بقلم : الطاهر الصحراوي يقول رئيس الوزراء الاسباني الأسبق خوسي ماريا اثنار ′′ لو كنت مواطنا من دول الجنوب لغامرت أكثر من مرة حتى الوصول إلى أوربا′′ أوروبا جنة الله في أرضه، هكذا على الأقل هي في عيون الآلاف من المهاجرين السرين الذين يحلمون بنعيم أوروبا. حلم يتحول في الكثير من الأحيان إلى حلم مخيف يؤرق الاغلبية منهم. فالهجرة غير الشرعية ظاهرة لاتعترف لا بالحدود ولا بالجغرافيا شملت كل الدول التي تعاني من نقص الامكانيات لتلبية مطالب شعوبها. و تعتبر اسبانيا بوابة اوروبا و هي الوجهة التي تستقبل اعداد هائلة لا يستطيع البلد تقديم احصاء لعدد المتسللين الى بلاده سنويا و خصوصا من المهاجرين من الافارقة السود الذين بدورهم يعانون من ويلات للوصول الى اوروبا. وقد يرى البعض أن الهجرة هي الفردوس الذي كان يحلم به وان كل امانيه قد تحققت بتحققها ولكن مايبرح ذلك الحلم ان يتبخر، معزيا نفسه بمكاسب مادية تدخل يده بين الفنية والأخرى وليست الصحراء الغربية سوى جزء من اجزاء قصة الهجرة إلى أوروبا، فلا يختلف اثنان على أن الصحراوين في ظل المعاناة من ويلات الفقر و الاقصاء و التهميش وانعدام فرص الشغل و عدم اعطائهم امتيازات كما يفعل النظام مع اولئك المنحدرين من الشمال بحيث تشجعهم السلطات و و تصنع لهم ظروف العيش الكريم داخل ارض الصحراء الغربية، إلى جانب القهر والتذمر الذي يحسه الصحراويين. اما من تخطى مغامرة ظلمات البحر فهناك تبدا مشاكل جديد تتلخص في معاناة من العنصرية والبطالة والتشرذ و صعوبة الاندماج مع المجتمع الغربي ، وهنا لابد من الإشارة الى ان جل المهاجرون سواءا الافارقة او الصحراويون يصنفون ضمن العمالة ذات الأجرة الضئيلة لأن معظم أعمالها إما موسمية أو غير قانونية. وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة