المغرب أثبت، تحت قيادة جلالة الملك، قدرته على مواجهة التحديات الأمنية وترسيخ الأمن والاستقرار (رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية)    افتتاح فضاء منظم لبيع السمك بميناء الحسيمة لتعزيز الاقتصاد المحلي    القمة العربية ببغداد تدعم ترشيح المملكة المغربية لمقعد غير دائم في مجلس الأمن عن الفترة 2028-2029    بوريطة يعلن من بغداد عن إرسال وفد تقني إلى سوريا لفتح سفارة المملكة بدمشق    هذا موعد المباراة النهائية بين المنتخب المغربي وجنوب إفريقيا    طنجة.. وفاة غامضة لحارس مسن تستنفر المصالح الأمنية    شيكات و550 مليون نقداً.. لصوص يسطون على ودائع شركة بطريقة هوليودية    بيع الماستر والدكتوراه.. تطورات مثيرة وتورط شخصيات وازنة    في طنجة حلول ذكية للكلاب الضالة.. وفي الناظور الفوضى تنبح في كل مكان    الخارجية المغربية تتابع أوضاع الجالية المغربية في ليبيا في ظل اضطراب الأوضاع وتضع خطوطا للاتصال    أخنوش في العيون: انتصارات دبلوماسية وورش تنموي متواصل في خدمة القضية الوطنية    المغرب يتصدر السياحة الإفريقية في 2024: قصة نجاح مستمرة وجذب عالمي متزايد    الأمن الوطني وتحوّل العلاقة مع المواطن: من عين عليه إلى عين له    اعتقال مقاتل "داعشي" مطلوب للمغرب في اسبانيا    ريال مدريد يتعاقد مع المدافع هويسن    نادي إشبيلية يعلن التنقل إلى البيضاء    الملك محمد السادس يبارك عيد النرويج    المالكي يدعو لتقييم الوضع السياسي    الهيئة العليا للاتصال تنذر "ميد راديو"    أمين بنهاشم مدربا رسميا للوداد استعدادا لكأس العالم للأندية    تنسيق إسباني مغربي يطيح ب"داعشي"    السينما المغربية تراكم الإشادة الدولية    منعوت يغيب عن لقاء بركان وسيمبا    طنجة تحتضن أول ملتقى وطني للهيئات المهنية لدعم المقاولات الصغرى بالمغرب    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    شركة "نيسان" تعتزم غلق مصانع بالمكسيك واليابان    جلالة الملك يدعو إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية بالضفة الغربية وقطاع غزة والعودة إلى طاولة المفاوضات    مزبار: المثقف الحقيقي هو من يُعلم الفكر النقدي ويتحمل مخاطرة المواجهة الفكرية    "استئنافية طنجة" تؤيد إدانة رئيس جماعة تازروت في قضية اقتحام وتوقيف شعيرة دينية    وزارة الصحة تنبه لتزايد نسبة انتشار ارتفاع ضغط الدم وسط المغاربة    مجموعة مدارس إحسان بالجديدة تنظم مهرجانا ثقافيا تحت شعار: ''تراث الأجداد بيد الأحفاد'    تدنيس مسجد في فرنسا يثير غضب الجالية    فيلم بين الجرأة والاعتبارات الأخلاقية يعرض بمشرع بلقصيري    بوحمرون يربك إسبانيا.. والمغرب في دائرة الاتهام    الناخبون البرتغاليون يدلون بأصواتهم غدا لانتخاب ممثليهم بالجمعية الوطنية    وكالات روسية: بوتين يستضيف أول قمة روسية عربية في أكتوبر المقبل    إفران تعتمد على الذكاء الاصطناعي للوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها    الأميرة للا حسناء تترأس حفل افتتاح الدورة ال28 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة    الفيفا تكشف توقعاتها لمداخيل كأس العالم 2030.. إيرادات غير مسبوقة    مغرب الحضارة: أولائك لعنهم الله لأنهم سرطان خبيث الدولة تبني