فضل أطباء العدالة والتنمية التعامل مباشرة مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، رغم أن دخول وفد الحزب الإسلامي إلى سوريا وتقديم المساعدات متاح عن طريق لجنة الصليب الأحمر الدولي ومجموعة من المنظمات الإنسانية العاملة بسوريا. ومنذ وصوله إلى معسكرات القاعدة التي تشرف عليها حكومة أردوغان الإسلامية تحت مسميات مخيمات اللاجئين وجد وفد العدالة والتنمية مرافقين من النصرة الذين سربوه عبر الحدود التركية السورية، وهي حدود وهمية ليست فيها مراكز مراقبة ولا أسلاك شائكة. وحسب معلومات توفرت ل"النهار المغربية" أن مدينة أتاما التي استقر بها وفد العدالة والتنمية ليست استراتيجية في المعركة الدائرة بسوريا وبالتالي ليست ضمن أولويات الجيش السوري، ولا يوجد هناك سوى تنظيم النصرة أو القاعدة وينقل إليها جرحاه من إدلب وبالتالي من عالجهم الوفد هم جرحى تنظيم النصرة. لكن لماذا رفض حزب العدالة والتنمية المرور عبر الصليب الأحمر الدولي الذي لا يمكن للدولة السورية عرقلة عمله؟ أو المرور عبر منظمات إنسانية أخرى تصرح يوميا أنها تشتغل وتعالج المصابين من أي طرف كانوا؟ هل الغرض هو اللقاء مباشرة بالنصرة؟ وهذا الاحتمال الأخير هو الوارد خصوصا أن رحلة وفد أطباء العدالة والتنمية كانت مشمولة برعاية أردوغان الراعي الرسمي للقاعدة في سوريا. ولا نعرف لحد الآن موقفا للحزب الإسلامي من جبهة النصرة الذي قد يعلن عنه في المقبل من الأيام بعد تصنيف أمريكا للنصرة بأنها منظمة إرهابية. وكنا في السابق قد تساءلنا : هل اقتصرت زيارة وفد جمعية أطباء العدالة والتنمية على القيام بالعمليات الطبية للمصابين في المعارك في سوريا؟ ألم يلتق الوفد بمقاتلين؟ ومن هو القائد الميداني الذي استضاف مناضلي العدالة والتنمية بمدينة أتاما (قرية في الحدود السورية التركية)؟ وهل يوافق حزب العدالة والتنمية على هذه الزيارات التي تتم تحت لواء الائتلاف المغربي لنصرة الشعب السوري؟ لم يعد خافيا أن حزب العدالة والتنمية يشرف على عملية دخول مناضليه إلى سوريا عبر الحدود التركية، حيث تم تمويل العملية في الجزء الأكبر منها من طرف جمعية أطباء العدالة والتنمية، كما أن حزب العدالة والتنمية بمدينة فاس اختتم مهرجانه الخطابي الذي عرف مشاركة مصطفى الخلفي، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، وإدريس الأزمي الإدريسي، الوزير المكلف بالميزانية، بتكريم أطباء العدالة والتنمية الذين شاركوا في القافلة الطبية إلى الأراضي السورية. وأقر أطباء العدالة والتنمية أنهم بعد دخولهم مع المغرب إلى القرية السورية المذكورة تم استقبالهم من طرف أحد القادة الميدانيين لما يسمى الجيش السوري الحر. وحسب مصادر مطلعة فإن المنطقة المذكورة تقع تحت سيطرة جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة ولا توجد مجموعات أخرى. فهل القائد الميداني من النصرة أم من غيرها وكل التقارير تفيد أنه لا وجود لغير النصرة بتلك المنطقة؟ مما يعزز فرضية أن يكون وفد العدالة والتنمية قد التقى تنظيم القاعدة وكان في ضيافته، في الوقت الذي فككت فيه مصالح الأمن خلايا تابعة لهذا التنظيم كانت تجند المغاربة للقتال بشمال مالي. ويذكر أن 12 طبيبا من العدالة والتنمية دخلوا سرا إلى سوريا بدعوى المساهمة في معالجة الجرحى، وكان يرافقهم مصطفى مشتري، الناشط بحزب العدالة والتنمية وبحركة 20 فبراير، وتمكن الوفد من الوصول إلى منطقة حدودية بريف إدلب، وقد سبق للشخص المذكور أن دخل إلى المنطقة المذكورة ونشر صورا له مع مسلحين من المعارضة، وأفادت مصادرنا أن المنطقة المذكورة هي مجال منتهك من قبل المهربين في الاتجاهين ويعتبر معبرا للجماعات الإرهابية التي تدخل من تركيا إلى سوريا وتقع تحت سيطرة تنظيم القاعدة. وحاول الوفد الطبي التلبيس عندما ذكر أن أجهزة الدولة تقدم ما يمكن تقديمه من مساعدات وتسهيلات لقافلة العدالة والتنمية إلى سوريا، رغم أن الدولة المغربية كانت واضحة في تعاملها مع اللاجئين السوريين وتعاملت بما يسمح به القانون الدولي حيث أقامت مستشفى عسكريا بمخيم الزعتري بالأردن. لكن الذي غض الطرف عن دخول مناضلي العدالة والتنمية سرا إلى سوريا هو سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون والقيادي في حزب العدالة والتنمية.ادريس عدار