أشعل مهاجر مغربي فتيل أزمة في فرنسا بعدما أقدم على تصرف صادم وُصف ب"المهين"، حين قام بإشعال سيجارته من شعلة "الجندي المجهول" أسفل قوس النصر الشهير بجادة الشانزيليزيه في باريس، في مشهد صوّره سياح وانتشر بسرعة على شبكات التواصل، مخلّفًا موجة غضب وطني ودعوات إلى ترحيله الفوري. هذا التصرف، الذي اعتبرته الأوساط الفرنسية تدنيسًا لأحد أقدس رموز ذاكرة الجنود الفرنسيين، استدعى تدخلًا عاجلًا من الشرطة التي أوقفت المعني بالأمر مباشرة بعد الواقعة. وسرعان ما تحركت السلطات، لتقرر سحب تصريح إقامته، مع إطلاق مسطرة إدارية لترحيله خارج التراب الفرنسي، وسط تصاعد الأصوات السياسية والإعلامية المطالِبة بتشديد التعامل مع مثل هذه "الإهانات". قوس النصر، الذي يعلو قبر الجندي المجهول ويحتضن شعلة تخلد ذكرى ضحايا الحرب العالمية الأولى، يُعدّ من أقدس الرموز لدى الفرنسيين. وما زاد من حدة الغضب هو أن الحادثة وقعت في ذروة الموسم السياحي، وتناقلتها وسائل الإعلام الغربية بوصفها "صفعة وطنية" لا يمكن التساهل معها. وبينما تحاشى المسؤولون الفرنسيون إصدار بيانات رسمية مفصلة، أكدت مصادر أمنية أن قرار سحب الإقامة استند إلى "المساس بالنظام العام والقيم الجمهورية". وتُظهر تعليقات غاضبة على منصات فرنسية أن الرأي العام يرى في الواقعة مسًا مباشرًا ب"كرامة الوطن"، فيما ربطت وسائل إعلام مثل Le Figaro وBFMTV هذا التصرف بتنامي الشعور القومي المتشدد قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة. وفي وقت لم يصدر عن المهاجر المغربي أي تصريح رسمي، رجّحت تقارير أن يُعاد إلى بلده الأصلي في غضون أسابيع قليلة، بعد استكمال الإجراءات القانونية المرتبطة بقرار الطرد الإداري. ويُتوقع أن تستمر تداعيات هذه الواقعة سياسيًا وإعلاميًا، خصوصًا في ظل تصاعد النقاش حول الهجرة والاندماج في فرنسا. شارك هذا المحتوى فيسبوك X واتساب تلغرام لينكدإن نسخ الرابط