بتاريخ: 2013-07-29. نظمت مجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة بالعيون يوم الاثنين 2013-07-30، ندوة فكرية تحت عنوان: ثقافة الاحتجاج السلمي بالصحراء، تجربة مخيم اكديم ازيك نموذجا، بمقر المنظمة الديمقراطية للشغل، و التي انطلقت في حدود الساعة 23:30، وذلك بحضور العديد من الفعاليات الحقوقية و المدنية و النقابية، إلى جانب كافة المجموعات المشكلة للمعطلين الصحراويين بالعيون، ثم المنابر الإعلامية خاصة المحلية منها. هذا و لم يتسنى للمجموعة التأكد من جميع الفعاليات الحاضرة بالندوة بحكم الحضور الكبير للمواطنين و المواطنات، كما تسجل المجموعة غياب العديد من الإطارات المدعوة على اختلاف انتماءاتها السياسية و النقابية و المدنية ثم الإعلامية. هذا و قد ألقت الأخت تعلة لمباركي، الإطار الصحراوية المعطلة، و عضو لجنة التنسيق الخارجي للمجموعة، الكلمة الافتتاحية و التي جاءت على النحو التالي: الكلمة الافتتاحية على هامش انطلاق ندوة: ثقافة الاحتجاج السلمي بالصحراء، تجربة مخيم اكديم ازيك نموذجا. بداية تحية ملؤها كامل الاحترام و التقدير للحضور الكريم، حضوركم هذا الذي نفخر و نعتز به و الذي هو تعبير عن التحام الجسد الصحراوي باختلاف مكوناته، و الذي نتمنى أن يزداد التحاما في هكذا مناسبات و التي نبتغيها فرصة للنقاش الحر الهادف و المسؤول. كما نود أن نتوجه بكامل الشكر و الامتنان للمنظمة الديمقراطية للشغل على مواقفها المبدئية مع جميع الشرائح الاجتماعية و على رأسها فئة المعطلين، في شخص السيد الكاتب العام و كافة أعضاء المكتب المحلي. كما نتوجه بالتحية لكل الإطارات الحاضرة معنا في هذه الأمسية الفكرية، و التي ارتأت مجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة بالعيون أن تحيها من خلال تنظيمها لهذه الندوة التي تحمل عنوان: ثقافة الاحتجاج السلمي بالصحراء، تجربة مخيم اكديم ازيك نموذجا. الاحتجاج السلمي، هذا الحق الذي يظل هو الخيار الاستراتيجي لجميع المكونات الفاعلة، في ظل الواقع المتأزم الذي تعيشه المنطقة بحكم تصاعد المقاربة الأمنية التي تنتهجها الدولة المغربية في تعاطيها مع مجمل المطالب العادلة و المشروعة للجماهير الصحراوية التي عانت و لازالت تعاني من الخروقات و الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان. إن التوجه العام لمجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة بالعيون، كمكون اجتماعي مستقل، هو الانفتاح على مجمل القضايا التي تهم ساكنة المنطقة بصفة عامة، بحكم الارتباط الجدلي الذي يحكم مختلف المكونات الاجتماعية و المدنية، ثم الأرضية المشتركة المحددة للمطالب الرئيسة لهذه المكونات و المرتكزة أساسا على احترام حقوق الإنسان في شموليتها و كونيتها كما هو متعارف عليها امميا. إلى جانب رغبتها الملحة في لملمة شتات مختلف هذه المكونات، أمام الهجمات المسعورة التي تشنها الدولة المغربية و التي تضرب في العمق كل محاولة توحيدية، عبر استغلالها لكل التناقضات الثانوية و التي هي بحكم منطق الأشياء حاضرة في كل حركة اجتماعية، والتي ينبغي ألا تظل مسيطرة في إطار النضال المرير الذي تقوده الجماهير الصحراوية في وجه القوى المخزنية والتي تعمل بكل قوتها على تفتيت الجسد الصحراوي، عبر عزل النخبة عن قضاياها الرئيسية و ركنها في الزاوية بعيدا عن حركية المجتمع، الذي استطاع تفجير مجموعة من المحطات النضالية المجيدة و لعل تجربة اكديم ازيك تجسد أروعها و أرقاها. و من هذا المنطلق شكلت تجربة مخيم اكديم ازيك، نموذجا لثقافة الاحتجاج السلمي، حلقة من ضمن سلسلة الندوات الفكرية التي سوف تعمل مجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة بالعيون على تنظيمها