وهم يخربون.. ويخونون    محمد صلاح مهاجم ليفربول يحدد موعد اعتزاله    الإنتربول يشيد بكفاءة الأمن الوطني ويصفه بالشريك المحوري عالمياً    "السينتينليون".. قبيلة معزولة تواجه خطر الانقراض بسبب تطفل الغرباء    ورشة تكوينية حول التحول الرقمي والتوقيع الإلكتروني بكلية العرائش    افتتاح المعهد الوطني العالي للموسيقى والفن الكوريغرافي عند الدخول الجامعي 2025-2026    رحيل الرجولة في زمنٍ قد يكون لها معنى    معاناة المعشرين الأفارقة في ميناء طنجة المتوسطي من سياسة الجمارك المغربية وتحديات العبور…    الزيارة لكنوز العرب زائرة 2من3    سميرة فرجي تنثر أزهار شعرها في رحاب جامعة محمد الأول بوجدة    الدرهم يرتفع بنسبة 0,4 في الماي ة مقابل اليورو خلال الفترة من 08 إلى 14 ماي(بنك المغرب)    منظمة: حصيلة الحصبة ثقيلة.. وعفيف: المغرب يخرج من الحالة الوبائية    أبرز تعديلات النظام الأساسي ل"الباطرونا"    بورصة البيضاء تبدأ التداولات بارتفاع    بمناسبة سفر أول فوج منهم إلى الديار المقدسة ..أمير المؤمنين يدعو الحجاج المغاربة إلى التحلي بقيم الإسلام المثلى    فتوى تحرم استهلاك لحم الدجاج الصيني في موريتانيا    دراسة: الإفراط في الأغذية المُعالجة قد يضاعف خطر الإصابة بأعراض مبكرة لمرض باركنسون    أمير المؤمنين يوجه رسالة سامية إلى الحجاج المغاربة برسم موسم الحج لسنة 1446 ه    رفع كسوة الكعبة استعدادا لموسم الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لخلج: الاستغناء حاليا عن غيرتس قد يكون خطأ جسيما
نشر في أخبارنا يوم 10 - 02 - 2012

بعدما ندد الجميع بالعرض الذي قدمه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2012، ظهرت بعض الاقتراحات التي من شأنها انتشال الكرة الوطنية من الوضع الكارثي التي وصلت إليه، خاصة أن الكل استاء من الطريقة التي تم بها الإقصاء.
من بين هذه الاقتراحات نجد ذاك المتعلق بالاستغناء عن المدرب البلجيكي ايريك غيرتس، وتعويضه بإطار وطني تكون له التجربة الكافية لقيادة المنتخب الوطني في الاستحقاقات المقبلة.
وفي ظل هذه السياق، نتساءل: هل الاستغناء عن المدرب اليوم سيحل المشكلة فعلا، وكيف يمكن للجامعة الاستغناء عن المدرب إن هي أرادت ذلك، في ظل إبرام عقد متوسط المدى، وقبل كل هذا، هل يتحمل غيرتس مسؤولية هذا الإخفاق لوحده؟؟
عقد سري...
حين أقدمت الجامعة الوصية على التعاقد مع المدرب إيريك غيرتس للإشراف على تداريب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، وضعت نضب أعينها مجموعة من الأهداف القريبة والمتوسطة المدى، يبقى أبرزها التأهل لنهائيات كأس إفريقيا عامي 2012 و2013، وكذلك المشاركة في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وهي في حد ذاتها، أي هذه الأهداف، الشروط التي تم الاتفاق عليها بين غيرتس وجامعة الكرة ببلادنا، خاصة أن الظرفية التي كانت تعيشها الكرة الوطنية حينها، وتحديدا على مستوى المنتخب الأول، كانت وضعية عصيبة للغاية، خاصة بعد الإقصاء المخيب آنذاك من نهائيات كأسي إفريقيا والعالم 2010، فكان التفكير في جلب مدرب قادر على تحقيق مجموع هذه الأهداف المذكورة وأكثر، تكون له تجربة محترمة في مجال التدريب، ليقع الاختيار آنئذ على مدرب الهلال السعودي غيرتس.
