إفريقيا اليوم بحاجة للاستثمار في العامل البشري من خلال التعليم الكفيل بخلق كفاءات قادرة على مواكبة التحديات التي تواجه القارة ... هكذا أجمعت أغلب المداخلات التي عرفها اليوم الثاني لمنتدى "الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي" المنظم بالداخلة يومه الجمعة 21 يونيو. مداخلات الضيوف المنتمين لأزيد من 20 دولة إفريقية، تضمنت على اختلاف معالجتها لزوايا موضوع "الذكاء الاقتصادي" إلى معطى العامل البشري المعول عليه لترجمة الشعارات والأفكار على أرض الواقع الإفريقي الذي تواجهه الكثير من التحديات، بالنظر إلى الحركية التي يعرفها القطاع الاقتصادي الذي طالب المتدخلون بعدم عزله عن باقي القضايا التي تتقاطع معه أو تؤثر فيه، كقضايا المناخ، التكنولوجيا، التحولات المجتمعية والثقافية ... ذلك أن القدرة على تجميع المعطيات وتحليلها ضمن سياقات مختلفة لتقديم حلول مرفقة بتخطيط مستقبلي يشكل أحد معالم الذكاء الاقتصادي. إدريس الكراوي رئيس الجامعة المفتوحة للداخلة و رئيس منتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، ركز في مداخلته خلال البرنامج الحافل الذي عرفه المنتدى عشية يوم الافتتاح أمس الخميس 20، على تقديم قراءة مباشرة تطرح السؤال عن أهمية الذكاء الاقتصادي للقارة الإفريقية، ومدى تأثيره على مخطط التنمية القارية ، حيث استعرض نقاط القوة داخل القارة السمراء ،والتي تختزل في توفرها على جل شروط النجاح من ثروات ديمغرافية منجمية، زراعية ... دون إغفال بعض النقاط المقلقة كخطر التطرف، التغيرات المناخية، والتحولات الثقافية المنفتحة على العالم. مراكمة المعطيات حسب المتدخلين يسعف الفاعلين على توقع مختلف السيناريوهات المستقبلية، وتحديد هامش الأخطاء الذي يتم استحضاره خلال وضع خطط استباقية تستند على بنك من المعلومات ... وعلى الرغم من تضمن العروض لعدد من الأمثلة التي تم استحضارها من الشيلي، البرازيل، ماليزيا كدليل على اعتماد التعليم خطوة نحو التغيير من خلال استغلال العامل البشري، إلا أن كلمة المختصين والأكاديميين أكدت أنه لا وجود لنموذج موحد، وأن كل دولة مدعوة إلى اعتماد مشروع يستند لخصوصياتها الثقافية، الاجتماعية، المناخية ... مشيرين أن الأهم هو الانتقال نحو التطبيق لأن العالم يتغير، والقارة تجد نفسها دائما تكتفي بالتشخيص دون المرور نحو الممارسة و التطبيق. ولتقريب المشاركين من بعض التطبيقات العملية المتمثلة لمفهوم "الذكاء الاقتصادي"، عمل عدد من المتدخلين من كينيا،المغرب،فرنسا،النيجر،مالي، تونس، زيمبابوي، غينيا كوناكري على تقريب الحاضرين، صبيحة اليوم الجمعة 21 يونيو، من مشاريع وتطبيقات ذكية تطرح طرق تعامل بديلة عن الطرق التقليدية في تسيير المقاولات، وتقريب الخدمات التجارية البيسطة منها والمعقدة.