فاجأت الحكومة الصينية الشعب بعد دعوتها لتخزين كمية من المنتجات الأساسية في وقت يحاول فيه البلد محاربة التفشي المحدود للوباء الذي يعطل المواصلات. و دعا إعلان لوزارة التجارة مساء الإثنين : "العائلات إلى تخزين كمية معينة من المنتجات الأساسية لتلبية الاحتياجات اليومية وحالات الطوارئ". ولم يحدد الإعلان سبب الدعوة أو إذا كان البلد مهدداً بنقص الغذاء. ودعت أيضا مختلف السلطات المحلية إلى تسهيل الإنتاج الزراعي، وتدفق الإنتاج والإمداد ومراقبة مخزون اللحوم، والخضروات، والحفاظ على استقرار الأسعار. وتعطلت سلاسل التوريد بسبب الحجر الصحي في ذروة تفشي الوباء في مطلع 2020 في عدة أجزاء من البلاد، وأُغلقت العديد من الطرق السريعة. ومع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في فبراير المقبل، تخشى الحكومة تفشياً للوباء من جديد، واتخذت إجراءات جذرية في الأسابيع الماضية، بعد ظهور بؤر متفرقة في شمال البلاد. وحُجر أكثر من 6 ملايين خاصةً في مدينة لانتشو، على بعد 1700 كيلومتراً غرب بكين. ومع ذلك، لا يزال عدد الحالات الموثقة منخفضاً جداً مقارنة مع التقارير المسجلة في بقية العالم. وأُعلنت 71 إصابة جديدة فقط الثلاثاء في الساعات ال24 الماضية. وتعرضت البلاد في الصيف الماضي لفيضانات عطلت الإنتاج الزراعي ورفعت الأسعار. ويرجح أن يزيد التغير المناخي تواتر هذا النوع من الكوارث الطبيعية. وتعد الصين أكبر مستورد للمنتجات الغذائية في العالم ما يجعلها عرضة للتوترات الدبلوماسية مثل تلك القائمة مع مورديها الرئيسيين مثل الولاياتالمتحدة، وكندا، وأستراليا. وذكرت الصحف الصينية الإثنين أن أسعار 28 سلعة غذائية ارتفعت في الشهر الماضي 16% عن الشهر السابق، بالاعتماد على بيانات رسمية. ودعا الرئيس شي جين بينغ مواطنيه في العام الماضي إلى التوفير مندداً بهدر الطعام. هذا، و تعرضت الصين في تاريخها لمجاعات خاصةً في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات عندما تسبب نظام الملكية الجماعية للأراضي الذي فرضه النظام الشيوعي في عشرات ملايين الوفيات بالأرياف.