وأول شروط الاتفاق بين الطرفين، أو بآلاحرى أولى الأهداف تم إنجازها بنجاح من طرف المدرب البلجيكي، وهو نجاحه في تأهيل المنتخب الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس إفريقيا 2012، لكن بعد العرض الباهت للنخبة الوطنية بملعب الصداقة بالعاصمة الغابونية ليبروفيل، تعالت أصوات تطالب بإقالة المدرب بإقالة غيرتس من منصبه، وتعويضه بآخر وطني، في صورة تبدو مألوفة في كل فرق ومنتخبات العالم بعد أي إخفاق.
لكن الشيء الذي لم ينتبه إليه هؤلاء المطالبون باستبعاد غيرتيس عن تدريب النخبة الوطنية، هو كون العقد الذي يربط المدرب البلجيكي والجامعة يستمر إلى غاية العام 2014، وإذا ما أراد أحد الطرفين الإخلال ببنود العقد، سواء بتقديم الاستقالة أو الإقالة، فالشرط الجزائي سيكون ذا قيمة مالية مرتفعة، خصوصا أن الراتب الذي يتقاضاه المدرب البلجيكي من الجامعية الملكية المغربية لكرة القدم يعتبر مرتفعا هو الآخر حسب ما يروج له، أي ما لا يقل عن 250 ألف دولار في الشهر، وبعملية حسابية بسيطة، فالاستغناء عن المدرب غيرتيس في هده الفترة بالذات، يكلف الجامعة ما لا يقل عن 10 ملايين دولار، أي ما يقارب 10 ملايير سنتيم، هذا بالطبع إن كانت شروط الاتفاق بين الطرفين مبينة على هذا الأساس علما أن الفرنسي روجي لومير كان آخر مدرب كلف خزينة المنتخب ما يقارب ال 320 ألف دولار، كشرط جزائي عندما تم الاستغناء عنه.
لكن، هذا الشرط الجزائي الذي يرهب الجامعة بقيمته المالية الباهظة، إن لم نقل المبالغ فيها، يمكن أن يصبح في خبر كان، إن أردات الجامعة كما قلنا سابقا الاستغناء عن البلجيكي غيرتس، والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى أن بنودا في العقد الحالي بين الجامعة وغيرتيس تحمي الطرف الأول من أداء الشرط الجزائي، وهو ما صرح به رئيس الجامعة الكروية على الفاسي الفهري سابقا، حين قال بأن "هذا العقد المبرم بين الطرفين، يحمي مصالح الكرة الوطنية، حيث يؤكد بند قانوني يعطي الحق للجامعة بفسخ العقد بناء على النتائج والإخلال ببعض الشروط"، وللتأكد من هذا المعطى، قامت "الموعد الرياضي" بالاتصال بالجامعة الوصية أكثر من مرة، لكن دون جدوى.
وحسب مصادر صحفية، فإن المقصود بهذا البند، هو الانفصال بالتراضي مع غيرتيس، أو الإخلال بأحد الشروط المهنية، كتصريح صحفي أو إساءة لأحد الأطراف المعنية من طرف البلجيكي مدرب المنتخب، والتي بموجبها يمكن أن تقوم الجامعة بالاستغناء عن مدرب المنتخب الوطني دون الحاجة لتعويضه بالشرط الجزائي.
"غيرتس الرجل الأنسب للمرحلة القادمة.."
هل حان الوقت فعلا للاستغناء عن غيرتس، وهل أخذ فرصته الكاملة في تنفيذ ما جاء لأجله، وهل يعتبر المسؤول الوحيد عما وقع في الغابون؟
أسئلة وأخرى يجب الوقوف عندها قبل الحديث عن الاستغناء عن الرجل، والذي لا يختلف اثنان على أنه أخطأ فعلا في العديد من الأمور، لكن هل يصل إلى حد المطالبة بالاستغناء عنه؟ وبتفكير معمق بعض الشيء، كيف كانت وضعية المنتخب الوطني قبل مجيء غيرتس، وما الذي تغير بعد قدومه؟.
لاعب المنتخب الوطني السابق الطاهر لخلج، وصاحب لقب أحسن ممرر في مونديال 98 بفرنسا، قال ل"الموعد الرياضي" أن الاستغناء عن غيرتيس في هذه اللحظة بالذات يعتبر خطأ لا يغتفر، خاصة أن المنتخب الوطني الآن في حاجة إلى الاستقرار، وليس إلى زعزعة أركانه بإقالة الناخب الوطني، والكرة الوطنية مقبلة على أكثر من استحقاق، وتابع:"قد أكون كاذبا إن قلت لك بأن المدرب غيرتيس ليس مدربا كفؤا، وهذا ما ظهر بالملموس من خلال إسرافه على المنتخب الوطني منذ ما يقارب السنة، لأن التأهل للكأس الإفريقية بعد الأوضاع العصيبة التي عاشتها الكرة الوطنية قبل ذلك، يعتبر إنجازا، رغم أن البعض رأى غير ذلك، لكن شخصيا أعتبره عملا جبارا لأنه قاد النخبة الوطنية للفوز في أكثر من مباراة، واعتلاء صدارة مجموعة أي بكثير مما يعتقد البعض.
صحيح في هذه النهائيات ارتكب أخطاء جسيمة لا تغتفر، لكنها تبقى واردة في عالم كرة القدم، خاصة أنه يدرب لأول مرة منتخبا وطنيا، ويشارك للمرة الأولى أيضا في نهائيات كأس إفريقيا والتي جرت "لسوء حظه" في بلد يتميز بأجواء مناخية خاصة، وهذا بالطبع، قد يشفع للرجل رغم أخطائه التي يمكن تجاوزها في مستقبل الأيام.""
وحول فترة الاستعدادات، التي رأى البعض أنها أول الأخطاء المرتكبة قال الطاهر لخلج:" فترة الاستعدادات، هي التي كانت سببا مباشرا في ما حدث، فلا يعقل أن يلعب المنتخب الوطني في منطقة حارة، ويذهب للاستعداد في منطقة باردة بإسبانيا، هذا بالطبع من الأسباب المباشرة للنكبة، وأتذكر قبل مونديال 94 بفرنسا، ذهبنا للاستعداد بموريال بكندا، والتي كانت حينئذ ذات جو بارد، ولعبنا النهائيات بالولايات المتحدة، التي كانت ذات جو حار نسبيا، وهذا ما أثر على أدائنا بشكل كبير جدا، ولم نستطع بسببه مجاراة إيقاع الدورة، وهذا كما قلت لك واحد من الأسباب التي قد تؤثر على اللاعب، وهذا فعلا ما حدث لكتيبة غيرتيس قبل الكأس الإفريقية، وأتمنى فعلا أن يتم تجاوز الأخطاء، ويعمل على تصحيحها مدرب المنتخب، لأن الاستحقاقات القادمة هي الأهم الآن وكفى انتقادا، لأن ما حدث لا يمكن أن يعود ليصحح مرة أخرى".
تصريح الطاهر لخلج يعززه تصريح آخر لخالد فوهامي حارس المنتخب الوطني المغربي السابق، الذي قال ل"الموعد الرياضي" :" لامجال للعودة إلى الوراء، يجب الإبقاء على المدرب لتصحيح الأخطاء، الوقوع في الخطأ ليس عيبا، لكن العيب هو تكرار الوقوع فيه، وأظن أن المدرب غيرتيس لديه من التجربة والحنكة ما يمكن أن يقود به المنتخب الوطني للأمام، ولا يجب التسرع دائما لاستخلاص النتائج".
وجهتا نظر لاعبين سبقا أن دافعا عن قميص الأسود أكثر من مرة، تعتبر مفتاح النجاح مستقبلا، إن كان المراد هو النجاح بالطبع.
لكن المسؤولية التي نتحدث عنها اليوم، هل لطرف آخر دور في ذلك، لماذا لا يتم إظهار الحقيقة للناس كي تكون الأمور على بينة، حتى لا يفتح الباب على مصرعيه للشائعات التي أضحت اليوم تغزو كل الأحاديث، خاصة تلك التي تتعلق براتب المدرب، وكذلك أجواء ما قبل التظاهرة الكروية القارية، التي قد تحمل في طياتها جانبا من الحقيقة الخفية؟.
