توقع مجموعة من الفلاحين أن تساهم التساقطات المطرية التي يعرفها المغرب خلال الفترة الراهنة في إنقاذ الموسم الفلاحي الحالي، خاصة ما يتعلق بإنتاج الحبوب، مع تدارك التأخر الحاصل خلال الأشهر الأخيرة. وأكد هؤلاء أن التساقطات الحالية جد مهمة وبإمكانها أن تسمح بتدارك ما فات خلال الأشهر الماضية على مستوى المساحات المزروعة، مبرزين أن استمرارها فيما تبقى من الموسم الفلاحي سيحقق حتما نتائج جد مرضية. وأوضح ذات الفلاحين بأن نجاعة أمطار شهري فبراير ومارس ستكون متفاوتة بين المناطق، حسب طبيعة المزروعات من الحبوب بكل منطقة، مبرزين أن الوقت ما يزال يسمح بتحقيق إنتاجية مهمة من الحبوب خلال الموسم الفلاحي الحالي، بشرط استمرار التساقطات المطرية وكثافتها خلال الأشهر المقبلة، خصوصا بعد أن تنتهي فترة البرد. وشدد هؤلاء على أن كل السيناريوهات مطروحة اليوم، بما فيها تكرار سيناريو الموسم الفلاحي 2020/2021، الذي حقق فيه المغرب نتيجة إيجابية في إنتاج الحبوب، بلغت 98 مليون قنطار، قبل أن يعرف هذا الرقم تراجعا كبيرا خلال المواسم الفلاحية الثلاثة الموالية. ولفت ذات المتحدثين إلى أن أمطار شهري فبراير ومارس خلال كل سنة تبقى مهمة، وعادة ما تساهم في صناعة الفارق وتدارك ما فات خلال الأشهر الأولى من الموسم الفلاحي، خصوصا إذا تزامنت مع اعتدال الجو، مما يسمح بتحقيق إنتاجية مهمة من الحبوب الأساسية، وهو ما سيقلص من حجم الواردات منها. وحول إنتاجية الأراضي الفلاحية اليوم، أفاد ذات المزارعين بأنها تظل في مستوى متوسط، على الرغم من تراجعها مقارنة بالسنوات الفلاحية التي توصف بأنها جيدة، وعلى الرغم كذلك من تراجع نسبة الأراضي المزروعة بسبب الجفاف. ويأتي هذا في الوقت الذي ظلت فيه إنتاجية المغرب من الحبوب خلال الموسم الفلاحي الأخير 2023/2024 جد متواضعة، إذ تراجعت عن نظيرتها في الموسم الأسبق بحوالي 42 في المائة، مستقرة عند حدود 31,2 مليون قنطار. وموازاة مع ذلك، تراجعت المساحة المزروعة هي الأخرى بحوالي 33 في المائة، إذ توقفت عند حدود 2,47 مليون هكتار، وفق بيانات وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات.