لا حديث هذه الأيام داخل الأوساط الفوسفاطية و العمالية إلا على الاعتصام الذي دشنه منذ أسبوع ممثل عمال شركة فوسبوكراع "مولود أميدان" داخل قاعة الاجتماعات . هذا الاعتصام الذي اسقط ورقة التوت عن الشركة و كشف كيف ان الادارة المحلية تبخل على عمالها بسكن لائق يضمن لهم ابسط ظروف العيش اسوة بأخوتهم بالمناطق الشمالية الاخرى و هم الذين ضحوا بالغالي و النفيس في سبيل ازدهارها و الرفع من منتوجيتها التي فاقت كل التوقعات خلال السنوات الاخيرة . كما كشف كذلك عن الصفقة الخيالية التي حاولت شركة فوسبوكراع تمريرها في مشروع سكني بمدينتي أغادير و مراكش. و على الرغم من الضغط الذي مارسته السلطات المحلية لحل المشكل الا أن المدير المحلي ماءالعينين و معه نقابتاه المدللتان الفيدرالية و الكونفدرالية الديموقراطيتيتن للشغل يرفضون الانصياع للضغط . مصادر مطلعة رجحت سبب هذا الرفض الى الحسابات الانتخابية الضيقة و كذلك حصة كل من النقابتين السابقتين من الصفقة المشبوهة و استنكرت هذا التصرف اللا أخلاقي للنقابتين اللتين تركتا جانبا مسؤوليتيهما في الدفاع عن حقوق العمال وتفرغتا في بيع ذمم العمال مقابل بعض الاستفادات الشخصية.
الفرصة لم تفوتها بعض الاطارات الحقوقية بالمنطقة و المحسوبة على البوليساريو فقد سارعت الى اعلان تضامنها اللا مشروط مع مولود أميدان كما فعلت كل من الكوديسا و لجنة حماية الثروات الطبيعية للصحراء الغربية و الكونفدرالية العمالية الصحراوية . كما قام قيدوم المناضلين النقابيين سيدأحمد الدية بزيارة ميدانية للمعتصم . و راسلت هذه الاطارات مجموعة من المنظمات الدولية بما فيها الاتحاد الاوربي و طالبته بالتدخل الفوري و ايقاف هذا الاستنزاف لخيرات المنطقة كما فعل سابقا في اتفاقية الصيد البحري . و عللت هذه الاطارات موقفها أن شركة فوسبوكراع لم تنصف حتى عمالها فما بالك بسكان المنطقة خصوصا أن المنطقة لازالت أرض نزاع و من حق سكانها أن يستفيدوا من خيراتها. و بهذا سيكون ماءالعينين مدير شركة فوسبوكراع قد دخل التاريخ من بابه الواسع بعد ان استطاع أن يضع الملف على طاولة الاتحاد الاوربي و الذي عجزت قبله البوليساريو عشرات المرات.