أخطاء غيرتيس...
إن أردنا التحدث حول ما قدمه غيرتيس خلال هذه المدة التي درب فيها المنتخب الوطني المغربي، يتبين لنا أنه نجح في مهامه التي جاء من أجلها بنسبة مائة في المائة، حتى شهر يناير من هذه السنة، حين المشاركة في كأس إفريقيا للأمم في دورتها الثامنة والعشرين.
أخطاء البلجيكي غيرتيس تبدأ باختيار ماربيا هذه المنطقة بالذات للاستعداد، وثانيا بحصول بعض التجاوزات خلال المعسكر المذكور، لعل أبرزها الخلاف الذي كان قائما بينه وبين كريم العالم رئيس الوفد المغربي ومستشار رئيس الجامعة لأسباب تبدو بسيطة، وهو ما أثر على الجو السائد هنالك، لولا تدخل رشيد الوالي العلمي وعبد الإله أكرم قصد تلطيف الأجواء حين سافرا إلى ماربيا الإسبانية للغرض المذكور.
وثالث الأخطاء التي وقع فيها غيريتس بالغابون، هي تلك المرتبطة باعتماده على لاعب مصاب في أولى المواجهات، وكذلك على لاعبين تنقصهم التنافسية، زد على ذلك الاختيارات التكتيكية غير الموفقة، ناهيك عن الارتباك في وضع خطة لكل مباراة، إذ تميزت في المواجهة الأولى بطابع هجومي مبالغ فيه، وفي الثانية بطابع دفاعي غير مبرر، وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام حول معرفة غيرتيس للاعبيه، وكذلك عن مدى خبرته التي اكتسبها طوال مشواره التدريبي.
لتبقى أكبر الأخطاء التي وقع فيها غيرتيس بالنسبة للجماهير المغربية، هي وعده إياهم بالظفر بالكأس الإفريقية، وهو الشيء الذي تحقق في مخيلته ومخيلة "أصحاب النية" فقط.
تجدر الإشارة إلى أن الأغلبية البرلمانية ستسائل وزير الشباب والرياضة عن أداء المنتخب الوطني في الكأس القارية، رفقة رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم على الفاسي الفهري، فيما يتجه المعارضون بقيادة حزبي الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة، للاستفسار حول أجر المدرب البلجيكي غيرتيس، ولماذا يحاط راتبه بهذه السرية المبالغ فيها؟، علما أن تقارير صحفية فرنسية وبلجيكية أشارت إلى أن راتبه يعادل 300 ألف دولار، ويتم تحويله بداية كل شهر بالعملة الصعبة إلى أحد البنوك البلجيكية، بالطبع عن طريق بنك المغرب الذي يتحفظ عن ذكر قيمة هذا التحويل البنكي "السري".


المصدر: كوداس

المنتخب الأول »
* الرئيسية
* المنتخب الأول

قراءات في عقد غيريتس
لخلج: الاستغناء حاليا عن غيرتس قد يكون خطأ جسيما
محمد زايد - كوداس 09.02.2012 51 قراءة 0 تعليق
بعدما ندد الجميع بالعرض الذي قدمه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2012، ظهرت بعض الاقتراحات التي من شأنها انتشال الكرة الوطنية من الوضع الكارثي التي وصلت إليه، خاصة أن الكل استاء من الطريقة التي تم بها الإقصاء.
من بين هذه الاقتراحات نجد ذاك المتعلق بالاستغناء عن المدرب البلجيكي ايريك غيرتس، وتعويضه بإطار وطني تكون له التجربة الكافية لقيادة المنتخب الوطني في الاستحقاقات المقبلة.
وفي ظل هذه السياق، نتساءل: هل الاستغناء عن المدرب اليوم سيحل المشكلة فعلا، وكيف يمكن للجامعة الاستغناء عن المدرب إن هي أرادت ذلك، في ظل إبرام عقد متوسط المدى، وقبل كل هذا، هل يتحمل غيرتس مسؤولية هذا الإخفاق لوحده؟؟
عقد سري...