كتأكيد عملي على ارتباطها بهموم و قضايا الجماهير الصحراوية المجهز على كافة حقوقها المشروعة في الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية. و في الأخير فإننا لنؤكد على ضرورة الانضباط و الاحترام المتبادل بين جميع المشاركين في هذه الندوة التي يشكل نجاحها، إسهاما منا جميعا في الرقي بالفعل النضالي الصحراوي. تحية عالية لجميع المشاركين و المشاركات و للحضور الكريم. لتذكير فإن برنامج الندوة هو كالأتي: المداخلة الأولى بعنوان: تاريخ الحركات الاحتجاجية بالصحراء، يلقيها الإطار الصحراوي المعطل، السلامة بوشامة. المداخلة الثانية بعنوان: مخيم اكديم ازيك، النشأة والتنظيم. يلقيها الإطار الصحراوي المعطل، لحسن حمدات منسق المجموعة. المداخلة الثالثة بعنوان: الاعتقال السياسي، معتقلي اكديم ازيك نموذجا. يلقيها الأستاذ العربي مسعود. المداخلة الرابعة بعنوان: قراءة في تقرير الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، يلقيها السيد حمودي إكيليد رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالعيون. و قد انطلقت الندوة كما هو محدد لها بالضبط وفق البرنامج المعلن عنه، إذ نشط المداخلة الأولى الإطار الصحراوي المعطل بوشامة السلامة، و الذي تناول موضوع تاريخ الحركات الاحتجاجية بالصحراء، بحيث ركز على أهم المحطات التاريخية و التي شكلت منعطفا حقيقا في مسار تاريخ الصحراء، سيما مند سنة 1975 إلى حدود سنة 2005، على اعتبار أن تاريخ الاحتجاج، أو إن صح التعبير الحركات الاحتجاجية بالصحراء لم يتبلور إلا مع عملية وقف إطلاق النار بين الجبهة الشعبية لتحرير واد الساقية الحمراء وواد الذهب و بين المملكة المغربية، على اثر قبول أطراف الصراع بتنظيم استفتاء تقرير المصير، أي سنة 1991، و هو التاريخ الذي يمكن معه الحديث عن بداية التأريخ للاحتجاج السلمي بحكم أن الفترة السابقة كانت تعرف نشوب حرب عسكرية، بحيث خلصت المداخلة على الوقوف على ابرز محطتين و هي تجربة 1999 ثم 2005 من خلال التركيز على السياق الاجتماعي و السياسي ثم الاقتصادي الذي أفرز لنا هاتين التجربتين و المتمحور حول التحولات العالمية التي فرضت على النظام السياسي القائم بالمغرب التغيير من نهجه الحديدي في مواجهة الحركات الاحتجاجية داخليا و بالصحراء، ثم أيضا تطور أساليب المقاومة الصحراوية السلمية مستفيدة من التطور التكنولوجي و من التغييرات السياسية. المداخلة الثانية و التي تكلف بها السيد لحسن حمدات الإطار الصحراوي المعطل، منسق مجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة بالعيون، و التي جاءت تحت عنوان: مخيم اكديم ازيك، النشأة و التنظيم و التداعيات، والتي ركزت على الظروف المحيطة بإقامة المخيم و ذلك من خلال تحليل معمق لمجمل الأسباب الموضوعية التي أفرزت واقع النزوح كشكل احتجاجي كنتيجة طبيعية لحالة اليأس و التذمر التي وصل لها الإنسان الصحراوي مع ارتفاع معدلات الفقر و البطالة في صفوف الشباب، إلى جانب حدة التهميش التي تعاني منها المنطقة و التي تفتقر إلى أبسط البنيات التحتية، لتعرج على حدث إقامة المخيم إذ تم التطرق إلى أشكال التنظيم الاحترافية و الدقيقة التي ميزت المخيم، و كذا الشكل الديمقراطي الذي تم بموجبه إفراز لجنة تمثيلية، كانت قادرة على إدارة الحوار مع ممثلي السلطات المحلية و المركزية و التي ظلت مصرة على تحصين و انتزاع كافة الحقوق و المطالب المشروع للنازحين الصحراويين. و هو الشيء الذي لم تستجب له السلطات المغربية، بل عملت على تفكيك المخيم بشكل عنيف خلف سقوط العديد مجموعة من الضحايا و اختطاف عدد كبير من المواطنين و المواطنات لتتم إحالتهم على السجن المحلي بمدينة العيون، ومجموعة أخرى تضم أفراد اللجنة