دافع مندوب الحكومة الإسبانية بمليلية عن عنصرية الشرطة الإسبانية ضد المواطنين المغاربة،واعتبر تدخلات العناصر الأمنية الإسبانية على الحدود الوهمية مع الناظور “شرعية” بل ذهب إلى أبعد من ذلك،ووصف هذا التدخل العنصري بالاحترافي. وحاولت مندوبية الحكومة الإسبانية اختلاق مجموعة من الأكاذيب لتبرير تنامي حالات العنف ضد المغاربة على الحدود الوهمية،وادعت أن المواطنين المغاربة الذين اعتدي عليهم قاموا بسب الشرطة الإسبانية،وأن هذا هو سبب الاعتداء عليه،وفق بيان المندوبية الإسبانية، وهو ما يتنافى تماما مع الوقائع والدلائل التي تؤكد تورط الشرطة الإسبانية في استفزازات للمواطنين المغاربة،والاعتداء عليهم بالضرب،ونعتهم بأقبح الأوصاف كما حدث بشأن المواطن المغربي، إبراهيم أبانا، الذي ادعت السلطات الإسبانية أنه كان في حالة سكر وهو الأمر الذي يتنافى تماما مع الحقيقة،بل إن محضر الشرطة نفسه جاء خاليا من هذا الاتهام ، وبالنسبة للمواطن محمد الحمداوي فقد زعم بيان مندوبية الحكومة أنه قام باستفزاز الشرطة الإسبانية مع أن الوقائع تؤكد أن هذه الأخيرة هي التي قانت باستفزازه،ومطاردته خارج النقطة الحدودية الوهمية . يذكر أنه نظم ناشطون حقوقيون وممثلو عدد من الهيئات السياسية والنقابية,السبت, وقفة أمام مقر القنصلية الإسبانية بالناظور احتجاجا على الممارسات العنصرية واللاإنسانية للشرطة الإسبانية ضد المواطنين المغاربة والأفارقة. وندد المتظاهرون الذين انضم إليهم مواطنون من بلدان إفريقية, بشدة بهذه التصرفات التي تحط بالكرامة الإنسانية،وتنافي مبادئ حقوق الإنسان. ورفع المشاركون في هذه التظاهرة, والذين كانوا يحملون الأعلام المغربية وأعلام بلدان إفريقية,لافتات تعبر عن شعورهم, مطالبين باحترام حقوق وكرامة المواطنين المغاربة والأفارقة بصفة عامة من قبل الحرس المدني الإسباني. وردد المتظاهرون خلال هذه الوقفة, التي تأتي بعد حالات العنف الجسدي المقترفة من قبل عناصر من الشرطة الإسبانية تجاه مواطنين مغاربة بنقطة العبور بمدينة مليلية المحتلة, شعارات من قبيل " أين حقوقنا" و" لا للعنصرية و" نعم لاحترام حقوق الإنسان" وغيرها. ومن جهة أخرى ندد ممثلو عشرات الجمعيات الحقوقية المغربية, السبت , في وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة الإسبانية بالرباط بالأسلوب اللاإنساني الذي تعاملت به السلطات الإسبانية مع مهاجرين أفارقة الجمعة, حيث تخلى عنهم الحرس المدني بعرض السواحل المغربية وهم في وضعية صحية متردية. وردد المشاركون في هذه الوقفة الاحتجاجية, التي نظمها نسيج جمعوي يتكون من 57 جمعية من مختلف جهات المملكة, شعارات تشجب السلوك العنصري الذي تعاملت به السلطات الإسبانية مع المهاجرين الأفارقة. واستنكر المشاركون, الذي قدموا من مختلف المناطق كالرباط وسلا والدار البيضاء ومكناس والقنيطرة وسطات , الأسلوب الهمجي الذي تعامل به الحرس المدني مع المهاجرين الأفارقة, مطالبين الحكومة الإسبانية ب` " إعادة النظر" في أسلوب تعاطيها مع ملف الهجرة. كما أدانوا الأسلوب الوحشي الذي أصبحت تعامل به السلطات الإسبانية المواطنين المغاربة , عند نقط العبور , حيث تلجأ الشرطة الإسبانية " دون مبرر" إلى العنف الجسدي ضد هؤلاء المواطنين . وبهذه المناسبة, أكد عبد الفتاح زهراش, رئيس جمعية "بسمة", وممثل الجمعيات المشاركة, أن هذه الوقفة هي عبارة عن إدانة شعبية للأسلوب الشاذ واللاإنساني والمنافي للمواثيق الدولية, الذي تعاملت به ولا تزال الحكومة الإسبانية فيما يتعلق بقضية المهاجرين. وأضاف الأستاذ زهراش, في تصريح للصحافة, أن الشعب المغربي يستنكر العمل اللاإنساني الذي قامت به الحكومة الإسبانية في حق " إخواننا الأفارقة", في إشارة إلى تخلي الحرس المدني عن المهاجرين الأفارقة الثمانية بعرض السواحل المغربية وهم في وضعية صحية متردية . من جانبه, قال بلمعلم التهامي, عن المركز المغربي لحقوق الإنسان, في كلمة بالمناسبة, إن هذه الوقفة تأتي انطلاقا من إيمان الشعب المغربي بالعمق الإفريقي للمملكة , انطلاقا من التاريخ والمصير المشترك. وقد شارك في هذه الوقفة أيضا عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا, إلى جانب أفارقة مقيمين بالمغرب . يذكر أن المغرب عبر عن تنديده الشديد بتخلي الحرس المدني الإسباني عن المهاجرين الأفارقة بعرض سواحله, حيث وصف بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون هذا التصرف ب` "الشاذ واللاإنساني". وأكد البلاغ أن حكومة المملكة المغربية تسجل "بكل أسف واستغراب هذا التصرف اللاإنساني الذي يتنافى واحترام كرامة وحقوق الإنسان والاتفاقيات الثنائية المبرمة بين البلدين في ميدان تدبير الهجرة, والذي يعكس في الواقع النزعة العنصرية التي تطبع تدخلات الحرس المدني الإسباني.