حين أقدمت الجامعة الوصية على التعاقد مع المدرب إيريك غيرتس للإشراف على تداريب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، وضعت نضب أعينها مجموعة من الأهداف القريبة والمتوسطة المدى، يبقى أبرزها التأهل لنهائيات كأس إفريقيا عامي 2012 و2013، وكذلك المشاركة في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وهي في حد ذاتها، أي هذه الأهداف، الشروط التي تم الاتفاق عليها بين غيرتس وجامعة الكرة ببلادنا، خاصة أن الظرفية التي كانت تعيشها الكرة الوطنية حينها، وتحديدا على مستوى المنتخب الأول، كانت وضعية عصيبة للغاية، خاصة بعد الإقصاء المخيب آنذاك من نهائيات كأسي إفريقيا والعالم 2010، فكان التفكير في جلب مدرب قادر على تحقيق مجموع هذه الأهداف المذكورة وأكثر، تكون له تجربة محترمة في مجال التدريب، ليقع الاختيار آنئذ على مدرب الهلال السعودي غيرتس.
وأول شروط الاتفاق بين الطرفين، أو بآلاحرى أولى الأهداف تم إنجازها بنجاح من طرف المدرب البلجيكي، وهو نجاحه في تأهيل المنتخب الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس إفريقيا 2012، لكن بعد العرض الباهت للنخبة الوطنية بملعب الصداقة بالعاصمة الغابونية ليبروفيل، تعالت أصوات تطالب بإقالة المدرب بإقالة غيرتس من منصبه، وتعويضه بآخر وطني، في صورة تبدو مألوفة في كل فرق ومنتخبات العالم بعد أي إخفاق.
لكن الشيء الذي لم ينتبه إليه هؤلاء المطالبون باستبعاد غيرتيس عن تدريب النخبة الوطنية، هو كون العقد الذي يربط المدرب البلجيكي والجامعة يستمر إلى غاية العام 2014، وإذا ما أراد أحد الطرفين الإخلال ببنود العقد، سواء بتقديم الاستقالة أو الإقالة، فالشرط الجزائي سيكون ذا قيمة مالية مرتفعة، خصوصا أن الراتب الذي يتقاضاه المدرب البلجيكي من الجامعية الملكية المغربية لكرة القدم يعتبر مرتفعا هو الآخر حسب ما يروج له، أي ما لا يقل عن 250 ألف دولار في الشهر، وبعملية حسابية بسيطة، فالاستغناء عن المدرب غيرتيس في هده الفترة بالذات، يكلف الجامعة ما لا يقل عن 10 ملايين دولار، أي ما يقارب 10 ملايير سنتيم، هذا بالطبع إن كانت شروط الاتفاق بين الطرفين مبينة على هذا الأساس
علما أن الفرنسي روجي لومير كان آخر مدرب كلف خزينة المنتخب ما يقارب ال 320 ألف دولار، كشرط جزائي عندما تم الاستغناء عنه.
لكن، هذا الشرط الجزائي الذي يرهب الجامعة بقيمته المالية الباهظة، إن لم نقل المبالغ فيها، يمكن أن يصبح في خبر كان، إن أردات الجامعة كما قلنا سابقا الاستغناء عن البلجيكي غيرتس، والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى أن بنودا في العقد الحالي بين الجامعة وغيرتيس تحمي الطرف الأول من أداء الشرط الجزائي، وهو ما صرح به رئيس الجامعة الكروية على الفاسي الفهري سابقا، حين قال بأن "هذا العقد المبرم بين الطرفين، يحمي مصالح الكرة الوطنية، حيث يؤكد بند قانوني يعطي الحق للجامعة بفسخ العقد بناء على النتائج والإخلال ببعض الشروط"، وللتأكد من هذا المعطى، قامت "الموعد الرياضي" بالاتصال بالجامعة الوصية أكثر من مرة، لكن دون جدوى.
