علي رفوح لم يتحقق حلم التأهل المعجزة للمنتخب المغربي إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2010, بعد انهزامه, اليوم السبت بفاس, أمام المنتخب الكاميروني (0-2), برسم الجولة السادسة الأخيرة من الإقصائيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأسي العالم وإفريقيا (المجموعة الأولى). فأمام جمهور عريض , يتشكل جانب منه من أنصار المنتخب الكاميروني حج إلى المركب الرياضي للمدينة العلمية, كان لا بد من تسجيل هدف لتغيير ملامح النهج التكتيكي للفريق الوطني, الذي يضم في غالبيته عناصر تمارس في البطولة الوطنية. وفعلا تمكن المنتخب الكاميروني من افتتاح حصة التسجيل بواسطة اللاعب أشيل ويبو (د 18), الذي تمكن من تسديد قذفة قوية نحو شباك شبه فارغة اصطدمت الكرة على إثرها بالقائم الأيسر لمرمى الحارس نادر لمياغري قبل أن تستقر في أقصى ركن من الشباك. وجاء هذا الهدف لوضع حد لفترة جس النبض التي تبادل خلالها الفريقان التهديدات وبدون توقف , بالرغم من أن المنتخب المغربي خلق بعض الفرص للتسجيل , وخاصة بواسطة عبد السلام بنجلون وعادل تاعرابت, لكن كانت تنقصها الفعالية. وواجهت العناصر الوطنية, التي تلقت ضربة موجعة, خطا هجوميا كاميرونيا قويا ومرعبا, يقوده الثلاثي صامويل إيطو وبيير أشيل وإيمانا أشيل. هذا الثلاثي الذي خلق في عدة مناسبات متاعب كبيرة للدفاع المغربي, الذي تحمل جزءا كبيرا من الضغط النفسي. ولم تساهم المرتدات الهجومية , التي كانت تقوم بها العناصر الوطنية كردة فعل , سوى في الكشف عن انعدام الفعالية وعدم القدرة لدى خط الهجوم المغربي . وكان الهدف الثاني الذي سجله الفريق الكاميروني, بواسطة نجمه صامويل إيطو (د 56) نتيجة منطقية , بعد تصيده كرة ضائعة إثر ضربة زاوية , ليدق آخر مسمار في نعش أمل المنتخب المغربي للتأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم. واستمر المنتخب الكاميروني على النهج الهجومي ذاته, والذي كانت تتخلله بين الفينة والأخرى بعض العمليات الهجومية للفريق المغربي ولعل من أخطرها تلك التي كان من وارائها الشيحاني (د 77), الذي أرغم الحارس كيميني , بعد قذفة أرضية قوية, على بذل مجهود كبير لصدها . ولم تؤثر التغييرات التي أدخلها الإطار المغربي حسن مومن على تركيبته البشرية, بإشراكه كل من مصطفى العلاوي وخالد السقاط , على عطاء "الأسود غير المروضة" , التي كانت تلعب بارتياح كبير, باعتبار أنها ضمنت تأشيرة المرور إلى نهائيات مونديال جنوب إفريقيا . وفعلا , أنهى المنتخب المغربي هذه الإقصائيات كما بدأها بهزيمة بعقر داره وخيبة أمل كبيرة. وباستقراء تاريخ المواجهات الكروية المغربية الكاميرونية التقى المنتخبان تسع مرات فاز الكاميرونيون في خمس منها وتعادل الفريقان في الأربع الأخرى ويبقى وحده المنتخب الأولمبي الذي استطاع إقصاء نظيره الكاميروني في تصفيات الألعاب الأولمبية لبرشلونة 1992 (0-0 في ياوندي و2-0 في الدارالبيضاء). ولم يسبق في تاريخ تصفيات كأسي إفريقيا والعالم لكرة القدم أن خرج المنتخب المغربي من تصفيات كأس العالم وإفريقيا بطريقة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مهينة . فقد كان الحلقة الأضعف في المجموعة حيث بدأ المشوار بهزيمة في عقر الدار 2-1 أمام المنتخب الغابوني فأعقبتها هزيمة مذلة 3-1 في ليبروفيل وفلت من الهزيمة مرتين أمام منتخب الطوغو بتعادله معه ذهابا 0-0 وإيابا 1-1.وتبقى نقطة الضوء الوحيدة في هذا المسار التعادل في ياوندي مع منتخب الكاميرون في مباراة كان الأقرب فيها للفوز لكنه كبا اليوم في عقره الدار بفاس أمام منتخب "الأسود غير المروضة " ليؤكد بما لايدع مجالا للشك أن مشاركته في هذه التصفيات هي الأضعف والأسوأ في تاريخ الكرة المغربية ,منذ تصفيات مونديال 1962 بما في ذلك خروجه من تصفيات مونديال 1974 لكن إقصاءه وقتها كان راجعا إلى " فضائح التحكيم ".