التمثيلية و مجموعة من النشطاء الحقوقيين. المداخلة الثالثة و التي جاءت بعنوان: الاعتقال السياسي، تجربة معتقلي أكديم ازيك نموذجا، و التي نشطها الأستاذ العربي مسعود، الكاتب العام لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، بحيث أكدت على تحديد مفاهيمي شامل لمجموعة من الاصطلاحات المرتبطة بالاعتقال السياسي كمعتقل الرأي و غيرها من المصطلحات، كما تطرقت إلى القانون المغربي في تحديده للاعتقال السياسي، والذي يحاول دوما التنكر لوجود معتقلين سياسيين و معتقلي رأي من الأصل لديه بحكم انتهاج سياسية المحاضر المطبوخة، إلا أن الحركة الحقوقية و الجماهيرية استطاعت فضح هذه الادعاءات بحيث لم يستطع معها النظام التنكر لوجود معتقلي رأي بسجونه، لتعرج المداخلة على سرد مسهب للاعتقال السياسي بالصحراء من خلال التطرق تقريبا لمعظم حالات الاعتقال السياسي الجماعية و الفردية بالمنطقة والتي شكلت فترات النضال الجماهيري أغلبها خاصة خلال أحداث 1999و 2005 ثم أحداث مخيم اكديم ازيك، هذه الأخيرة التي شكلت المحور الرئيسي إذ تطرق المتدخل إلى ظروف (الاعتقال) أو الاختطاف إن صح التعبير بحكم انعدام الإجراءات القانونية، كما تم التطرق بشكل مفصل لمجريات المحاكمة و التي وصفت بالغير العادلة نظرا لتقديم المعتقلين أمام أنظار القضاء العسكري الذي أصدر أحكام جد قاسية و جائرة في المعتقلين و التي تراوحت ما بين سنتين و نصف إلى المؤبد. المداخلة الرابعة: و التي كانت عبارة عن قراءة في تقرير الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ألقاها السيد حمودي إكيليد، رئيس فرع الجمعية بالعيون، والذي حاول من خلال هذه المداخلة تقديم مجموعة من الملاحظات المرتبطة بأحداث مخيم اكديم ازيك، بحيث ركزت المداخلة على كون التعاطي مع الأحداث بصفة عامة كان من المفروض أن يتم وفق آليات القانون الدولي بحكم أن المنطقة من الأقاليم التي لم تتمتع بعد بالاستقلال الذاتي و بالتالي فإن القانون الدولي هو الذي يجب أن يسري عليها، كما تم التركيز على التوصيات التي خرجت بها لجنة تقصي الحقائق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان. في الأخير عملت مجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة على تكريم مجموعة من الشخصيات الحاضرة كتثمين لمواقفها الجريئة سيما بخصوص الحراك الجماهيري الذي تشهده مدينة العيون و كونها تجسد بالفعل ممارسة الفعل الاحتجاجي السلمي الحضاري بعيدا عن كل قراءات سياسوية ضيقة، إلى جانب وجوه إعلامية رائدة و فتية، هذا و قد كرمت المجموعة الأشخاص الآتية أسمائهم: - السيد سيد أحمد الدية - السيد لحبيب الصالحي. - السيدة أم المؤمنين السويح. - فاطمتو منت الشهيد. - الصحفي الدويهي محمد. - الصحفي الحضري حمادي. كما قدمت المجموعة العديد من الشواهد التقديرية أغلبها قدمت لشيب تنسيقية أكديم ازيك للحراك السلمي نظرا لرمزيتهم. البيان الختامي لندوة ثقافة الاحتجاج السلمي بالصحراء، تجربة مخيم اكديم ازيك نموذجا كان الحق في الاحتجاج السلمي و سيظل في المستقبل المنظور الخيار الاستراتيجي الذي لا بديل عنه لتحصين جميع المكتسبات السياسية و المدنية و الحقوقية، إلى غيرها من الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية. لهذا، كان لابد من استنهاض الفعل النضالي بالمنطقة في مواجهة الهجمات الشرسة التي تقودها الدولة المغربية في وجه جميع القوى الفاعلة من إطارات حقوقية و جماهيرية في إطار دفاعها المستميت عن مطالبها العادلة و المشروعة في الحرية و الكرامة ثم العدالة الاجتماعية، فتنامي التعاطي البوليسي مع جميع هذه القوى أصبح يفرض على شتى المكونات المدنية و الحقوقية، ثم مختلف الفئات الاجتماعية بذل الكثير