/ عن تنسيقية عائلات الطلبة المعتقلين إن أباء وأولياء الطلبة الصحراويين المعتقلين في السجن المحلي سلا 2 بالعاصمة المغربية الرباط ، ونتيجة للوضعية المزرية التي يمر منها أبنائنا والمعاملات اللاإنسانية من طرف موظفي السجن والإضراب عن الطعام الذين يخوضونه ، و غياب ابسط الوسائل المعيشية (أكل، غطاء، فسحة...) بالإضافة إلى اعتقالهم لمدة فاقت خمسة أشهر بدون محاكمة ،وبحجة عدم استكمال التحقيق في الملف ( غياب الشهود ) الذين لم يقم قاضي التحقيق باستدعائهم بالقوة بعدما رفضوا الحضور بالسلم ، وعدم استماعه للشهود الحقيقيين الذين عاينوا الواقعة ويثبتون عدم تواجد المعتقلين في موقع الأحداث لحظة وقوعها. إن وضعية ابنائنا المزرية نتيجة للظروف القاسية التي يعشونها من داخل السجن، لمدة تجاوزت خمسة شهور ، حيث تم اعتقالهم يوم الجمعة 22 ابريل2011 على الساعة الواحدة زوالا من أمام مستشفى الأطفال السويسي، بعد أن شاركوا في الاحتجاج السلمي على عدم وجود الأمن بالحرم الجامعي بالعاصمة المغربية ، عقب استشهاد زميلهم "هباد حمادي"، بطعنة سكين غادرة أودت بحياته. فتم اعتقال الطلبة الستة من طرف أجهزة الأمن المغربية التي لم تبذل أدنى جهد للوصول إلى مثيري الشغب الحقيقيين، وإنما قامت كعادتها بتنظيم حملة غير منظمة وعشوائية ، ذهب ضحيتها الطلبة الستة المعتقلين دون أن تكون لهم أدنى فكرة عن الأحداث .. هؤلاء الطلبة كانوا ضحية لبطش الدولة و أجهزتها الغاشمة في الاعتقال التعسفي الذي طالهم دون وجه حق، وتجاوزا لجميع المواثيق الدولية والقوانين الداخلية المانعة للاعتقال التعسفي و خصوصا الفصل 23 من دستور المملكة المغربية، الذي جاء في فقرته الثانية:"الاعتقال التعسفي أو السري و الاختفاء ألقصري، من اخطر الجرائم و تعرض مقترفيها لأقسى العقوبات" والذي جاء كذلك في فقرته الثالثة انه يجب إخبار كل شخص تم اعتقاله،على الفور بكيفية يفهمها،بدواعي اعتقاله … و هو الأمر الذي لم يتمتع به أبنائنا في ظل الظروف التي يجتازون فيها فترة اعتقالهم بالسجن المحلي الزاكي 2.وهو مكان مخصص لسجن أعتا المجرمين( أباطرة المخدرات و سجناء الحق العام...)، فما ذنب هؤلاء حتى يصبح مصيرهم الاعتقال في مثل هذا المكان؟؟؟ إن الوضعية الراهنة لهؤلاء المعتقلين لا تبشر بالخير، نظرا للوضعية الخطيرة التي يعيشونها في ظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها، أنها شبيهة بالوضعية التي حاولت هيئة الإنصاف والمصالحة المغربية جبر الضرر فيها في ما مضى، فغياب أدنى الحقوق التي يمكن أن يتمتع بها سجين في ظروف عادية، وفقا لما نص عليه القانون الداخلي للسجناء رقم 57/07 و الذي يمنح العديد من الحقوق لأي سجين كيف ما كان. إلا أن هذا لا يُعترف به من طرف مسئولي هذا السجن، الذين لا يعرفون سوى الأساليب المحطة من الكرامة الإنسانية وقد كان لنا نصيب من تلك المعاملة القاسية . فكيف يعقل لمتهمين لم تثبت إدانتهم أن يعاملوا بمثل هذه الطريقة اللا إنسانية ؟؟؟ إن الوضع المأساوي الذي يعيشونه أبنائنا من داخل السجن المحلي سلا 2 سبب لهم العديد من الأمراض ، حيث أصيب اغلبهم بداء الربو "الضيقة" (احمد المنصوري، براك محمد،سليمة مسعد)، كما أصيب عبيل سعيد بمرض جلدي خطير، وإصابة إبراهيم شليح بمرض العيون الحاد. ان المعاملة باحتقار مع أبنائنا يحمل أكثر من دلالة عنصرية عن إدارة هذا السجن، والذي لم يجدي حوارنا معه بنتيجة في وقت تتحدث فيه الدولة المغربية عبر إعلامها عن دولة المؤسسات، و الانتقال الديمقراطي و الإصلاح الدستوري… هذا القليل فقط من ماعشناه ونعيشه في كل زيارة إلى أبنائنا من والتي لا تمتُ بصلة لما يصرح به المغرب إعلاميا ووفق ما جاء في دستور2011 " إن المملكة المغربية،ووفاء لاختيارها الذي لا رجعة فيه،في بناء دولة ديمقراطية يسودها الحق والقانون،…وإدراكا منها لضرورة تقوية الدور الذي تضطلع به على الصعيد الدولي، فان المملكة المغربية،…تتعهد بالتزام ما تقتضيه مواثيقها، من مبادئ وواجبات، وتؤكد تشبثها بحقوق الإنسان، كما هي متعارف عليها عالميا…" في الأخير وانطلاقا من كل ماسردناه لكم والذي يعطي صورة واضحة عن حجم المعانات التي يعيشها أبنائنا ، نرجو منكم أن تعملوا على مد يد العون لهؤلاء الطلبة الصحراويين من خلال الضغط على الدولة المغربية لتحسين وضعيتهم من داخل السجن والعمل من اجل إطلاق سراحهم.