عاما للحزب خلفا لعباس الفاسي لأنه حارب عبد المجيد الفاسي عندما ترشح هذا الأخير إلى اللائحة الوطنية سابقا. مصادر أخرى تقول أن الكيحل يتماها في الخفاء مع قرار اللجنة التنفيذية ضدا عن طموحات أبناء الشبيبة الاستقلالية اللذين أوصلوه إلى ما هو عليه الآن على أساس أن يتلقى دعما من آل الفاسي لنيل حقيبة وزارية إذا ما استطاع الحزب الدخول للحكومة المقبلة عبر التحالف مع حزب العدالة و التنمية، ولكنه في الظاهر يبين على انه مع قرارات منظمة الشبيبة الاستقلالية. وختمت مصادرنا في القول ان و بين سيناريو اللجنة التنفيذية وشد الحبل من طرف الشبيبة الاستقلالية في محاولة الإبقاء على توازن القوى بين أنصار عبد القادر الكحيل وقوة اللوبي المدعوم من الأمين العام حميد شباط للبقاء يبدو أن رجوع أنصار بلا هوادة إلى الحزب بدأ تأثيره يتضح ومخطط العودة المسنود من طرف كبار اللجنة التنفيذية سينعكس بداية من اللائحة الوطنية في قبر أسطورة عبد القادر الكحيل التي لم تعمر كثيرا ثم المرور إلى هياكل الحزب الاخرى