إقرار مشروع قانون المسطرة الجنائية    الصويرة: وفود 15 بلدا إفريقيا يشاركون في الدورة ال11 للجنة التقنية للمؤتمر الوزاري الإفريقي للتعاونيات    المغاربة... أخلاق تُروى وجذور تضرب في عمق التاريخ    سي إن إن: معلومات أمريكية تشير إلى تجهيز إسرائيل لضربة على منشآت نووية إيرانية    إيقاف دراجة نارية قادمة من القصر الكبير ومحجوزات خطيرة بالسد القضائي    واقعة "هروب" حرفية مغربية في إسبانيا تُربك غرفة الصناعة التقليدية بطنجة    الحسيمة تحتضن مؤتمرا دوليا حول الذكاء الاصطناعي والرياضيات التطبيقية    طنجة المتوسط.. مجموعة سويدية تدشن وحدة صناعية جديدة متخصصة في المحامل المغناطيسية    باكستان تستعد لدخول عصر جديد من التفوق الجوي بحلول صيف 2026    السغروشني: مناظرة الذكاء الاصطناعي قادمة.. والأمازيغية تنال عناية الحكومة    الأغلبية بمجلس النواب تؤازر الوزير وهبي لإخراج مشروع المسطرة الجنائية    الوداد يفسخ عقد موكوينا بالتراضي    لقجع يحث "الأشبال" على الجدية    أداء إيجابي لبورصة الدار البيضاء    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    العرائش تحتفي ب20 سنة من التنمية    متهم بالاختطاف والتعذيب وطلبة فدية.. استئنافية الحسيمة تدين "بزناس" ب20 سنة سجناً    مؤلم.. عشريني ينهي حياة والده بطعنة قاتلة    وفد من مركز الذاكرة المشتركة يزور الشيخة الشاعرة والمفكرة سعاد الصباح    منح الترخيص لأول مقاولة للخدمات الطاقية بالمغرب    وزيرة الخارجية الفلسطينية تشكر الملك محمد السادس لدعمه القضية الفلسطينية والدفع نحو حل الدولتين    'الأسد الإفريقي 2025': مناورات لمكافحة أسلحة الدمار الشامل بميناء أكادير العسكري    كالاس: الاتحاد الأوروبي سيراجع اتفاق الشراكة مع إسرائيل    حديث الصمت    استثمار تاريخي بقيمة 15 مليار دولار ينطلق بالمغرب ويعد بتحول اقتصادي غير مسبوق    الخارجية الصينية: ليس لدى تايوان أساس أو سبب أو حق للمشاركة في جمعية الصحة العالمية    أخنوش: إصلاح التعليم خيار سيادي وأولوية وطنية    بعد مشاركتها في معرض للصناعة التقليدية بإسبانيا.. مغربية ترفض العودة إلى المغرب    وزير العدل: كنت سأستغرب لو وقع نواب "الاتحاد الاشتراكي" مع المعارضة على ملتمس الرقابة    ثلاثة مراسيم على طاولة المجلس الحكومي    نقل إياب نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم إلى زنجبار    حموشي يستقبل حجاج أسرة الأمن الوطني    تلك الرائحة    الناظور.. المقر الجديد للمديرية الإقليمية للضرائب يقترب من الاكتمال    انقطاع واسع في خدمات الهاتف والإنترنت يضرب إسبانيا    كيف تعمل الألعاب الإلكترونية على تمكين الشباب المغربي؟    الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية الكاميرون بمناسبة العيد الوطني لبلاده    موريتانيا تقضي نهائيا على مرض الرمد الحبيبي    هذا المساء في برنامج "مدارات" : لمحات عن علماء وأدباء وصلحاء منطقة دكالة    استئنافية الرباط تؤجل محاكمة الصحافي حميد المهدوي إلى 26 ماي الجاري    40.1% نسبة ملء السدود في المغرب    الوداد الرياضي يُحدد موعد سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية    مسؤولون دوليون يشيدون بريادة المغرب في مجال تعزيز السلامة الطرقية    بوريطة: لا رابح في الحرب وحل الدولتين هو المفتاح الوحيد لأمن المنطقة واستقرارها    صلاح رابع لاعب أفريقي يصل إلى 300 مباراة في الدوري الإنجليزي    يوسف العربي يتوج بجائزة هداف الدوري القبرصي لموسم 2024-2025    ماكرون وستارمر وكارني يهددون إسرائيل بإجراءات "عقابية" بسبب أفعالها "المشينة" في غزة    نداء إلى القائمين على الشأن الثقافي: لنخصص يوماً وطنياً للمتاحف في المغرب    مسرح رياض السلطان يواصل مسيرة الامتاع الفني يستضيف عوزري وكسيكس والزيراري وكينطانا والسويسي ورفيدة    مستشفى صيني ينجح في زرع قلب اصطناعي مغناطيسي لطفل في السابعة من عمره    تفشي إنفلونزا الطيور .. اليابان تعلق استيراد الدواجن من البرازيل    مهرجان "ماطا" للفروسية يحتفي بربع قرن من الازدهار في دورة استثنائية تحت الرعاية الملكية    ورشة مغربية-فرنسية لدعم أولى تجارب المخرجين الشباب    تشخيص إصابة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بنوع "عدواني" من سرطان البروستاتا    من المغرب.. مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة"    التوصيات الرئيسية في طب الأمراض المعدية بالمغرب كما أعدتهم الجمعية المغربية لمكافحة الأمراض المعدية    رحيل الرجولة في زمنٍ قد يكون لها معنى    فتوى تحرم استهلاك لحم الدجاج الصيني في موريتانيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الواحد الراضي لمجلة «ماروك إيبدو» .. لن نضحي بهويتنا من أجل مقاعد برلمانية أو وزارية
نشر في أخبارنا يوم 12 - 12 - 2011

أجرت أسبوعية «ماروك إيبدو أنترناسيونال» في عددها الأخير، حوارا مع الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي عبد الواحد الراضي، حول تموقع الحزب في المعارضة بعد نتائج الانتخابات التشريعية، ومآل الكتلة الديمقراطية بعد هذا الموقف والمفاوضات مع رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، بالإضافة الى محاور أخرى تهم البيت الداخلي للاتحاد وتدبير الاختلافات، وإعادة بناء الذات الحزبية، ننشره كالتالي:
- لماذا قرر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية العودة للمعارضة؟
- ينبغي توضيح الوضع وإظهار قصة التحالفات التي تعود دائما إلى النقاش السياسي قبل الانتخابات أو بعدها. بالنسبة لنا نحن، فإن قرارنا هذا فرصة مميزة لنوضح أننا لا يمكن أن نتحالف مع أي كان. لقد أردنا بذلك تفادي اللبس والخلط وتوضيح خياراتنا السياسية.
- ومع ذلك، ومنذ 1998، قمتم بتحالفات مع أغلبية غير متجانسة؟
- منذ حكومة التناوب لسنة 1998، قدم الاتحاد الاشتراكي الكثير من التنازلات والتضحيات. لماذا؟ لأن الوضع القائم آنذاك لم يكن يسمح لنا بفرض كل شروطنا.
لقد كان تناوب 1998 «توافقيا». والتوافق يعني أننا قمنا نحن والآخرون، بتنازلات متبادلة من أجل إخراج البلاد من الوضعية التي كانت فيها. لذا فقد كان من واجبنا أن نتوجه نحو الأساسي ونقبل ببعض الأشياء.
- كان بإمكان هذا التوافق أن يتم فقط خلال الأربع سنوات التي قضتها حكومة اليوسفي من مارس 1998 الى أكتوبر 2002...
- نعم، فالبعض يقول ذلك. ولكن كثيرين يعتبرون أن مهمتنا لم تكتمل في ذلك التاريخ، وأنه ينبغي تدعيم بعض الإصلاحات وجعلها ثابتة لا رجعة عنها. لهذا السبب قبل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المشاركة في حكومتي ادريس جطو وعباس الفاسي.
كيف نحكم اليوم على هذا الموقف؟ أعتقد بأن التاريخ أكد صواب موقفنا. لماذا؟ لأن بدون التنازلات التي قدمناها طيلة 13 سنة، في مرحلة توافقية، ما كان لنا أن نصل الى ما وصلنا إليه اليوم. فالمغرب قد كسب بذلك. والذي نعيشه اليوم هو تناوب ثان يدعم الديمقراطية.
- باستثناء ان هذا التناوب الثاني الذي تتحدثون عنه، يتم مع الحزب الاسلامي. حزب العدالة والتنمية، مع اثنين من حلفائكم التاريخيين داخل الكتلة، الاستقلال والتقدم والاشتراكية...
