تغير المناخ أدى لنزوح ملايين الأشخاص حول العالم وفقا لتقرير أممي    انخفاض طلبات الإذن بزواج القاصر خلال سنة 2024 وفقا لتقرير المجلس الأعلى للسلطة القضائية    مباحثات تجمع العلمي ونياغ في الرباط    أخنوش: تنمية الصحراء المغربية تجسد السيادة وترسخ الإنصاف المجالي    "أسود الأطلس" يتمرنون في المعمورة    الأحزاب السياسية تشيد بالمقاربة التشاركية للملك محمد السادس من أجل تفصيل وتحيين مبادرة الحكم الذاتي    رفض البوليساريو الانخراط بالمسار السياسي يعمق عزلة الطرح الانفصالي    تنصيب عمر حنيش عميداً جديدا لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط    الرايس حسن أرسموك يشارك أفراد الجالية أفراح الاحتفال بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء    أخنوش يستعرض أمام البرلمان الطفرة المهمة في البنية التحتية الجامعية في الصحراء المغربية    أخنوش: الحكومة تواصل تنزيل المشروع الاستراتيجي ميناء الداخلة الأطلسي حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال به 42 في المائة    إطلاق سراح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وإخضاعه للمراقبة القضائية    تداولات بورصة البيضاء تنتهي "سلبية"    المعارضة تقدم عشرات التعديلات على مشروع قانون المالية والأغلبية تكتفي ب23 تعديلا    رسميا.. منتخب المغرب للناشئين يبلغ دور ال32 من كأس العالم    ندوة حول «التراث المادي واللامادي المغربي الأندلسي في تطوان»    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    المجلس الأعلى للسلطة القضائية اتخذ سنة 2024 إجراءات مؤسسية هامة لتعزيز قدرته على تتبع الأداء (تقرير)    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    تدهور خطير يهدد التعليم الجامعي بورزازات والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر    تلاميذ ثانوية الرواضي يحتجون ضد تدهور الأوضاع داخل المؤسسة والداخلية    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    200 قتيل بمواجهات دامية في نيجيريا    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    برشلونة يهزم سيلتا فيغو برباعية ويقلص فارق النقاط مع الريال في الدوري الإسباني    مكتب التكوين المهني يرد بقوة على السكوري ويحمله مسؤولية تأخر المنح    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لخلج: الاستغناء حاليا عن غيرتس قد يكون خطأ جسيما
نشر في أخبارنا يوم 10 - 02 - 2012

بعدما ندد الجميع بالعرض الذي قدمه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2012، ظهرت بعض الاقتراحات التي من شأنها انتشال الكرة الوطنية من الوضع الكارثي التي وصلت إليه، خاصة أن الكل استاء من الطريقة التي تم بها الإقصاء.
من بين هذه الاقتراحات نجد ذاك المتعلق بالاستغناء عن المدرب البلجيكي ايريك غيرتس، وتعويضه بإطار وطني تكون له التجربة الكافية لقيادة المنتخب الوطني في الاستحقاقات المقبلة.
وفي ظل هذه السياق، نتساءل: هل الاستغناء عن المدرب اليوم سيحل المشكلة فعلا، وكيف يمكن للجامعة الاستغناء عن المدرب إن هي أرادت ذلك، في ظل إبرام عقد متوسط المدى، وقبل كل هذا، هل يتحمل غيرتس مسؤولية هذا الإخفاق لوحده؟؟
عقد سري...
حين أقدمت الجامعة الوصية على التعاقد مع المدرب إيريك غيرتس للإشراف على تداريب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، وضعت نضب أعينها مجموعة من الأهداف القريبة والمتوسطة المدى، يبقى أبرزها التأهل لنهائيات كأس إفريقيا عامي 2012 و2013، وكذلك المشاركة في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وهي في حد ذاتها، أي هذه الأهداف، الشروط التي تم الاتفاق عليها بين غيرتس وجامعة الكرة ببلادنا، خاصة أن الظرفية التي كانت تعيشها الكرة الوطنية حينها، وتحديدا على مستوى المنتخب الأول، كانت وضعية عصيبة للغاية، خاصة بعد الإقصاء المخيب آنذاك من نهائيات كأسي إفريقيا والعالم 2010، فكان التفكير في جلب مدرب قادر على تحقيق مجموع هذه الأهداف المذكورة وأكثر، تكون له تجربة محترمة في مجال التدريب، ليقع الاختيار آنئذ على مدرب الهلال السعودي غيرتس.
