مع هذه الحكومة نشعر بأننا عدنا مائة عام إلى الوراء كما لو كنا في تظاهرات فاتح ماي الأولى في التاريخ احتفلت الفيدرالية الديمقراطية للشغل، صباح أمس الخميس، إلى جانب حليفها الاستراتيجي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بفاتح ماي، اليوم العالمي للشغيلة، في أجواء من السخط العارم تجاه الحكومة، بسبب إقصاء الفيدرالية من الحوار الاجتماعي وبسبب الزيادة في الأسعار، والغلاء المستفحل، وهشاشة التشغيل، وتجميد الأجور، وتآكل المعاشات، وتردي شروط العيش الكريم، لتجد نفسها اليوم في مواجهة مباشرة مع سياسات لا اجتماعية، لا تُعير اعتبارًا للعدالة الجبائية، ولا لكرامة الشغيلة، ولا للمطالب المشروعة للأجراء والموظفين. وشارك في احتفالات فاتح ماي كضيوف الفيدرالية الديمقراطية للشغل، إلى جانب الكاتب الأول للحزب، أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والكاتبة الوطنية للنساء الاتحاديات، والنقابة الوطنية للتعليم العالي، والاتحاديون والاتحاديات والفيدراليون والفيدراليات بجهتي الرباط والدار البيضاء، وسير الاحتفال محمد النويكة، نائب الكاتب العام للفيدرالية الديمقراطية للشغل. خلال هذا التجمع العمالي أكد يوسف إيذي، الكاتب العام للمركزية النقابية الفيدرالية الديمقراطية للشغل، أن الحوار الاجتماعي لا يمكن أن يُختزل في بلاغات تقنية أو تدابير أحادية الجانب بل يُفضي إلى اتفاقات ملزمة، تُصان بها كرامة الشغيلة، وتُستعاد بها الثقة في المؤسسات، ويُبنى من خلالها تعاقد اجتماعي جديد. من جهته نبه إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، إلى أن الحكومة الحالية تعمل لوحدها في ترتيب انتخابات 2026، وبدون علم الآخرين، من أجل تكرار الوضع الحالي الذي يتميز بالهيمنة المطلقة على الحكومة والجهات ومجالس الأقاليم والعمالات والمجالس الجماعية… وفي علاقة مع الوضعية الاجتماعية، ذكر إدريس لشكر بالسياق التاريخي للتظاهرة العالمية، وبما تحيل عليه في ذاكرة النضال العمالي والشعبي، ليخلص إلى «أننا مع هذه الحكومة نعود مائة سنة إلى الوراء مع الظروف التي كانت سائدة عند اندلاع التظاهرات الأولى في العالم. من جهته سجل نبيل النوري، رئيس النقابة الوطنية للتجار والمهنيين، غياب الحماية والتحصين من المنافسة غير الشريفة التي تمارسها المساحات الكبرى والماركات الأجنبية الموزعة في الدروب والأزقة، ومن التجارة غير المهيكلة كتجارة الرصيف، والتجارة الإلكترونية، وغياب استراتيجية واضحة للنهوض بالقطاع ودعمه لمواكبة المتغيرات ومواجهة التحديات المتزايدة، وعدم وفاء الجهات الحكومية بالتزاماتها في ما يخص تنزيل مخرجات القانون الإطار للحماية الاجتماعية، وخاصة ما يتعلق بالتعويضات العائلية، والتقاعد، والتعويض عن فقدان الشغل، وغياب آليات الحوار المستمر والدائم لمتابعة مطالب وانتظارات التجار والمهنيين. اعتبر الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أن البلاد »»سخْفانة«« سياسيا ولا بد لها من حقنة إنعاش، وليس هناك حقنة أفضل من ملتمس المراقبة. ودعا إدريس لشكر الذي كان يترأس تظاهرة فاتح ماي أمس الخميس بالدار البيضاء إلى جانب الفيدرالية الديموقراطية للشغل، وكاتبها العام يوسف إيذي، وبحضور نبيل النوري، رئيس النقابة الوطنية للتجار والمهنيين، والكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي الهبري الهبري، والصادق الرغيوي، الأمين العام لاتحاد المعلمين العرب، وأعضاء المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وبرلمانيي الفريق الاشتراكي بالمجلسين، والكاتبة الوطنية للنساء الاتحاديات، وأعضاء المكاتب المركزية الوطنية للقطاعات، والاتحاديات