- نعم، لكننا قلنا دائما بأن الكتلة لم تكن منطقية جدا ولا متناسقة جدا. فالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حزب اشتراكي، والتقدم والاشتراكية أيضا، ولكل منهما مساره التاريخي الخاص به. أما بالنسبة لحزب الاستقلال، فهو لا يقول بأن لديه مشروعا اشتراكيا، بل إنه ليبيرالي، بل محافظ. لكننا أبرمنا الكتلة ليس من أجل التدبير ولكن من أجل تحقيق بعض الإصلاحات.
- إذن فالكتلة انتهت؟
- الكتلة تأسست سنة 1992، قبيل الاصلاح الدستوري لذلك العام. وقد سمح تشكيلها بتدعيم مواقفها مع دستور 1996، وهو ما كان مهما جدا ومفيدا جدا لكي يؤدي الى حكومة تناوب 1998. هذه الكتلة سمحت بإقرار ودعم كافة الاصلاحات التي تمت الى غاية 2011، ولكن إذا ما احتاج المغرب غدا مع الحكومة الجديدة للعدالة والتنمية الى إصلاحات أخرى وبدا ضروريا إحياء الكتلة، فسنفعل ذلك. أما اليوم فإن الكتلة في حالة انتظار (ستاند باي) لكن بالإمكان إحياؤها. فليس هناك تحالف أبدي ولا معارضة دائمة.
- فقد الاتحاد الاشتراكي الكثير على الصعيد الانتخابي منذ 1998.
- نعم، ولهذا عدة أسباب. أولا: كنا مترددين داخل الحزب في المشاركة في الحكومات منذ 1998 حتى اليوم. لدرجة أن قادة عارضوا هذه المشاركة، لكن ينبغي الإشارة الى أننا دخلنا الحكومة نتيجة لقرارات هيآتنا الشرعية، أي المجلس الوطني سواء سنة 1998 أو 2002 أو 2007. ننسى في بعض الأحيان بأن هذه القرارات هي قرارات ملزمة ينبغي الانضباط لها.
وأضيف أنه في البداية ولأننا كنا في المعارضة فقد رفعنا السقف عاليا بدخولنا للحكومة. لذا فقد كان البعض يعتقد بأن كل ما كنا نقترحه في المعارضة سيتم تحقيقه في الحكومة بنوع من العصا السحرية.
- هل هذا عقاب الحزب المعارض الذي يصبح حكوميا؟
- نعم، لكنه أيضا نتيجة لنقص في النسبية، فالحاجيات كانت بشكل أن الناس تريد كل شيء وفورا.
- أليس نتيجة لانعدام التشبيب داخل الاتحاد الاشتراكي؟
- التجديد لا يُفرض. من الطبع أنه ينبغي خلق بنيات استقبال، وإعداد الشروط الملائمة لذلك، لكن حقيقة فإن واحدا من مشاكلنا الداخلية هو رغبة بعض أعضاء هيآتنا المحلية والاقليمية هي البقاء في الهيآت الحزبية دوما وهو ما لا يسهل عملية التجديد.
- هناك أيضا مشكل القيادة داخل الاتحاد الاشتراكي فيما يبدو...
- لا، لا أومن بقصة القيادة هاته. فهل نحن بحاجة الى قيادة في ديمقراطية حقيقية، هل نحن بحاجة الى «مشاهير» أو رجال خارقين (سوبرمان).
منذ 2002، كان هناك كاتبان أولان، محمد اليازغي وأنا شخصيا. لقد كانت هناك مشاكل داخل الحزب وهذا معروف، إن هزائم الحزب تعود الى نقاط ضعفنا الخاصة وليس الى قوة خصومنا.
- هل هذا صحيح بالنسبة للنتائج الضعيفة التي حصلتم عليها في انتخابات 25 نونبر، حيث حصلتم على الرتبة الخامسة ب 39 مقعدا فقط؟
- نعم، لأن ما كان يميز الاتحاد هو الانضباط واحترام قرارات الهيآت الحزبية، أي تصويت المناضلين. للأسف فقدنا هذه الفضيلة، وهو ما كان سببا في مشاكلنا الداخلية. فحين نرى مرشحا لم يتم اختياره يقوم بحملة مضادة ضد الذي تم تبنيه من طرف الحزب، فإن هذا يؤثر في التعبئة، وهو ما حصل أيضا خلال انتخابات 25 نونبر.