وأول شروط الاتفاق بين الطرفين، أو بآلاحرى أولى الأهداف تم إنجازها بنجاح من طرف المدرب البلجيكي، وهو نجاحه في تأهيل المنتخب الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس إفريقيا 2012، لكن بعد العرض الباهت للنخبة الوطنية بملعب الصداقة بالعاصمة الغابونية ليبروفيل، تعالت أصوات تطالب بإقالة المدرب بإقالة غيرتس من منصبه، وتعويضه بآخر وطني، في صورة تبدو مألوفة في كل فرق ومنتخبات العالم بعد أي إخفاق.
لكن الشيء الذي لم ينتبه إليه هؤلاء المطالبون باستبعاد غيرتيس عن تدريب النخبة الوطنية، هو كون العقد الذي يربط المدرب البلجيكي والجامعة يستمر إلى غاية العام 2014، وإذا ما أراد أحد الطرفين الإخلال ببنود العقد، سواء بتقديم الاستقالة أو الإقالة، فالشرط الجزائي سيكون ذا قيمة مالية مرتفعة، خصوصا أن الراتب الذي يتقاضاه المدرب البلجيكي من الجامعية الملكية المغربية لكرة القدم يعتبر مرتفعا هو الآخر حسب ما يروج له، أي ما لا يقل عن 250 ألف دولار في الشهر، وبعملية حسابية بسيطة، فالاستغناء عن المدرب غيرتيس في هده الفترة بالذات، يكلف الجامعة ما لا يقل عن 10 ملايين دولار، أي ما يقارب 10 ملايير سنتيم، هذا بالطبع إن كانت شروط الاتفاق بين الطرفين مبينة على هذا الأساس علما أن الفرنسي روجي لومير كان آخر مدرب كلف خزينة المنتخب ما يقارب ال 320 ألف دولار، كشرط جزائي عندما تم الاستغناء عنه.
لكن، هذا الشرط الجزائي الذي يرهب الجامعة بقيمته المالية الباهظة، إن لم نقل المبالغ فيها، يمكن أن يصبح في خبر كان، إن أردات الجامعة كما قلنا سابقا الاستغناء عن البلجيكي غيرتس، والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى أن بنودا في العقد الحالي بين الجامعة وغيرتيس تحمي الطرف الأول من أداء الشرط الجزائي، وهو ما صرح به رئيس الجامعة الكروية على الفاسي الفهري سابقا، حين قال بأن "هذا العقد المبرم بين الطرفين، يحمي مصالح الكرة الوطنية، حيث يؤكد بند قانوني يعطي الحق للجامعة بفسخ العقد بناء على النتائج والإخلال ببعض الشروط"، وللتأكد من هذا المعطى، قامت "الموعد الرياضي" بالاتصال بالجامعة الوصية أكثر من مرة، لكن دون جدوى.
وحسب مصادر صحفية، فإن المقصود بهذا البند، هو الانفصال بالتراضي مع غيرتيس، أو الإخلال بأحد الشروط المهنية، كتصريح صحفي أو إساءة لأحد الأطراف المعنية من طرف البلجيكي مدرب المنتخب، والتي بموجبها يمكن أن تقوم الجامعة بالاستغناء عن مدرب المنتخب الوطني دون الحاجة لتعويضه بالشرط الجزائي.
"غيرتس الرجل الأنسب للمرحلة القادمة.."
هل حان الوقت فعلا للاستغناء عن غيرتس، وهل أخذ فرصته الكاملة في تنفيذ ما جاء لأجله، وهل يعتبر المسؤول الوحيد عما وقع في الغابون؟
أسئلة وأخرى يجب الوقوف عندها قبل الحديث عن الاستغناء عن الرجل، والذي لا يختلف اثنان على أنه أخطأ فعلا في العديد من الأمور، لكن هل يصل إلى حد المطالبة بالاستغناء عنه؟ وبتفكير معمق بعض الشيء، كيف كانت وضعية المنتخب الوطني قبل مجيء غيرتس، وما الذي تغير بعد قدومه؟.
