يترقب حزب العدالة والتنمية نتائج الصراع في تركيا بين رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، وبين جماعة الخدمة التي يتزعمها الداعية الإسلامي فتح الله كولن المقيم بالولايات المتحدةالأمريكية وصاحب النفوذ الكبير في تركيا وخارجها، وظهر للمتبعين أن الحزب بقي وفيا لمنهجه في ترقب الأحداث عندما تكون الأمور المستقبلية غامضة، حيث لم يعمد إلى وضع البيض في سلة واحدة. وفي هذا الصدد يقوم تكتل داخل الحزب بدعم رجب طيب أردوغان في معركته ضد الجماعة المذكورة، حيث يتهمها علانية بأنها هي التي تقف وراء فضيحة الفساد التي تورط فيها ثلاثة وزراء ومقربون من أردوغان بمن فيهم نجله بلال، وصولا حد اتهام رئيس الوزراء نفسه من خلال نشر بعض المكالمات الهاتفية بين أردوغان ونجله والتي إن صحت فإنها تورط رئيس الوزراء التركي أيضا في الفساد. وتفجرت قضية الفساد على مقربة من الانتخابات الجماعية التي ستكون حاسمة في تحديد مصير أردوغان، الذي يبدو أن كل حلفائه قد تخلوا عنه بما في ذلك أمريكا والغرب خصوصا أنه أظهر نزوعات نحو الاستقلال في تحديد جيوبوليتيك المنطقة بعد أن عقد الصفقة سابقا مع هاته الدول والتي ساندته في الوصول إلى السلطة. ويسابق حزب العدالة والتنمية الزمان كي لا يتورط مع جهة من الجهات، حيث اختار وعلى عادته أن يساند مجموعة منها رجب طيب أردوغان ويعتبرون مثله ما يقع مؤامرة وانقلابا على الشرعية، في حين يواصل آخرون مغازلة جماعة الخدمة التي يترأسها فتح الله كولن المنحدر من الحركة النورسية ويروجون لكتاباته بشكل مثير للدهشة، وفضل محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح أثناء زيارته لتركيا للقاء حركة الرأي الوطني التي أسسها نجم الدين أربكان والتي انبثق منها حزب السعادة الذي يوجد على خلاف كبير مع جماعة أردوغان. وحسب مهتمين بتطور الحزب والحركة فإن إخوان بنكيران يراهنون على بقاء أردوغان في الحكومة لكن يضعون نصب أعينهم إمكانية سقوطه، والتي أصبحت الاحتمال الكبير، وبالتالي يبقون على علاقات مع جماعة كولن التي تسيطر على مجموعة من مفاصيل الدولة وبالتالي ضمان مصالحهم خصوصا وأن ابناء نخبة العدالة والتنمية يدرس أغلبهم بتركيا. ادريس عدار