- هناك نقد كبير يوجه للاتحاد الاشتراكي، وهو أنه فقد هويته بعد 13 سنة من المشاركة الحكومية.
- لا، أبدا. لكن يجب أن أقول بأن واحدا من الاسباب التي دفعتنا الى المعارضة هو توضيح الأمور. لقد حان الوقت لذلك ،لأن الصناديق قد حسمت. نحن حزب اشتراكي، بقيّم ومبادئ ومسار تاريخي وتَبَنّ للمرجعية الكونية والإنسانية.
وهذا مشروع مجتمعي، ورؤية للمستقبل، هذا الرأسمال، نريد الحفاظ عليه وإعطاءه القيمة بوضوح وبعيدا عن اللبس. من نحن وماذا نريد في الواقع وكذلك الآخرون؟ إذا ما كان ينبغي أن يكون هناك تناوب فهو الذي يتم حول مواقف العائلات السياسية الواضحة الهوية، والمتحملة لهذه الهوية.
فالاتحاد الاشتراكي سيكون حامل لواء اليسار الاشتراكي. فلن نضحي بروحنا من أجل مقاعد برلمانية أو وزارية.
- يبدو أنكم هذه المرة، قاومتم الإغراء الحكومي، لأنه كما يقال، عُرضت عليكم حقائب مهمة من طرف عبد الإلاه بنكيران...
- لا، لم نتحدث عن حقائب وزارية. لقد اكتفينا بمناقشة مبدأ المشاركة أم لا، وهو ما كان ينبغي أن يحسم فيه المجلس الوطني. سنكون في المعارضة وستكون مهمتنا فيها هي خدمة الديمقراطية وخدمة البلاد، أي تطبيق الدستور، مراقبة الحكومة، تصحيح الأخطاء، النقد والاقتراح البناء. فنحن نعرف مهمة المعارضة جيدا.
- هل سينعقد المؤتمر التاسع للاتحاد الاشتراكي قريبا؟
- كان من المفروض أن ينعقد المؤتمر التاسع في نونبر 2011 حسب القانون، أي ثلاث سنوات بعد المؤتمر السابق، نحن سنجمع مؤتمرنا في أقرب الآجال. لكن علينا الأخذ بعين الاعتبار بعض المواعيد الانتخابية، خلال الأشهر الستة القادمة، أي الانتخابات الجماعية والجهوية وانتخابات مجلس المستشارين أيضا. وهذا كله يقودنا الى نهاية النصف الأول من سنة 2012 ،أي حوالي يونيه يوليوز 2012.
- هل ستتقدمون، خلال المؤتمر التاسع، بترشيحكم للكتابة الأولى؟
- لا، ينبغي تمرير المسؤولية. ينبغي انتخاب فريق جديد. ولا تنقصنا الكفاءات داخل الاتحاد الاشتراكي.
أجرت أسبوعية «ماروك إيبدو أنترناسيونال» في عددها الأخير، حوارا مع الكاتب الاول لحزب الاتحاد الاشتراكي عبد الواحد الراضي، حول تموقع الحزب في المعارضة بعد نتائج الانتخابات التشريعية، ومآل الكتلة الديمقراطية بعد هذا الموقف والمفاوضات مع رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران، بالإضافة الى محاور أخرى تهم البيت الداخلي للاتحاد وتدبير الاختلافات، وإعادة بناء الذات الحزبية، ننشره كالتالي:
- لماذا قرر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية العودة للمعارضة؟
- ينبغي توضيح الوضع وإظهار قصة التحالفات التي تعود دائما إلى النقاش السياسي قبل الانتخابات أو بعدها. بالنسبة لنا نحن، فإن قرارنا هذا فرصة مميزة لنوضح أننا لا يمكن أن نتحالف مع أي كان. لقد أردنا بذلك تفادي اللبس والخلط وتوضيح خياراتنا السياسية.
- ومع ذلك، ومنذ 1998، قمتم بتحالفات مع أغلبية غير متجانسة؟
- منذ حكومة التناوب لسنة 1998، قدم الاتحاد الاشتراكي الكثير من التنازلات والتضحيات. لماذا؟ لأن الوضع القائم آنذاك لم يكن يسمح لنا بفرض كل شروطنا.
