منذ اندلاع الأزمة العام الماضي، بعد سماح إسبانيا بدخول زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، أراضيها للعلاج، لم تنجح إشارات "الترضية" التي بعثتها مدريد للرباط من أجل تجاوز الأزمة وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، وفق صحيفة إسبانية. وقالت صحيفة "إلموندو" الإسبانية إن الحكومة الإسبانية أمضت أسبوعا كاملا تبعث الرسائل للمغرب للمضي قدما في المصالحة بين البلدين بشكل يسمح بوضع حد للأزمة. وتنقل الصحيفة أن الرد المغربي جاء هذا الخميس حاسما وردت الرباط بشكل بارد على مبادرة مدريد، وأشارت الصحيفة إلى أن الرباط ترغب في اعتراف إسباني بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية، "إيفي" عن مصطفى بيتاس الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية قوله " لقد أعربت إسبانيا عن رغبتها لإغلاق الأزمة، ولكن للوصول إلى ذلك نحتاج إلى الكثير من الوضوح". وأشارت الصحيفة إلى أن الملك الإسباني حاول المساهمة في تحقيق الانفراج في الأزمة، وشجع المغرب في حفل استقبال السلك الدبلوماسي المعتمد في إسبانيا على " السير معا" من أجل "تجسيد العلاقات الجديدة" و إيجاد "حلول للمشاكل" التي تهم البلدين. وكان فيليب السادس قد بادر الأربعاء بزيارة منصة المغرب في افتتاح معرض فيتور في مدريد. وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الإسباني نقل تفاصيل الأزمة مع المغرب إلى البيت الأبيض خلال زيارة إلى واشنطن ولقائه بوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي اتفق معه على توحيد الجهود لحل " الأزمة" التي استمرت طويلا. ونقلت الصحيفة أن رئيس الوزراء المغربي، عزيز أخنوش، دعا، مساء الأربعاء، "كل من يريد أن يكون حليفا للمغرب" إلى تقديم الدعم للقضية "الوطنية" في إشارة إلى الصحراء. وقالت الصحيفة إن قضية الصحراء الغربية هي مسؤولية تاريخية لإسبانيا يصعب تجاهلها لكونها كانت مستعمرتها حتى عام 1975. واندلعت الأزمة الحادة حادة في أبريل الماضي بسبب استضافة إسبانيا زعيم جبهة بوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء الغربية، إبراهيم غالي، للعلاج "لأسباب إنسانية"، الأمر الذي اعتبرته الرباط "مخالفا لحسن الجوار"، مؤكدة أن غالي دخل إسبانيا من الجزائر "بوثائق مزورة وهوية منتحلة". وتفاقمت الأزمة منتصف مايو حين تدفق نحو 10 آلاف مهاجر معظمهم مغاربة على جيب سبتة الإسباني شمال المملكة. وتبادل البلدان تصريحات حادة، حيث اتهمت مدريد خصوصا المغرب بارتكاب "عدوان" و"بالابتزاز". ونددت الرباط من جهتها ب"اللغة المزدوجة" و"الترهيب"، واستدعت للتشاور سفيرتها في إسبانيا التي لم تعد بعد إلى مدريد.