لاعب المنتخب الوطني السابق الطاهر لخلج، وصاحب لقب أحسن ممرر في مونديال 98 بفرنسا، قال ل"الموعد الرياضي" أن الاستغناء عن غيرتيس في هذه اللحظة بالذات يعتبر خطأ لا يغتفر، خاصة أن المنتخب الوطني الآن في حاجة إلى الاستقرار، وليس إلى زعزعة أركانه بإقالة الناخب الوطني، والكرة الوطنية مقبلة على أكثر من استحقاق، وتابع:"قد أكون كاذبا إن قلت لك بأن المدرب غيرتيس ليس مدربا كفؤا، وهذا ما ظهر بالملموس من خلال إسرافه على المنتخب الوطني منذ ما يقارب السنة، لأن التأهل للكأس الإفريقية بعد الأوضاع العصيبة التي عاشتها الكرة الوطنية قبل ذلك، يعتبر إنجازا، رغم أن البعض رأى غير ذلك، لكن شخصيا أعتبره عملا جبارا لأنه قاد النخبة الوطنية للفوز في أكثر من مباراة، واعتلاء صدارة مجموعة أي بكثير مما يعتقد البعض.
صحيح في هذه النهائيات ارتكب أخطاء جسيمة لا تغتفر، لكنها تبقى واردة في عالم كرة القدم، خاصة أنه يدرب لأول مرة منتخبا وطنيا، ويشارك للمرة الأولى أيضا في نهائيات كأس إفريقيا والتي جرت "لسوء حظه" في بلد يتميز بأجواء مناخية خاصة، وهذا بالطبع، قد يشفع للرجل رغم أخطائه التي يمكن تجاوزها في مستقبل الأيام.""
وحول فترة الاستعدادات، التي رأى البعض أنها أول الأخطاء المرتكبة قال الطاهر لخلج:" فترة الاستعدادات، هي التي كانت سببا مباشرا في ما حدث، فلا يعقل أن يلعب المنتخب الوطني في منطقة حارة، ويذهب للاستعداد في منطقة باردة بإسبانيا، هذا بالطبع من الأسباب المباشرة للنكبة، وأتذكر قبل مونديال 94 بفرنسا، ذهبنا للاستعداد بموريال بكندا، والتي كانت حينئذ ذات جو بارد، ولعبنا النهائيات بالولايات المتحدة، التي كانت ذات جو حار نسبيا، وهذا ما أثر على أدائنا بشكل كبير جدا، ولم نستطع بسببه مجاراة إيقاع الدورة، وهذا كما قلت لك واحد من الأسباب التي قد تؤثر على اللاعب، وهذا فعلا ما حدث لكتيبة غيرتيس قبل الكأس الإفريقية، وأتمنى فعلا أن يتم تجاوز الأخطاء، ويعمل على تصحيحها مدرب المنتخب، لأن الاستحقاقات القادمة هي الأهم الآن وكفى انتقادا، لأن ما حدث لا يمكن أن يعود ليصحح مرة أخرى".
تصريح الطاهر لخلج يعززه تصريح آخر لخالد فوهامي حارس المنتخب الوطني المغربي السابق، الذي قال ل"الموعد الرياضي" :" لامجال للعودة إلى الوراء، يجب الإبقاء على المدرب لتصحيح الأخطاء، الوقوع في الخطأ ليس عيبا، لكن العيب هو تكرار الوقوع فيه، وأظن أن المدرب غيرتيس لديه من التجربة والحنكة ما يمكن أن يقود به المنتخب الوطني للأمام، ولا يجب التسرع دائما لاستخلاص النتائج".
وجهتا نظر لاعبين سبقا أن دافعا عن قميص الأسود أكثر من مرة، تعتبر مفتاح النجاح مستقبلا، إن كان المراد هو النجاح بالطبع.
