دعا حماة المستهلك إلى فتح تحقيق في أرقام صادرات زيت الزيتون المغربية نحو الاتحاد الأوروبي، التي بلغت 841 طنا في موسم 2024/2025. واستغربت عدة جمعيات مدافعة عن المستهلك من حجم التصدير الذي وصفته ب"الخيالي"، مشيرة إلى أن الأرقام التي تم الكشف عنها "تتعارض وغياب الاكتفاء الذاتي من هذه المادة، في ظل ارتفاع أسعارها إلى مستويات قياسية غير مسبوقة بالمملكة". في هذا السياق، طالب علي شتور، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، بفتح "تحقيق حول لجوء مهنيين للتصدير في هذه الفترة التي عرفت الجفاف وقلة في الإنتاج وغلاء الأسعار". وأوضح شتور أن "الأرقام المتعلقة بالتصدير تتعارض وغلاء الأسعار الذي اكتوى وما يزال يكتوي به المستهلك المغربي"، مبديا تفهمه في حالة وجود صادرات لزيت الزيتون خلال هذا الموسم بموجب "عقود تصدير ملزمة للمهنيين"، في حين أن "غير ذلك يحتاج إلى فتح تحقيق". وشدد رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك على أهمية أن "تتضمن هذه العقود بنودا تضع السوق المحلية المغربية دائما في المقدمة". ومن جهته، كشف بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن "حجم الصادرات يمكن تفهمه بوجود عقود تصدير تلزم المهنيين، ومخالفتها تعرضهم للعقوبات المالية"، مشيرا إلى أن حماة المستهلك "ليسوا ضد تصدير زيت الزيتون، طالما يتعلق الأمر بتلك ذات الجودة العالية التي لا يقبل عليها المواطن المغربي العادي". وأوضح الخراطي أن ارتفاع أسعار زيت الزيتون يرجع إلى "خلل في السوق الوطنية وضعف المراقبة"، وفق تعبيره، مشيرا إلى أن "التساقطات المطرية الحالية ينتظر أن تنهي مسار الجفاف الذي ضرب الموسم الماضي"، وبالتالي "تعزيز إنتاج زيت الزيتون من جديد، وأيضا الصادرات". وكانت المفوضية الأوروبية قد كشفت مؤخرا أرقاما حول واردات الاتحاد الأوروبي من زيت الزيتون المغربية، والتي شهدت ارتفاعا ملحوظا قدر ب 841 طنا بين أكتوبر ونوبر 2024. وفي تعليقه على الموضوع، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس للصحافيين أن "التصدير يهم نوعا معينا من الزيت لديه مقومات وخصائص معينة"، مردفا بأنه "يكون في الغالب موضوع تعاقدات" بين المغرب وشركائه التجاريين. واعتبر الناطق الرسمي باسم الحكومة أن "السياسة الفلاحية الوطنية تضع موضوع زيت الزيتون ضمن أولوياتها"، مستحضرا أن "متوسط الإنتاج خلال السنوات الثلاث الأخيرة، التي عرفت تراجعا كبيرا في كميات الإنتاج بفعل عوامل مناخية بالأساس، بلغ 100 ألف طن".