طالب ممثلون عن الطائفة اليهودية المغربية بجعل عيد "رأسا شانة"، الذي يصادف رأس السنة العبرية، عطلة وطنية رسمية، معتبرين ذلك خطوة تعكس التعدد الديني والثقافي الذي يميز المملكة وتكرس روح الدستور المغربي. وقال جاكي كادوش، رئيس الطائفة اليهودية بجهة مراكشآسفي، خلال ندوة نظمتها أكاديمية لحسن اليوسي التابعة لحزب الحركة الشعبية، إن يهود المغرب يأملون في أن يحظى هذا العيد الديني بنفس الاعتراف الذي تحظى به أعياد أخرى كالسنة الهجرية والميلادية والأمازيغية، معتبرا أن ترسيمه سيكون بمثابة تعبير عن الانصاف الرمزي للمكون العبري ضمن هوية المغرب المتعددة. وأكد كادوش أن الطائفة اليهودية شكلت دوما جزءا لا يتجزأ من النسيج المغربي، مشيرا إلى أن يهود المملكة عاشوا في سلم ووئام مع باقي المكونات، ومارسوا شعائرهم بحرية، كما ظلوا مرتبطين بوطنهم رغم استقرار عدد كبير منهم خارج البلاد. وعدد المتحدث مظاهر التعايش الديني التي طبعت تاريخ المملكة، مشيدا بحرص المؤسسة الملكية على صيانة هذا التنوع وتعزيزه عبر مبادرات ملموسة، جعلت من المغرب استثناء في محيطه الجهوي. وتأتي هذه الدعوة في سياق نقاش وطني متواصل حول تفعيل مقتضيات الاعتراف الرسمي بالتعدد الثقافي واللغوي والديني، كما أقره دستور 2011، الذي ينص صراحة على أن "الرافد العبري أحد مكونات الهوية المغربية الموحدة".