لكن المسؤولية التي نتحدث عنها اليوم، هل لطرف آخر دور في ذلك، لماذا لا يتم إظهار الحقيقة للناس كي تكون الأمور على بينة، حتى لا يفتح الباب على مصرعيه للشائعات التي أضحت اليوم تغزو كل الأحاديث، خاصة تلك التي تتعلق براتب المدرب، وكذلك أجواء ما قبل التظاهرة الكروية القارية، التي قد تحمل في طياتها جانبا من الحقيقة الخفية؟.
أخطاء غيرتيس...
إن أردنا التحدث حول ما قدمه غيرتيس خلال هذه المدة التي درب فيها المنتخب الوطني المغربي، يتبين لنا أنه نجح في مهامه التي جاء من أجلها بنسبة مائة في المائة، حتى شهر يناير من هذه السنة، حين المشاركة في كأس إفريقيا للأمم في دورتها الثامنة والعشرين.
أخطاء البلجيكي غيرتيس تبدأ باختيار ماربيا هذه المنطقة بالذات للاستعداد، وثانيا بحصول بعض التجاوزات خلال المعسكر المذكور، لعل أبرزها الخلاف الذي كان قائما بينه وبين كريم العالم رئيس الوفد المغربي ومستشار رئيس الجامعة لأسباب تبدو بسيطة، وهو ما أثر على الجو السائد هنالك، لولا تدخل رشيد الوالي العلمي وعبد الإله أكرم قصد تلطيف الأجواء حين سافرا إلى ماربيا الإسبانية للغرض المذكور.
وثالث الأخطاء التي وقع فيها غيريتس بالغابون، هي تلك المرتبطة باعتماده على لاعب مصاب في أولى المواجهات، وكذلك على لاعبين تنقصهم التنافسية، زد على ذلك الاختيارات التكتيكية غير الموفقة، ناهيك عن الارتباك في وضع خطة لكل مباراة، إذ تميزت في المواجهة الأولى بطابع هجومي مبالغ فيه، وفي الثانية بطابع دفاعي غير مبرر، وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام حول معرفة غيرتيس للاعبيه، وكذلك عن مدى خبرته التي اكتسبها طوال مشواره التدريبي.
لتبقى أكبر الأخطاء التي وقع فيها غيرتيس بالنسبة للجماهير المغربية، هي وعده إياهم بالظفر بالكأس الإفريقية، وهو الشيء الذي تحقق في مخيلته ومخيلة "أصحاب النية" فقط.
تجدر الإشارة إلى أن الأغلبية البرلمانية ستسائل وزير الشباب والرياضة عن أداء المنتخب الوطني في الكأس القارية، رفقة رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم على الفاسي الفهري، فيما يتجه المعارضون بقيادة حزبي الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة، للاستفسار حول أجر المدرب البلجيكي غيرتيس، ولماذا يحاط راتبه بهذه السرية المبالغ فيها؟، علما أن تقارير صحفية فرنسية وبلجيكية أشارت إلى أن راتبه يعادل 300 ألف دولار، ويتم تحويله بداية كل شهر بالعملة الصعبة إلى أحد البنوك البلجيكية، بالطبع عن طريق بنك المغرب الذي يتحفظ عن ذكر قيمة هذا التحويل البنكي "السري".


المصدر: كوداس

المنتخب الأول »
* الرئيسية
* المنتخب الأول

قراءات في عقد غيريتس
لخلج: الاستغناء حاليا عن غيرتس قد يكون خطأ جسيما
محمد زايد - كوداس 09.02.2012 51 قراءة 0 تعليق
بعدما ندد الجميع بالعرض الذي قدمه المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2012، ظهرت بعض الاقتراحات التي من شأنها انتشال الكرة الوطنية من الوضع الكارثي التي وصلت إليه، خاصة أن الكل استاء من الطريقة التي تم بها الإقصاء.
من بين هذه الاقتراحات نجد ذاك المتعلق بالاستغناء عن المدرب البلجيكي ايريك غيرتس، وتعويضه بإطار وطني تكون له التجربة الكافية لقيادة المنتخب الوطني في الاستحقاقات المقبلة.
