تسود حالة من الحيرة والارتباك داخل المجلس العلمي بأكادير بسبب العدد الهائل من طلبات تبني أطفال متخلى عنهم الموجودين بمختلف مراكز حماية الطفولة بمدينة أكادير، وتعود أسباب هذا الارتباك إلى كون أغلبية الطلبات تقدم بها أجانب من جنسية إسبانية، ومن مدينة برشلونة لوحدها، مما أثار حيرة واندهاش المصالح المعنية، خاصة وأنها أضحت مطالبة بالتأشير على الوثائق التي تفيد بأن الراغبين في كفالة الأطفال المغاربة قد أشهروا إسلامهم بناء على الشروط التي يجب أن تتوفر في طالب الكفالة. ورغم أنه تم اشتراط مرور سنتين على إعلان الإسلام، فإن وجود ملفات من دولة واحدة ومن مدينة واحدة أثار شكوك الجهات المعنية داخل المجلس العلمي. حيث إن هذه الأخيرة وجدت نفسها ستؤشر على وثائق تثبت أن طالبي الكفالة مسلمون وهو ما لا يمكن إثباته بمجرد التصديق على هذه الوثائق، خاصة وأن تداعيات الضجة التي أثيرت حول كفالة الأجانب للأطفال المتخلى عنهم بأكادير لا تزال حاضرة، بعد أن عبرت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني عن تخوفها من أن تتحول كفالة الأطفال المتخلى عنهم إلى تجارة مربحة بالنسبة للبعض، ولاسيما بعد أن تبين أن إقبال الإسبان بالخصوص على كفالة الأطفال المتخلى عنهم تبرره دوافع اجتماعية، إذ يحصل المواطن الإسباني على مساعدات من الدولة الإسبانية إذا كان يكفل طفلا متخلى عنه. في مقابل ذلك، أفادت مصادر طبية أن حضانة الأطفال المتخلى عنهم بمستشفى الحسن الثاني أصبحت تعرف اكتظاظا كبيرا، خاصة وأن ثلث هؤلاء الأطفال هم من ذوي الإعاقات، كما أن تقدمهم في السن أصبح يطرح العديد من المشاكل بالنسبة إلى القائمين على هذه الحضانة، بحيث أصبحوا في حالة إحراج كبير، إذ لا يمكن أن يعيدوا هؤلاء الأطفال إلى الشارع رغم بلوغ بعضهم سن المراهقة، كما أن الطاقة الاستيعابية للحضانة جد محدودة ومخصصة أصلا لاحتضان أطفال في السنوات الأولى من العمر، هذا إضافة إلى أن هناك مخاوف من أن يتحول جناح طب الأطفال بالمستشفى إلى حضانة للأطفال، بعد أن طال وجود مجموعة من الأطفال المتخلى عنهم بهذا القسم بعد تماثلهم للشفاء من الأمراض التي كانوا يعالجون منها.