وحسب مصادر صحفية، فإن المقصود بهذا البند، هو الانفصال بالتراضي مع غيرتيس، أو الإخلال بأحد الشروط المهنية، كتصريح صحفي أو إساءة لأحد الأطراف المعنية من طرف البلجيكي مدرب المنتخب، والتي بموجبها يمكن أن تقوم الجامعة بالاستغناء عن مدرب المنتخب الوطني دون الحاجة لتعويضه بالشرط الجزائي.
"غيرتس الرجل الأنسب للمرحلة القادمة.."
هل حان الوقت فعلا للاستغناء عن غيرتس، وهل أخذ فرصته الكاملة في تنفيذ ما جاء لأجله، وهل يعتبر المسؤول الوحيد عما وقع في الغابون؟
أسئلة وأخرى يجب الوقوف عندها قبل الحديث عن الاستغناء عن الرجل، والذي لا يختلف اثنان على أنه أخطأ فعلا في العديد من الأمور، لكن هل يصل إلى حد المطالبة بالاستغناء عنه؟ وبتفكير معمق بعض الشيء، كيف كانت وضعية المنتخب الوطني قبل مجيء غيرتس، وما الذي تغير بعد قدومه؟.
لاعب المنتخب الوطني السابق الطاهر لخلج، وصاحب لقب أحسن ممرر في مونديال 98 بفرنسا، قال ل"الموعد الرياضي" أن الاستغناء عن غيرتيس في هذه اللحظة بالذات يعتبر خطأ لا يغتفر، خاصة أن المنتخب الوطني الآن في حاجة إلى الاستقرار، وليس إلى زعزعة أركانه بإقالة الناخب الوطني، والكرة الوطنية مقبلة على أكثر من استحقاق، وتابع:"قد أكون كاذبا إن قلت لك بأن المدرب غيرتيس ليس مدربا كفؤا، وهذا ما ظهر بالملموس من خلال إسرافه على المنتخب الوطني منذ ما يقارب السنة، لأن التأهل للكأس الإفريقية بعد الأوضاع العصيبة التي عاشتها الكرة الوطنية قبل ذلك، يعتبر إنجازا، رغم أن البعض رأى غير ذلك، لكن شخصيا أعتبره عملا جبارا لأنه قاد النخبة الوطنية للفوز في أكثر من مباراة، واعتلاء صدارة مجموعة أي بكثير مما يعتقد البعض.
صحيح في هذه النهائيات ارتكب أخطاء جسيمة لا تغتفر، لكنها تبقى واردة في عالم كرة القدم، خاصة أنه يدرب لأول مرة منتخبا وطنيا، ويشارك للمرة الأولى أيضا في نهائيات كأس إفريقيا والتي جرت "لسوء حظه" في بلد يتميز بأجواء مناخية خاصة، وهذا بالطبع، قد يشفع للرجل رغم أخطائه التي يمكن تجاوزها في مستقبل الأيام.""
وحول فترة الاستعدادات، التي رأى البعض أنها أول الأخطاء المرتكبة قال الطاهر لخلج:" فترة الاستعدادات، هي التي كانت سببا مباشرا في ما حدث، فلا يعقل أن يلعب المنتخب الوطني في منطقة حارة، ويذهب للاستعداد في منطقة باردة بإسبانيا، هذا بالطبع من الأسباب المباشرة للنكبة، وأتذكر قبل مونديال 94 بفرنسا، ذهبنا للاستعداد بموريال بكندا، والتي كانت حينئذ ذات جو بارد، ولعبنا النهائيات بالولايات المتحدة، التي كانت ذات جو حار نسبيا، وهذا ما أثر على أدائنا بشكل كبير جدا، ولم نستطع بسببه مجاراة إيقاع الدورة، وهذا كما قلت لك واحد من الأسباب التي قد تؤثر على اللاعب، وهذا فعلا ما حدث لكتيبة غيرتيس قبل الكأس الإفريقية، وأتمنى فعلا أن يتم تجاوز الأخطاء، ويعمل على تصحيحها مدرب المنتخب، لأن الاستحقاقات القادمة هي الأهم الآن وكفى انتقادا، لأن ما حدث لا يمكن أن يعود ليصحح مرة أخرى".
