لقد أدهشني تصريح السيد رئيس البرلمان لحبيب المالكي وعضو المكتب السياسي للإتحاد الاشتراكي منذ سنين والأستاذ الجامعي الذي يدعي بأنه مناضل من أجل الطبقات الشعبية ،وهو الآن يدافع عن معاشات البرلمانيين "الريع البرلماني" وكأن البرلمان ليس مؤسسة برلمانية لتمثيل الشعب بل هي شركة توظيف . إن المالكي بتصريحه هذا يبدو وكأنه لم يعش مع الشعب المغربي الذي ناضل ولا زال يناضل من أجل رغيف العيش والنائب البرلماني أصبح في ظروف جيدة لأن البرلماني لا يدخل قبة البرلمان إلا وهو ثري ويصرف على المقعد الملايين كي يكتسبه ومن ثم يجلس على هذا المقعد ولا يقدم شيء لهذا الوطن ، فنحن نريد من يدافع عن هذا الوطن ويكافح من أجله ولا نريد نقاشا في أمور تافهة مثل معاشات البرلماني وهو يتقاضي تقريبا أربعة ملايين في الشهر بالإضافة إلى الامتيازات واستغلال الناس في التدخلات والاستفادة من الإعفاءات ،فيكفي أن تكون برلماني في المغرب لتصبح ثريا ، أما الدور الحقيقي للبرلماني السيد الرئيس فهو التشريع وهو ما يقتضي الحضور بشكل مستمر لجلسات المجلس ، والدفاع عن حق المواطنين وليس سلب حقوقهم ،الم تفكر أخي لحبيب المالكي في أن موضوع معاش البرلمانيين أخذ وقتا كبيرا وضيعنا فيه وقت كبير واستهلكنا الوقت كله في الوقت الذي يتطلع فيه المواطن لمناقشة قوانين تهمه أكثر من موضوع معاش البرلمانيين ،طز في معاش البرلمانيين ،يجب أن نهتم بمعاش المواطنين ،بظروف الجندي الذي يدافع عن الحدود ،وفي الأمن الذي يسهر على امن شعبنا ،وفي ذلك الرجل الجد الذي نراه يبيع حزمة ربيع ونعناع من أجل العيش واناس آخرين يموتون من أجل رغيف خبز ،وأنت تدافع عن معاش البرلماني وتقول بأن ظروفه صعبة ،فإذا كانت ظروف البرلماني صعبة فماذا يقول المواطن البسيط وماذا عساه يفعل ومن يدافع عنه . أما السيد الرباح الذي توعد بالاستقالة في حالة عدم المصادقة على معاشات البرلمانيين وكأنه يهددنا بإستقالته كما لو انه قدم للمغرب ما لم يقدمه الآخرون،رغم أنه ينتمي إلى مدينة القنيطرة ويرأس مجلسها البلدي ووعد القنيطريين بأنه سيجعل من مدينة القنيطرة جنة الغرب ووعد وتوعد بذلك فإذا بها تصبح مقبرة الغرب وليس جنة الغرب، ومن هذا المنطلق أقول له لا تهم استقالتك لأنك لا تهمنا أصلا ولا تمثلنا أصلا ككل الأحزاب التي لا تمثل الشعب بل تمثل نفسها ،طز في استقالتك فهي لا تهمنا ،كل ما يهم هو الدفاع عن هذا الوطن عن المغرب عن الشعب المغربي وعن الفقراء اللذين يحبون وطنهم ويحبون ملكهم فلا داعي لأن نرسم خريطة جديدة بالتهديد بالاستقالة وأنا أعرف أن استقالتك هذه هي بالنسبة للشعب قد نستفيد منها لأنها دليل على تعديل حكومي وشيك وأنت تهدد بها أحزاب أخرى ووزراء أحزاب الأغلبية الذين يحبون استوزارهم ولا يحبون وطنهم ،فلا داعي لرفع صوتك على المواطن فالمواطن المغربي الحر لا تهمه استقالتك ولا يهمه الرباح أصلا ،بل يهمه من يقف إلى جانبه ويدافع عن حقوقه ،لا يهمه أنت ولا غيرك من محبي المناصب من أجل المكاسب ،فخذوا المناصب وخذوا المكاسب واتركوا لنا الوطن فهو أهم من وجودكم وهو ما تبقى لنا نحن البسطاء اللذين لولاهم لما كنتم كما أنتم الآن فمن انتم لولا البسطاء.
