استجابة للتحديات الجديدة التي تفرضها الحاجيات ذات الصلة بالقطاع الصحي، إن تعلق الامر بالتكوين في مجال الصحة وتعزيز البحث العلمي أو تعلق بتدعيم الخبرات والتجارب الطبية والانفتاح على التطور الذي يشهده المجال الطبي عبر العالم، تأتي جامعة محمد السادس لعلوم الصحة التي دشنها الملك محمد السادس أمس الخميس بعمالة مقاطعات الحي الحسني بالدار البيضاء، لتكون رافعة جديدة للنهوض بالبحث العلمي والابتكار في المجال الصحي. وتشمل هذه النواة الجامعية، ست مؤسسات تكوينية، هي كلية للطب، وكلية لطب الأسنان، وكلية لعلوم التمريض والتقنيات الطبية، ومدرسة دولية للصحة العمومية، ومدرسة عليا للهندسة البيو – طبية، وكلية للصيدلة يرتقب افتتاحها في أكتوبر 2017. وتقدم هذه الجامعة الجديدة منحا على أساس الاستحقاق الأكاديمي والحالة الاجتماعية للطلبة. وهكذا فإن ما بين 25 و30 في المائة من طلبة الجامعة يستفيدون من المنح على أساس هذين المعيارين، وقد تم انتقاؤهم من قبل لجنة تضم في عضويتها ممثلين عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر. وتطمح جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، في أن تكون بمثابة ملتقى للتكوين والبحث في المجال الطبي بين إفريقيا وأوروبا. وقد أنجزت هذه الجامعة باستثمار إجمالي قدره 600 مليون درهم. ويساهم في تكوين الطلبة بالجامعة طاقم بيداغودجي مكون من أساتذة جامعيين مغاربة وأجانب في الطب والعلوم الطبية من جامعات عالمية مشهود لها بالخبرة والكفاءة والبحث العلمي. وسيعتمد نظام التدريس بهذه المؤسسة الجامعية، على نمط تلقين جديد سيتم عبر تقديم دروس بيداغوجية عن بعد عبر تقنية الفيديو انطلاقا من معاهد وجامعات عالمية رائدة، من اجل تمكين الطلبة والباحثين من الانفتاح أكثر على اخر مستجدات التطور الذي يعرفه مجال البحث في الصحة. وتضم الجامعة حاليا 2200 طالب، وتطمح إلى استقبال 6000 طالب في السنوات الخمس المقبلة، وتعتمد مناهج حديثة في البحث والتدريس، تزاوج بين التلقين النظري، واستيعاب التقنيات الحديثة، حتى يتسنى للطالب اكتساب المدارك المهنية اللازمة والاستجابة مستقبلا لمتطلبات سوق الشغل في ميدان الصحة والطب. وتوجد جامعة محمد السادس لعلوم الصحة في مركز منظومة متكاملة في ميدان الصحة، تتوزع بين القطب الاستشفائي المرتبط بها متمثلا في مستشفى الشيخ خليفة والمستشفى الجامعي لبوسكورة، ومركزا للبحث العلمي تابع للجامعة، ومركزا دوليا للمحاكاة الطبية. وسيمكن المركز الدولي للمحاكاة الطبية، الطلبة والاطباء ومهنيي الصحة من تكوين يعتمد على تقنيات تخول لهم اكتساب المهنة قبل الوصول مباشرة للمريض، مما يشكل ركيزة أساسية لضمان سلامة المريض وتفادي الأخطار التي قد يتعرض لها. كما تشمل منظومة التكوين بالجامعة، مختبرا مرجعيا للبيولوجيا لإجراء تحاليل جديدة لأول مرة على المستوى الوطني، بعد أن كانت تتم سابقا في الخارج بأوروبا ودول أخرى، ومختبرا للتشريح الطبي اعتمادا على تقنية ثلاثية الأبعاد. ويتلاءم التكوين الذي تقترحه الجامعة، على غرار عرض العلاجات التي يقترحها المستشفى، مع حاجيات المغرب وإشكالاته الصحية. كما أن هذه البنية ستستجيب، في إطار انفتاحها الدولي، لحاجيات إفريقيا جنوب الصحراء في مجال الصحة. وضمن روح تضامنية، فإن الجامعة مرتبطة بمؤسسة تعيد استثمار المداخيل في تدبير هذه البنية وتحسين أدائها. وتستلهم نموذجها الناجح من الجامعات الدولية الكبرى. وإلى جانب ذلك، فإن نسبة الطلبة الممنوحين مهمة بهذه الجامعة التي ستحتضن طلبة مستحقين ينحدرون من أوساط معوزة.