وفي ظل هذه السياق، نتساءل: هل الاستغناء عن المدرب اليوم سيحل المشكلة فعلا، وكيف يمكن للجامعة الاستغناء عن المدرب إن هي أرادت ذلك، في ظل إبرام عقد متوسط المدى، وقبل كل هذا، هل يتحمل غيرتس مسؤولية هذا الإخفاق لوحده؟؟
عقد سري...
حين أقدمت الجامعة الوصية على التعاقد مع المدرب إيريك غيرتس للإشراف على تداريب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، وضعت نضب أعينها مجموعة من الأهداف القريبة والمتوسطة المدى، يبقى أبرزها التأهل لنهائيات كأس إفريقيا عامي 2012 و2013، وكذلك المشاركة في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وهي في حد ذاتها، أي هذه الأهداف، الشروط التي تم الاتفاق عليها بين غيرتس وجامعة الكرة ببلادنا، خاصة أن الظرفية التي كانت تعيشها الكرة الوطنية حينها، وتحديدا على مستوى المنتخب الأول، كانت وضعية عصيبة للغاية، خاصة بعد الإقصاء المخيب آنذاك من نهائيات كأسي إفريقيا والعالم 2010، فكان التفكير في جلب مدرب قادر على تحقيق مجموع هذه الأهداف المذكورة وأكثر، تكون له تجربة محترمة في مجال التدريب، ليقع الاختيار آنئذ على مدرب الهلال السعودي غيرتس.
وأول شروط الاتفاق بين الطرفين، أو بآلاحرى أولى الأهداف تم إنجازها بنجاح من طرف المدرب البلجيكي، وهو نجاحه في تأهيل المنتخب الوطني لكرة القدم لنهائيات كأس إفريقيا 2012، لكن بعد العرض الباهت للنخبة الوطنية بملعب الصداقة بالعاصمة الغابونية ليبروفيل، تعالت أصوات تطالب بإقالة المدرب بإقالة غيرتس من منصبه، وتعويضه بآخر وطني، في صورة تبدو مألوفة في كل فرق ومنتخبات العالم بعد أي إخفاق.
لكن الشيء الذي لم ينتبه إليه هؤلاء المطالبون باستبعاد غيرتيس عن تدريب النخبة الوطنية، هو كون العقد الذي يربط المدرب البلجيكي والجامعة يستمر إلى غاية العام 2014، وإذا ما أراد أحد الطرفين الإخلال ببنود العقد، سواء بتقديم الاستقالة أو الإقالة، فالشرط الجزائي سيكون ذا قيمة مالية مرتفعة، خصوصا أن الراتب الذي يتقاضاه المدرب البلجيكي من الجامعية الملكية المغربية لكرة القدم يعتبر مرتفعا هو الآخر حسب ما يروج له، أي ما لا يقل عن 250 ألف دولار في الشهر، وبعملية حسابية بسيطة، فالاستغناء عن المدرب غيرتيس في هده الفترة بالذات، يكلف الجامعة ما لا يقل عن 10 ملايين دولار، أي ما يقارب 10 ملايير سنتيم، هذا بالطبع إن كانت شروط الاتفاق بين الطرفين مبينة على هذا الأساس
علما أن الفرنسي روجي لومير كان آخر مدرب كلف خزينة المنتخب ما يقارب ال 320 ألف دولار، كشرط جزائي عندما تم الاستغناء عنه.
لكن، هذا الشرط الجزائي الذي يرهب الجامعة بقيمته المالية الباهظة، إن لم نقل المبالغ فيها، يمكن أن يصبح في خبر كان، إن أردات الجامعة كما قلنا سابقا الاستغناء عن البلجيكي غيرتس، والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى أن بنودا في العقد الحالي بين الجامعة وغيرتيس تحمي الطرف الأول من أداء الشرط الجزائي، وهو ما صرح به رئيس الجامعة الكروية على الفاسي الفهري سابقا، حين قال بأن "هذا العقد المبرم بين الطرفين، يحمي مصالح الكرة الوطنية، حيث يؤكد بند قانوني يعطي الحق للجامعة بفسخ العقد بناء على النتائج والإخلال ببعض الشروط"، وللتأكد من هذا المعطى، قامت "الموعد الرياضي" بالاتصال بالجامعة الوصية أكثر من مرة، لكن دون جدوى.