لقد كان تناوب 1998 «توافقيا». والتوافق يعني أننا قمنا نحن والآخرون، بتنازلات متبادلة من أجل إخراج البلاد من الوضعية التي كانت فيها. لذا فقد كان من واجبنا أن نتوجه نحو الأساسي ونقبل ببعض الأشياء.
- كان بإمكان هذا التوافق أن يتم فقط خلال الأربع سنوات التي قضتها حكومة اليوسفي من مارس 1998 الى أكتوبر 2002...
- نعم، فالبعض يقول ذلك. ولكن كثيرين يعتبرون أن مهمتنا لم تكتمل في ذلك التاريخ، وأنه ينبغي تدعيم بعض الإصلاحات وجعلها ثابتة لا رجعة عنها. لهذا السبب قبل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المشاركة في حكومتي ادريس جطو وعباس الفاسي.
كيف نحكم اليوم على هذا الموقف؟ أعتقد بأن التاريخ أكد صواب موقفنا. لماذا؟ لأن بدون التنازلات التي قدمناها طيلة 13 سنة، في مرحلة توافقية، ما كان لنا أن نصل الى ما وصلنا إليه اليوم. فالمغرب قد كسب بذلك. والذي نعيشه اليوم هو تناوب ثان يدعم الديمقراطية.
- باستثناء ان هذا التناوب الثاني الذي تتحدثون عنه، يتم مع الحزب الاسلامي. حزب العدالة والتنمية، مع اثنين من حلفائكم التاريخيين داخل الكتلة، الاستقلال والتقدم والاشتراكية...
- نعم، لكننا قلنا دائما بأن الكتلة لم تكن منطقية جدا ولا متناسقة جدا. فالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حزب اشتراكي، والتقدم والاشتراكية أيضا، ولكل منهما مساره التاريخي الخاص به. أما بالنسبة لحزب الاستقلال، فهو لا يقول بأن لديه مشروعا اشتراكيا، بل إنه ليبيرالي، بل محافظ. لكننا أبرمنا الكتلة ليس من أجل التدبير ولكن من أجل تحقيق بعض الإصلاحات.
- إذن فالكتلة انتهت؟
- الكتلة تأسست سنة 1992، قبيل الاصلاح الدستوري لذلك العام. وقد سمح تشكيلها بتدعيم مواقفها مع دستور 1996، وهو ما كان مهما جدا ومفيدا جدا لكي يؤدي الى حكومة تناوب 1998. هذه الكتلة سمحت بإقرار ودعم كافة الاصلاحات التي تمت الى غاية 2011، ولكن إذا ما احتاج المغرب غدا مع الحكومة الجديدة للعدالة والتنمية الى إصلاحات أخرى وبدا ضروريا إحياء الكتلة، فسنفعل ذلك. أما اليوم فإن الكتلة في حالة انتظار (ستاند باي) لكن بالإمكان إحياؤها. فليس هناك تحالف أبدي ولا معارضة دائمة.
- فقد الاتحاد الاشتراكي الكثير على الصعيد الانتخابي منذ 1998.
- نعم، ولهذا عدة أسباب. أولا: كنا مترددين داخل الحزب في المشاركة في الحكومات منذ 1998 حتى اليوم. لدرجة أن قادة عارضوا هذه المشاركة، لكن ينبغي الإشارة الى أننا دخلنا الحكومة نتيجة لقرارات هيآتنا الشرعية، أي المجلس الوطني سواء سنة 1998 أو 2002 أو 2007. ننسى في بعض الأحيان بأن هذه القرارات هي قرارات ملزمة ينبغي الانضباط لها.
وأضيف أنه في البداية ولأننا كنا في المعارضة فقد رفعنا السقف عاليا بدخولنا للحكومة. لذا فقد كان البعض يعتقد بأن كل ما كنا نقترحه في المعارضة سيتم تحقيقه في الحكومة بنوع من العصا السحرية.
- هل هذا عقاب الحزب المعارض الذي يصبح حكوميا؟
- نعم، لكنه أيضا نتيجة لنقص في النسبية، فالحاجيات كانت بشكل أن الناس تريد كل شيء وفورا.
- أليس نتيجة لانعدام التشبيب داخل الاتحاد الاشتراكي؟
- التجديد لا يُفرض. من الطبع أنه ينبغي خلق بنيات استقبال، وإعداد الشروط الملائمة لذلك، لكن حقيقة فإن واحدا من مشاكلنا الداخلية هو رغبة بعض أعضاء هيآتنا المحلية والاقليمية هي البقاء في الهيآت الحزبية دوما وهو ما لا يسهل عملية التجديد.
