في الدولة التي شهدت أول زرع لقلب في التاريخ بمدينة كيب تاون سنة 1967 على يد البروفسور كريس بارنارد، أعلن فريق طبي في جنوب إفريقيا نجاحه في أول زرع عضو ذكري في العالم لشاب في سن 21 عاما بعد 3 أشهر على خضوعه للعملية، بحسب تقرير إخباري أمس السبت. واستعاد المريض الجنوب إفريقي بعد ثلاثة أشهر من العملية كل الوظائف البولية والتناسلية لعضوه الذكري، حسب ما أوضح البروفسور فرانك غرايوي رئيس قسم الجراحة الترميمية في مستشفى جامعة ستيلينبوش (جنوب غرب) وفق ما افادت به وكالة فرانس برس. وحسب ذات المصدر فان عضو المريض بُتر قبل 3 سنوات بسبب التهاب ناجم عن عملية ختان فاشلة خلال مراسم تقليدية إفريقية.وخضع المريض للعملية في مستشفى تايغربرغ في مدينة كيب تاون على مدى تسع ساعات في 11 ديسمبر الماضي. واستعين في هذه العملية بعضو ذكري لشخص متوف. ويعتزم الفريق إجراء 9 عمليات زرع جديدة من هذا النوع. وكانت عملية زرع لعضو ذكري أجريت في الصين سنة 2006. لكن على رغم نجاح العملية جراحيا، إلا أن الأطباء اضطروا لاستئصال العضو بسبب "مشاكل نفسية" واجهها المريض وزوجته. وستكون للعملية المذكورة صدى كبير في جنوب إفريقيا حيث تحصل حوادث مماثلة خلال المراسم التقليدية بشكل متكرر. وعادة ما تحصل عمليات الختان التقليدية في نهاية فترة المراهقة لدى أتباع عدد من الثقافات في جنوب إفريقيا إثر فترة تدريب في قلب الغابات. ووصف الزعيم الجنوب افريقي الراحل نلسون مانديلا في مذكراته هذه المراسم التقليدية بأنها "تجربة للشجاعة والبطولة".وفي كل عام، تشهد جنوب افريقيا وفاة او تشويه عدد كبير من الأشخاص جراء هذه المراسم التقليدية. وبين 2008 و2013، توفي 486 شابا نتيجة ممارسة خاطئة لهذه المراسم التقليدية التي تقام لمناسبة الانتقال الى سن البلوغ، ويحدث ذلك غالبا جراء التهابات او موت للخلايا (غرغرينا) بسبب عملية الختان. وبعض هؤلاء الأشخاص يبقون على قيد الحياة لكن مع تشوهات ترافقهم طوال عمرهم. وأقر البروفسور اندري فان در مروي عضو الفريق الجراحي ورئيس قسم المسالك البولية في مستشفى ستيلينبوش الجامعي أنه "ثمة حاجة لهذا النوع من العمليات في جنوب إفريقيا أكثر من أي مكان آخر في العالم". وأوضح أن "هدفنا كان أن يستعيد المريض عافيته الكاملة بعد عامين لكننا فوجئنا للغاية بهذه النتيجة الإيجابية السريعة".وأشار الطبيب الى أن "خسارة شاب في سن 18 أو 19 عاما لعضوه الذكري يمكن أن تمثل صدمة عميقة"، إذ إن الضحية في هذا العمر "لا يملك المؤهلات النفسية لإدارة هذا الحادث. وقد أفيد عن حالات انتحار في أوساط هؤلاء الشبان".وأمام الصحافيين، قال البروفسور فان در مروي ان "أبطال" هذه العمليات هم الشخص الواهب وعائلته.وبحث الجراحون في جامعة ستيلينبوش طويلا عن واهب يتناسب عضويا مع جسم المريض في إطار مشروع تجريبي لتطوير عمليات زرع العضو الذكري.