وحسب مصادر صحفية، فإن المقصود بهذا البند، هو الانفصال بالتراضي مع غيرتيس، أو الإخلال بأحد الشروط المهنية، كتصريح صحفي أو إساءة لأحد الأطراف المعنية من طرف البلجيكي مدرب المنتخب، والتي بموجبها يمكن أن تقوم الجامعة بالاستغناء عن مدرب المنتخب الوطني دون الحاجة لتعويضه بالشرط الجزائي.
"غيرتس الرجل الأنسب للمرحلة القادمة.."
هل حان الوقت فعلا للاستغناء عن غيرتس، وهل أخذ فرصته الكاملة في تنفيذ ما جاء لأجله، وهل يعتبر المسؤول الوحيد عما وقع في الغابون؟
أسئلة وأخرى يجب الوقوف عندها قبل الحديث عن الاستغناء عن الرجل، والذي لا يختلف اثنان على أنه أخطأ فعلا في العديد من الأمور، لكن هل يصل إلى حد المطالبة بالاستغناء عنه؟ وبتفكير معمق بعض الشيء، كيف كانت وضعية المنتخب الوطني قبل مجيء غيرتس، وما الذي تغير بعد قدومه؟.
لاعب المنتخب الوطني السابق الطاهر لخلج، وصاحب لقب أحسن ممرر في مونديال 98 بفرنسا، قال ل"الموعد الرياضي" أن الاستغناء عن غيرتيس في هذه اللحظة بالذات يعتبر خطأ لا يغتفر، خاصة أن المنتخب الوطني الآن في حاجة إلى الاستقرار، وليس إلى زعزعة أركانه بإقالة الناخب الوطني، والكرة الوطنية مقبلة على أكثر من استحقاق، وتابع:"قد أكون كاذبا إن قلت لك بأن المدرب غيرتيس ليس مدربا كفؤا، وهذا ما ظهر بالملموس من خلال إسرافه على المنتخب الوطني منذ ما يقارب السنة، لأن التأهل للكأس الإفريقية بعد الأوضاع العصيبة التي عاشتها الكرة الوطنية قبل ذلك، يعتبر إنجازا، رغم أن البعض رأى غير ذلك، لكن شخصيا أعتبره عملا جبارا لأنه قاد النخبة الوطنية للفوز في أكثر من مباراة، واعتلاء صدارة مجموعة أي بكثير مما يعتقد البعض.
صحيح في هذه النهائيات ارتكب أخطاء جسيمة لا تغتفر، لكنها تبقى واردة في عالم كرة القدم، خاصة أنه يدرب لأول مرة منتخبا وطنيا، ويشارك للمرة الأولى أيضا في نهائيات كأس إفريقيا والتي جرت "لسوء حظه" في بلد يتميز بأجواء مناخية خاصة، وهذا بالطبع، قد يشفع للرجل رغم أخطائه التي يمكن تجاوزها في مستقبل الأيام.""
وحول فترة الاستعدادات، التي رأى البعض أنها أول الأخطاء المرتكبة قال الطاهر لخلج:" فترة الاستعدادات، هي التي كانت سببا مباشرا في ما حدث، فلا يعقل أن يلعب المنتخب الوطني في منطقة حارة، ويذهب للاستعداد في منطقة باردة بإسبانيا، هذا بالطبع من الأسباب المباشرة للنكبة، وأتذكر قبل مونديال 94 بفرنسا، ذهبنا للاستعداد بموريال بكندا، والتي كانت حينئذ ذات جو بارد، ولعبنا النهائيات بالولايات المتحدة، التي كانت ذات جو حار نسبيا، وهذا ما أثر على أدائنا بشكل كبير جدا، ولم نستطع بسببه مجاراة إيقاع الدورة، وهذا كما قلت لك واحد من الأسباب التي قد تؤثر على اللاعب، وهذا فعلا ما حدث لكتيبة غيرتيس قبل الكأس الإفريقية، وأتمنى فعلا أن يتم تجاوز الأخطاء، ويعمل على تصحيحها مدرب المنتخب، لأن الاستحقاقات القادمة هي الأهم الآن وكفى انتقادا، لأن ما حدث لا يمكن أن يعود ليصحح مرة أخرى".