- هناك أيضا مشكل القيادة داخل الاتحاد الاشتراكي فيما يبدو...
- لا، لا أومن بقصة القيادة هاته. فهل نحن بحاجة الى قيادة في ديمقراطية حقيقية، هل نحن بحاجة الى «مشاهير» أو رجال خارقين (سوبرمان).
منذ 2002، كان هناك كاتبان أولان، محمد اليازغي وأنا شخصيا. لقد كانت هناك مشاكل داخل الحزب وهذا معروف، إن هزائم الحزب تعود الى نقاط ضعفنا الخاصة وليس الى قوة خصومنا.
- هل هذا صحيح بالنسبة للنتائج الضعيفة التي حصلتم عليها في انتخابات 25 نونبر، حيث حصلتم على الرتبة الخامسة ب 39 مقعدا فقط؟
- نعم، لأن ما كان يميز الاتحاد هو الانضباط واحترام قرارات الهيآت الحزبية، أي تصويت المناضلين. للأسف فقدنا هذه الفضيلة، وهو ما كان سببا في مشاكلنا الداخلية. فحين نرى مرشحا لم يتم اختياره يقوم بحملة مضادة ضد الذي تم تبنيه من طرف الحزب، فإن هذا يؤثر في التعبئة، وهو ما حصل أيضا خلال انتخابات 25 نونبر.
- هناك نقد كبير يوجه للاتحاد الاشتراكي، وهو أنه فقد هويته بعد 13 سنة من المشاركة الحكومية.
- لا، أبدا. لكن يجب أن أقول بأن واحدا من الاسباب التي دفعتنا الى المعارضة هو توضيح الأمور. لقد حان الوقت لذلك ،لأن الصناديق قد حسمت. نحن حزب اشتراكي، بقيّم ومبادئ ومسار تاريخي وتَبَنّ للمرجعية الكونية والإنسانية.
وهذا مشروع مجتمعي، ورؤية للمستقبل، هذا الرأسمال، نريد الحفاظ عليه وإعطاءه القيمة بوضوح وبعيدا عن اللبس. من نحن وماذا نريد في الواقع وكذلك الآخرون؟ إذا ما كان ينبغي أن يكون هناك تناوب فهو الذي يتم حول مواقف العائلات السياسية الواضحة الهوية، والمتحملة لهذه الهوية.
فالاتحاد الاشتراكي سيكون حامل لواء اليسار الاشتراكي. فلن نضحي بروحنا من أجل مقاعد برلمانية أو وزارية.
- يبدو أنكم هذه المرة، قاومتم الإغراء الحكومي، لأنه كما يقال، عُرضت عليكم حقائب مهمة من طرف عبد الإلاه بنكيران...
- لا، لم نتحدث عن حقائب وزارية. لقد اكتفينا بمناقشة مبدأ المشاركة أم لا، وهو ما كان ينبغي أن يحسم فيه المجلس الوطني. سنكون في المعارضة وستكون مهمتنا فيها هي خدمة الديمقراطية وخدمة البلاد، أي تطبيق الدستور، مراقبة الحكومة، تصحيح الأخطاء، النقد والاقتراح البناء. فنحن نعرف مهمة المعارضة جيدا.
- هل سينعقد المؤتمر التاسع للاتحاد الاشتراكي قريبا؟
- كان من المفروض أن ينعقد المؤتمر التاسع في نونبر 2011 حسب القانون، أي ثلاث سنوات بعد المؤتمر السابق، نحن سنجمع مؤتمرنا في أقرب الآجال. لكن علينا الأخذ بعين الاعتبار بعض المواعيد الانتخابية، خلال الأشهر الستة القادمة، أي الانتخابات الجماعية والجهوية وانتخابات مجلس المستشارين أيضا. وهذا كله يقودنا الى نهاية النصف الأول من سنة 2012 ،أي حوالي يونيه يوليوز 2012.
- هل ستتقدمون، خلال المؤتمر التاسع، بترشيحكم للكتابة الأولى؟
- لا، ينبغي تمرير المسؤولية. ينبغي انتخاب فريق جديد. ولا تنقصنا الكفاءات داخل الاتحاد الاشتراكي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.