من الجهود في سبيل مزيد من الفضح و التشهير بأساليب المخزن الساعي من خلالها إلى فرملة التطور الطبيعي لمختلف هذه المكونات التي ظلت ولازالت تكابد شتى أصناف التضييق و الخروقات الممنهجة لحقوق الإنسان، و التي يشكل الإجهاز على الحق في التظاهر و الاحتجاج السلميين أهمها نظرا لكونه يشكل المطلب الرئيسي المشترك بين جميع المكونات المناهضة لاختيارات الدولة المغربية اللاديمقراطية و اللاجتماعية. وذلك من خلال استنفار الذاكرة الجماعية لساكنة المنطقة المليئة بالمحطات النضالية و لعل محطة اكديم ازيك التاريخية لمن أهمها بحكم الصدى الواسع الذي حققته على جميع المستويات، و التي شكلت حسب العديد من المفكرين الشرارة الأولى للربيع العربي، فهذه المحطة النضالية التي سوف تظل تجربة يحتدى بها على الصعيد الإقليمي ثم الدولي، لتستحق منا أن نقف عليها كنموذج لثقافة الاحتجاج السلمي في أسمى أشكاله الحضارية. ووفقا لهذا الواقع المفروض، وحفاظا على جميع الحقوق الأممية، والتي تشكل المطالب الرئيسية لمختلف الحركات الديمقراطية اليوم، وصونا للحق في الاحتجاج السلمي المصادر من طرف الدولة المغربية بالمنطقة في تنافي تام مع الالتزامات الدستورية، وكذا المعاهدات و الاتفاقيات الدولية التي تنص على ضرورة احترام حقوق الإنسان، فقد أرتات مجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة دعوة جميع الهيئات السياسية و الفعاليات المدنية و الحقوقية ثم النقابية، إلى جانب الإطارات الجماهيرية، وعموم المواطنين و المواطنات، إلى تنظيم ندوة فكرية بعنوان: ثقافة الاحتجاج السلمي بالصحراء، تجربة مخيم اكديم ازيك نموذجا. بمدينة العيون، بتاريخ 2013-07-29، قدمت فيها المداخلات التالية: 1- الحركات الاحتجاجية بالصحراء. 2- مخيم اكديم ازيك، النشأة و التنظيم. 3- الاعتقال السياسي بالصحراء، تجربة معتقلي أكديم ازيك نموذجا. 4- قراءة في تقرير الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حول مخيم أكديم ازيك. وفي ختام هذه الندوة الفكرية التي نود الإشادة من خلالها بالحضور الكريم من شتى أطياف المجتمع الصحراوي، فإن مجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة، لتعرب عن استنكارها الشديد بسياسة الحصار البوليسي و العسكري التي تشهدها المنطقة، ثم التعتيم الإعلامي الممنهج الذي تفرضه الدولة المغربية، كما تستنكر كل الأساليب المخزنية المقيتة و المضايقات التي تطال جميع أنشطتنا النضالية، معربين عن مواصلتنا المضي قدما في فضح هذه الممارسات التي تشكل مسا خطيرا بحقوق الإنسان. هذا وقد شارك في الندوة إلى جانب مجموعة الأطر العليا الصحراوية المعطلة بالعيون، العديد من الفعاليات الحقوقية و ممثلي الهيئات السياسية و النقابية، و كذا ممثلي عدة إطارات جماهيرية، وقد تميزت الندوة بجدية بحوثها الفكرية و حرية الحوار و الروح الأخوية التي سادت بين الحضور. التوصيات أولا: ندعو كافة الهيئات الحقوقية و المدنية و النقابية، ثم جميع الإطارات الجماهيرية إلى ضرورة تأسيس إطار مدافع عن حقوق المعطلين الصحراويين في العيش الكريم. ثانيا: ضرورة تمسك الجميع بالحق في الاحتجاج السلمي دفاعا عن القيم و المبادئ المشتركة. ثالثا: ندعو إلى إطلاق سراح معتقلي ملحمة اكديم ازيك التاريخية بدون قيد أو شرط. رابعا: ندعو جميع المعطلين الصحراويين إلى ضرورة الاتحاد في مواجهة سياسية الإجهاز المغربية. خامسا: تمسكنا الراسخ بحقوقنا العادلة و المشروعة في الحياة الكريمة. سادسا: تنديدنا القوي باتفاقية الصيد البحري مع الاتحاد الأوروبي ما لم تشمل مراقبة وضعية حقوق الإنسان، ثم استفادة الساكنة الصحراوية من خيراتها. سابعا: دعوتنا كافة الإطارات و الفعاليات الحقوقية إلى رص الصفوف.