تصريح الطاهر لخلج يعززه تصريح آخر لخالد فوهامي حارس المنتخب الوطني المغربي السابق، الذي قال ل"الموعد الرياضي" :" لامجال للعودة إلى الوراء، يجب الإبقاء على المدرب لتصحيح الأخطاء، الوقوع في الخطأ ليس عيبا، لكن العيب هو تكرار الوقوع فيه، وأظن أن المدرب غيرتيس لديه من التجربة والحنكة ما يمكن أن يقود به المنتخب الوطني للأمام، ولا يجب التسرع دائما لاستخلاص النتائج".
وجهتا نظر لاعبين سبقا أن دافعا عن قميص الأسود أكثر من مرة، تعتبر مفتاح النجاح مستقبلا، إن كان المراد هو النجاح بالطبع.
لكن المسؤولية التي نتحدث عنها اليوم، هل لطرف آخر دور في ذلك، لماذا لا يتم إظهار الحقيقة للناس كي تكون الأمور على بينة، حتى لا يفتح الباب على مصرعيه للشائعات التي أضحت اليوم تغزو كل الأحاديث، خاصة تلك التي تتعلق براتب المدرب، وكذلك أجواء ما قبل التظاهرة الكروية القارية، التي قد تحمل في طياتها جانبا من الحقيقة الخفية؟.
أخطاء غيرتيس...
إن أردنا التحدث حول ما قدمه غيرتيس خلال هذه المدة التي درب فيها المنتخب الوطني المغربي، يتبين لنا أنه نجح في مهامه التي جاء من أجلها بنسبة مائة في المائة، حتى شهر يناير من هذه السنة، حين المشاركة في كأس إفريقيا للأمم في دورتها الثامنة والعشرين.
أخطاء البلجيكي غيرتيس تبدأ باختيار ماربيا هذه المنطقة بالذات للاستعداد، وثانيا بحصول بعض التجاوزات خلال المعسكر المذكور، لعل أبرزها الخلاف الذي كان قائما بينه وبين كريم العالم رئيس الوفد المغربي ومستشار رئيس الجامعة لأسباب تبدو بسيطة، وهو ما أثر على الجو السائد هنالك، لولا تدخل رشيد الوالي العلمي وعبد الإله أكرم قصد تلطيف الأجواء حين سافرا إلى ماربيا الإسبانية للغرض المذكور.
وثالث الأخطاء التي وقع فيها غيريتس بالغابون، هي تلك المرتبطة باعتماده على لاعب مصاب في أولى المواجهات، وكذلك على لاعبين تنقصهم التنافسية، زد على ذلك الاختيارات التكتيكية غير الموفقة، ناهيك عن الارتباك في وضع خطة لكل مباراة، إذ تميزت في المواجهة الأولى بطابع هجومي مبالغ فيه، وفي الثانية بطابع دفاعي غير مبرر، وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام حول معرفة غيرتيس للاعبيه، وكذلك عن مدى خبرته التي اكتسبها طوال مشواره التدريبي.
لتبقى أكبر الأخطاء التي وقع فيها غيرتيس بالنسبة للجماهير المغربية، هي وعده إياهم بالظفر بالكأس الإفريقية، وهو الشيء الذي تحقق في مخيلته ومخيلة "أصحاب النية" فقط.
تجدر الإشارة إلى أن الأغلبية البرلمانية ستسائل وزير الشباب والرياضة عن أداء المنتخب الوطني في الكأس القارية، رفقة رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم على الفاسي الفهري، فيما يتجه المعارضون بقيادة حزبي الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة، للاستفسار حول أجر المدرب البلجيكي غيرتيس، ولماذا يحاط راتبه بهذه السرية المبالغ فيها؟، علما أن تقارير صحفية فرنسية وبلجيكية أشارت إلى أن راتبه يعادل 300 ألف دولار، ويتم تحويله بداية كل شهر بالعملة الصعبة إلى أحد البنوك البلجيكية، بالطبع عن طريق بنك المغرب الذي يتحفظ عن ذكر قيمة هذا التحويل البنكي "السري".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.