تصريح الطاهر لخلج يعززه تصريح آخر لخالد فوهامي حارس المنتخب الوطني المغربي السابق، الذي قال ل"الموعد الرياضي" :" لامجال للعودة إلى الوراء، يجب الإبقاء على المدرب لتصحيح الأخطاء، الوقوع في الخطأ ليس عيبا، لكن العيب هو تكرار الوقوع فيه، وأظن أن المدرب غيرتيس لديه من التجربة والحنكة ما يمكن أن يقود به المنتخب الوطني للأمام، ولا يجب التسرع دائما لاستخلاص النتائج".
وجهتا نظر لاعبين سبقا أن دافعا عن قميص الأسود أكثر من مرة، تعتبر مفتاح النجاح مستقبلا، إن كان المراد هو النجاح بالطبع.
لكن المسؤولية التي نتحدث عنها اليوم، هل لطرف آخر دور في ذلك، لماذا لا يتم إظهار الحقيقة للناس كي تكون الأمور على بينة، حتى لا يفتح الباب على مصرعيه للشائعات التي أضحت اليوم تغزو كل الأحاديث، خاصة تلك التي تتعلق براتب المدرب، وكذلك أجواء ما قبل التظاهرة الكروية القارية، التي قد تحمل في طياتها جانبا من الحقيقة الخفية؟.
أخطاء غيرتيس...
إن أردنا التحدث حول ما قدمه غيرتيس خلال هذه المدة التي درب فيها المنتخب الوطني المغربي، يتبين لنا أنه نجح في مهامه التي جاء من أجلها بنسبة مائة في المائة، حتى شهر يناير من هذه السنة، حين المشاركة في كأس إفريقيا للأمم في دورتها الثامنة والعشرين.
أخطاء البلجيكي غيرتيس تبدأ باختيار ماربيا هذه المنطقة بالذات للاستعداد، وثانيا بحصول بعض التجاوزات خلال المعسكر المذكور، لعل أبرزها الخلاف الذي كان قائما بينه وبين كريم العالم رئيس الوفد المغربي ومستشار رئيس الجامعة لأسباب تبدو بسيطة، وهو ما أثر على الجو السائد هنالك، لولا تدخل رشيد الوالي العلمي وعبد الإله أكرم قصد تلطيف الأجواء حين سافرا إلى ماربيا الإسبانية للغرض المذكور.
وثالث الأخطاء التي وقع فيها غيريتس بالغابون، هي تلك المرتبطة باعتماده على لاعب مصاب في أولى المواجهات، وكذلك على لاعبين تنقصهم التنافسية، زد على ذلك الاختيارات التكتيكية غير الموفقة، ناهيك عن الارتباك في وضع خطة لكل مباراة، إذ تميزت في المواجهة الأولى بطابع هجومي مبالغ فيه، وفي الثانية بطابع دفاعي غير مبرر، وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام حول معرفة غيرتيس للاعبيه، وكذلك عن مدى خبرته التي اكتسبها طوال مشواره التدريبي.
لتبقى أكبر الأخطاء التي وقع فيها غيرتيس بالنسبة للجماهير المغربية، هي وعده إياهم بالظفر بالكأس الإفريقية، وهو الشيء الذي تحقق في مخيلته ومخيلة "أصحاب النية" فقط.
تجدر الإشارة إلى أن الأغلبية البرلمانية ستسائل وزير الشباب والرياضة عن أداء المنتخب الوطني في الكأس القارية، رفقة رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم على الفاسي الفهري، فيما يتجه المعارضون بقيادة حزبي الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة، للاستفسار حول أجر المدرب البلجيكي غيرتيس، ولماذا يحاط راتبه بهذه السرية المبالغ فيها؟، علما أن تقارير صحفية فرنسية وبلجيكية أشارت إلى أن راتبه يعادل 300 ألف دولار، ويتم تحويله بداية كل شهر بالعملة الصعبة إلى أحد البنوك البلجيكية، بالطبع عن طريق بنك المغرب الذي يتحفظ عن ذكر قيمة هذا التحويل البنكي "السري".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.