والاتحاديين والفيدراليات والفيدراليين، (دعا) الجميع للعمل من أجل إنصاف الشعب المغربي، وفي قلبه الطبقة العاملة«، مضيفا أنه» «لا خيار لنا لإنصاف الشعب والطبقة العاملة إلا أن يعمل كافة فرقاء المعارضة لتقديم ملتمس الرقابة لإجبار الحكومة على التحاور والنقاش مع ممثلي الشعب». وشدد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على أن »ملتمس الرقابة فيه ربح سياسي للمغرب في الخارج« كذلك، بل هو دفعة سياسية لكي نرفع من أسهم بلادنا أمام العالم، بما ينتظره من حيوية سياسية ونقاش تعددي. ونبه الكاتب الأول إلى أن الحكومة الحالية تعمل لوحدها في ترتيب انتخابات 2026، وبدون علم الآخرين،« من أجل تكرار الوضع الحالي الذي يتميز بالهيمنة المطلقة على الحكومة والجهات ومجالس الأقاليم والعمالات والمجالس الجماعية… وفي علاقة مع الوضعية الاجتماعية، ذكر إدريس لشكر بالسياق التاريخي للتظاهرة العالمية، وبما تحيل عليه في ذاكرة النضال العمالي والشعبي، ليخلص إلى أننا مع هذه الحكومة نعود مائة سنة إلى الوراء مع الظروف التي كانت سائدة عند اندلاع التظاهرات الأولى في العالم«. وقال: «ها أنتم تربطون الماضي بالحاضر، ليس وطنيا فقط بل إنسانيا، هاهي الشغيلة المغربية والطبقة العاملة المغربية وفية لأول تظاهرة وأول خرجة قامت بها الطبقة العاملة منذ أزيد من 150 سنة في مدينة شيكاغو سنة 1886، لتطالب بحق الأجير في أن يعيش بكرامة بمعمله ولتطالب باحترام حقوق العمال وممارسة الحق في الحياة بكل كرامة …». وحذر الكاتب الأول من استفراد الحكومة بالملف الاجتماعي قائلا»: «في كل بلدان العالم تحققت القناعة بأن السياسات العمومية تقوم بها الأطراف الثلاثة، أي الطبقة العاملة والباطرونا والحكومة إلا في المغرب، فإن الحكومة تستفرد لوحدها بالسياسات العمومية مما يهدد السلم الاجتماعي»، وفي السياق ذاته أضاف المتحدث أنه لا يمكن الحديث عن سلم اجتماعي مع إقصاء الفدرالية الديموقراطية للشغل من الحوار الاجتماعي «بمبررات غير ديموقراطية، كما كشفت عنها عملية الانتخابات التمثيلية. وربط إدريس لشكر بين الاحتفالات الوطنية وبين القضايا العادلة التي توجد في وجدان العاملات والعمال، ولا سيما قضية فلسطين، وهي القضية التي افتتح بها خطابه بالمناسبة، قائلا» إن المغرب، ملكا ونخبا وشعبا، متضامن وداعم للقضية الفلسطينية، وهو تضامن لا يقف عند الشعارات والمزايدات، بل إنه شعب »يقدم الدعم الملموس لغزة والضفة والقدس ولكل فلسطين «من أجل استقلالها وقيام دولتها في حدود 67. وقال الكاتب الأول في ذات السياق : «نؤكد موقفنا معكم في ما يتعلق بكافة القضايا المطروحة بدءا من القضية الفلسطينية التي عبر الشعب المغربي برمته، ملكا ونخبا وشعبا، عن دعمه لها ومساندته للشعب الفلسطيني ولما يتعرض له من تقتيل وتعذيب .ونحن في المغرب لا يقف دعمنا لشعبنا في غزة والضفة الغربية والقدس، عند الشعارات، بل نعبر بالملموس أننا شعب وأننا وطن داعم للشعب الفلسطيني بالدفاع عن قضيته وألا تمسح هاته القضية من المحافل الدولية» . وأشاد الكاتب الأول في السياق ذاته بالوقوف البطولي لأبناء المغرب الأبطال في الثغور دفاعا عن وحدة البلاد، ودعا الطبقة العاملة إلى استحضار بطولاتهم في أشد الظروف قساوة للدفاع عن حوزة الوطن. وختم الكاتب الأول كلمته في التجمع الخطابي بمناسبة فاتح ماي، عيد العمال العالمي، صباح أمس الخميس بالدار البيضاء، قائلا : « نحن اليوم متضامنون ومتواجدون، سياسيين وفعاليات النقابة الوطنية للتجار والمهنيين ومختلف المهن، لنعلن جميعا دعمنا للفيدرالية الديمقراطية للشغل، وأننا داعمون ومساندون للطبقة العاملة ولحقوقها ومطالبها « .